بريطانيون يطالبون باستقالة جونسون
كشفت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية أنّ رئيس الوزراء يوريس جونسون غاب عن 5 اجتماعات طارئة لغرفة إحاطة مكتب مجلس الوزراء “كوبرا”، المسؤولة عن تنسيق إجراءات الهيئات الحكومية للاستجابة للأزمات الوطنية أو الإقليمية في المملكة المتحدة، وذلك في الفترة التي سبقت تفشي كورونا في البلاد خلال كانون الثاني وشباط الماضيينـ الأمر الذي أغضب عدداً من البريطانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، فغردوا متهمين جونسون بالإهمال والتغاضي عن خطورة تفشي كورونا قبل حصول ذلك.
البعض قال: يجب أن يكون هناك تحقيق جنائي مفتوح بخصوص استجابة الحكومة لكوفيد 19. لقد مات الكثير بسبب الإهمال الجسيم للحكومة، يجب على بوريس وجميع أولئك الذين فشلوا في العمل أن يستقيلوا! هذه ليست القيادة التي نحتاجها خلال وقت الأزمة!، كما عبر الكثيرون عن انزعاجهم، قائلين: في النهاية، ستخرج الأكاذيب. نحن لسنا أغبياء. نحن نعلم أنك فشلت. نحن نعلم أنك قتلتنا. نحن نعرف أكاذيبك!، بينما اعتبرت مغردة أن هذا إهمال إجرامي كلف حياة آلاف الأشخاص. إنه ليس قائداً.
في المقابل، أصرّت الحكومة الأحد الماضي، على أن رئيس الوزراء يدير شؤون البلاد بينما يتعافى من فيروس كورونا المستجد، وسط انتقادات لكيفية إدارته أزمة كوفيد-19 في بداياتها.
وبعدما أمضى ثلاثة أيام في العناية المركزة إثر إصابته بكوفيد-19، خرج جونسون الأحد الماضي من المستشفى بعدما كان فوّض وزير الخارجية دومينيك راب منذ 27 آذار بأن ينوب عنه.
من جهته، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء: إن بلاده في حاجة إلى التيقن من أن أي رفع أو تخفيف لإجراءات التباعد الاجتماعي لن يتسبب في موجة ثانية من تفشي الفيروس، مضيفاً: مصدر القلق الأكبر هو حدوث موجة ثانية، هذا ما سيلحق في نهاية المطاف أكبر ضرر بالصحة والاقتصاد.
وأردف إذا استأنفنا الحركة بشكل أسرع من اللازم فقد يبدأ الفيروس في الانتشار بشكل متسارع مجدداً، نحتاج إلى التيقن من أنه إذا تحركنا لرفع بعض إجراءات التباعد الاجتماعي فلن يؤدي ذلك إلى عودة انتشار الفيروس بشكل متسارع.
وفي وقت سابق، أبدى وزير شؤون مجلس الوزراء مايكل جوف ثقته في أن الحكومة ستصل إلى هدفها بإجراء 100 ألف فحص يوميا للكشف عن الإصابات بحلول نهاية الشهر، وقال: إن بلاده لا تفكر في رفع إجراءات العزل العام التي فُرضت قبل نحو أربعة أسابيع للسيطرة على انتشار فيروس كورونا في ظل الزيادات “المقلقة للغاية” في عدد الوفيات.
ووسط الضغوط التي تواجهها المستشفيات، ينتقد العاملون في المجال الصحي إرشادا من الحكومة بأن من الممكن إعادة استخدام لوازم الوقاية الشخصية التي يرتدونها أثناء الاعتناء بالمرضى المصابين بالفيروس، وذلك وسط تراجع الإمدادات على مستوى البلاد.
وقد حذر خبير كبير في الصحة العامة، من أن بريطانيا قد تعاني من 40 ألف حالة وفاة، بسبب الفيروس في الموجة الأولى من تفشي المرض، كما انتقد البروفيسور أنتوني كوستيلو، من جامعة لندن، طريقة تعامل الحكومة مع الأزمة، قائلاً: إن رد الفعل بطيء للغاية.
وقالت صحيفة ديلي ميل ، توفي ما يقرب من 14000 شخص في بريطانيا بسبب فيروس كورونا، في المستشفيات، ولكن يُخشى أن يكون عدد القتلى الحقيقي أعلى بسبب التأخير في التسجيل وعدم تضمين الوفيات.
ومع ذلك، قال البروفيسور كوستيلو، وهو مسؤول سابق في منظمة الصحة العالمية: إن المملكة المتحدة، قد تتعرض لما يصل إلى 10 موجات من فيروس كورونا. مما رفع الإجمالي بالبلاد لأكثر من 16 ألفاً، ولكن يخشى أن يرتفع عدد القتلى الحقيقي بنسبة تصل إلى 50 %، بسبب التأخير في تسجيل الوفيات في المستشفيات، وعدم إدراج الوفيات بدور الرعاية.
وارتفعت الحصيلة الرسمية للوفيات جراء الفيروس في بريطانيا إلى 16060 بعد تسجيل 596 وفاة جديدة الأحد الماضي، علماً أنه تم فرض إجراءات إغلاق في البلاد منذ 23 آذار مددتها الحكومة حتى نهاية الشهر على أقل تقدير.
وأصبحت بريطانيا في ذروة تفشي المرض أو تقترب منها بعد أن حصد أرواح أكثر من 16 ألفا وهي أعلى خامس حصيلة في العالم لضحايا الجائحة التي تسببت فيما لا يقل عن 150 ألف وفاة في مختلف أرجاء العالم.