حركة تنقّل نشطة بين المحافظات ترافقها إجراءات وقائية.. والحكومة: تأمين عودة المواطنين المنقطعين في الخارج
بعد اتخاذ جميع الإجراءات الصحية اللازمة للحفاظ على السلامة العامة، ووضع فرق طبية على مداخل جميع المدن لفحص الداخلين والخارجين، إضافة إلى أجهزة تعقيم للسيارات، شهدت المدن السورية منذ الساعات الأولى لصباح أمس حركة تنقّل نشطة بين المحافظات، فيما شهدت الأسواق حركة جيدة مع عودة محال الألبسة والأحذية للعمل، في وقت أكد مجلس الوزراء أن جميع القرارات المتخذة في مجال التصدي لوباء كورونا، ولا سيما العودة الجزئية لمختلف “المهن والفعاليات والأسواق” تهدف بشكل رئيسي إلى المزيد من الحرص على المواطن، وتخفيف معاناته في حصوله على مستلزماته اليومية، ما يفرض على الجميع الالتزام بأوقات الحظر المفروضة ومراعاة الشروط الصحية المتعلّقة بالوقاية الشخصية والنظافة العامة، وخاصة أن سورية لم تتجاوز حتى اللحظة خطر تفشي الفيروس، في ظل تصاعد الإصابات على المستويين الإقليمي والدولي.
وجدّد المجلس ثقته بوعي المواطنين والتزامهم بالحجر الطوعي في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة، وتمّ الطلب من وزارتي الداخلية والإدارة المحلية والبيئة إلزام المحافظين وقيادات الشرطة بالمحافظات بالتطبيق الأمثل للقرارات المتخذة لإعادة “الأسواق والمهن إلى العمل” والتأكّد من تقيدها بشروط السلامة الصحية واتخاذ العقوبات الصارمة بحق المخالفين، بما فيها الإغلاق.
ووافق مجلس الوزراء، خلال جلسته الأسبوعية برئاسة المهندس عماد خميس رئيس المجلس، على الآلية المقدمة من وزارة الصحة لتأمين عودة المواطنين المنقطعين في الدول الأخرى نتيجة إجراءات محاربة فيروس كورونا، وتمّ تكليف وزارة الخارجية الطلب من السفارات والقنصليات تزويدها بأسماء الراغبين بالعودة والتنسيق مع وزارات الداخلية والنقل والصحة لتسهيل إجراءات عودتهم على أن يتم تطبيق الحجر الصحي على جميع العائدين لمدة 14 يوماً.
وضمن متابعته المستمرة والدورية لإنجاز مشروع الدفع الالكتروني، اعتمد المجلس منظومة الخدمات الجديدة في وزارات المالية والكهرباء والداخلية والموارد المائية، وتتضمن تقديم 10 خدمات معتمدة في مراكز خدمة المواطن اعتباراً من بداية شهر أيلول القادم، إضافة إلى استكمال ربط المصرفين العقاري والتجاري في منظومة الدفع الالكتروني أول شهر حزيران القادم.
وأقر المجلس خطة وزارة الزراعة لمعالجة الصعوبات التي تعترض قطاع الدواجن، باعتباره أحد أهم مصادر الأمن الغذائي، والتي تتضمن وصول الدعم بشكل مباشر إلى المربين، وتقديم التسهيلات لإعادة جميع المداجن إلى العمل، وتفعيل دور المؤسسة العامة للأعلاف باستيراد المواد العلفية “كسبة الصويا.. الذرة الصفراء العلفية” وتوزيعها على المربين لخلق حالة من التوازن في الأسواق المحلية.
ووافق المجلس على إعادة تأهيل المسلخ التابع للمؤسسة العامة للدواجن في منطقة الزبلطاني بدمشق بكلفة 2.5 مليار ليرة، وتمّ تكليف اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء تقديم دراسة حول واقع سوق الأعلاف.
وتمّ الطلب من وزارة الاتصالات تخفيض حزم الانترنت المخصصة لكل وزارة بنسبة 20 بالمئة ليصار إلى توظيف الوفر المحقق في تحسين جودة شبكة الانترنت للمواطنين وتخفيف الضغط الحاصل عليها نتيجة الالتزام بالمنازل.
ووافق المجلس على تعديل الفقرة (د) من المادة 42 من قرار مجلس الوزراء رقم 10 لعام 2014 المتضمن التعليمات التنفيذية لقانون الانتخابات العامة بحيث يتمّ منح المرشّح من العاملين في جهات القطاع العام إجازة خاصة بلا أجر تبدأ قبل 10 أيام من التاريخ المحدد للانتخاب وحتى اليوم الذي يلي إعلان نتائج الانتخابات.
وأجرى المجلس تقييما لآلية توزيع الخبز في محافظتي دمشق وريفها عبر بطاقة الخدمات الإلكترونية لمعالجة أي عقبات أمام استفادة جميع المواطنين منها، وتم التأكيد على تحسين جودة الخبز وإيصاله لكل مواطن بيسر وسهولة.
وناقش المجلس مشروع صك بإحداث مؤسسة عامة ذات طابع اقتصادي باسم المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء لتحل محل مؤسستي نقل وتوزيع الكهرباء بهدف الاستثمار الأمثل للموارد المادية والبشرية والخبرات الفنية والمعدات وتخفيض النفقات، وتمّ الطلب من الوزارات المعنية موافاة وزارة الكهرباء بملاحظاتها حول المشروع ليصار إلى دراستها.
يأتي ذلك فيما أعاد أصحاب المحال التجارية الخاصة ببيع الألبسة والأحذية بمختلف أنواعها افتتاح محالهم في الأسواق التجارية، في وقت انطلقت في عدد من المحافظات وسائل نقل مختلفة من مراكز الكراجات لنقل المواطنين الراغبين بالسفر إلى محافظات أخرى، وذلك بعد وضع فرق طبية على مداخل جميع المدن لفحص الداخلين والخارجين.
وسيّرت محافظة دمشق باصات نقل داخلي من مركز المدينة إلى مراكز انطلاق وسائل النقل وبالعكس لتأمين المواطنين الراغبين بالسفر إلى المحافظات والقادمين منها، وبين مدير الشركة العامة للنقل الداخلي بدمشق أنه تم تخصيص ستة عشر باص نقل داخلي موزّعة على مراكز الانطلاق الأربعة في “السومرية” و”البولمان” بالقابون و”مركز انطلاق الشمال” بالعباسيين و”مركز انطلاق الجنوب درعا والسويداء” في باب مصلى لافتا إلى أن الباصات تقوم بنقل المواطنين القادمين من المحافظات إلى مركز المدينة تحت جسر السيد الرئيس والبرامكة وبالعكس، وأكد أنه تم وضع أربعة وعشرين باصاً في مراكز السومرية والعباسيين والبولمان لنقل المسافرين إلى المحافظات، مشيراً إلى أنه تم تعقيم جميع الحافلات وإلزام السائقين بارتداء الكمامات والكفوف كإجراء احترازي للحفاظ على السلامة العامة.
واتخذت في دمشق إجراءات صحية وقائية حيث تقوم العيادات الطبية المتنقّلة والنقاط الإسعافية الموجودة على مداخل المدينة بفحص القادمين والمسافرين إلى المحافظات بوساطة كادر طبي مدرب ومجهز حيث يتم قياس درجة حرارة المسافرين بوساطة جهاز قياس الحرارة عن بعد وفي حال ظهر ارتفاع حرارة على أحد الركاب يحال إلى طبيب مختص في النقطة الطبية لتتم معرفة إذا كانت درجة الحرارة تنطبق مع التعريف القياسي للوباء أو أن ارتفاع الحرارة يعود إلى سبب آخر.