أردوغان حوّل تركيا إلى بؤرة كورونا الأولى في الشرق الأوسط
كشفت تداعيات الوباء كورونا على تركيا عن تخبّط واضح في سياسات نظام أردوغان، خاصة مع تسارع انتشار الوباء، الذي حول تركيا إلى بؤرة المرض في الشرق الأوسط، وأصبحت الأعلى بعدد المصابين بالفيروس.
وفي منظر يكشف عن ارتباك النظام بطريقة تعامله مع الجائحة وكيفية تطويقها، أعادت سلطات أردوغان اعتقال سجين سابق مُتهم بجريمة قتل في مقاطعة إزمير الغربية، بعد إطلاق سراحه، في إطار قانون العفو الخاص بإجراءات الوقاية من كوفيد-19.
السجين كان قد غادر السجن بقرار البرلمان التركي، والذي يهيمن عليه حزب أردوغان، الذي منح رأس النظام صلاحية الإفراج عن سجناء، فأطلق أردوغان سراح 90 الف سجين بهدف التقليل من اكتظاظ السجون والتخفيف من خطر انتشار الفيروس، لكن قرار أردوغان أثار ردود فعل واسعة وغاضبة بعد ان استثنى إطلاق سراح المعارضين وسجناء الرأي والمثقفين وأساتذة الجامعات.
وكانت منظمات حقوقية دولية انتقدت السياسات التركية في استهداف المخالفين للرأي والمنتقدين لسياسات أردوغان، معتبرة ذلك انتهاكات لحقوق الإنسان.
كما انتقدت المعارضة قرار الإفراج عن سجناء الحق العام، والذي تمّ تفعيله بسرعة كونه، يشكل خطراً على أمن المجتمع التركي، وقد يسبب تزايداً في الجرائم المرتكبة، خاصة وأن من بين الاسماء المطروحة قيادات كبيرة في المافيا التركية.
وأعلنت المعارضة عن انزعاجها من استمرار استهداف أردوغان للأصوات المناهضة لسياساته، وانتقد محرم إركك نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض، اعتقال رجل يبلغ من العمر 80 عاماً منذ يومين بتهمة “إهانة أردوغان” بعد “الإعجاب” بمنشور تم نشره على فيسبوك.
ووفق موقع “أحوال تركية” فقد تمّ نقل المسن، وهو موظف دولة متقاعد، من منطقة تشايلي في شمال شرق “مقاطعة ريزه” الى حجز الشرطة من منزله في العاصمة أنقرة.
وأكد المسن أنه لم يقصد اهانة أردوغان، وأنه عادة يكبس على زر الإعجاب في وسائل التواصل الاجتماعي دون قراءة محتوى المنشورات، مُعتذراً عمّا فعله، وفقًا لشهادة شككت بها شرطة أردوغان، وتابع المسن: “تم وضع علامة إعجاب على بعض منشورات فيسبوك لأنني لمستها بيدي دون قصد على شاشة الهاتف، فأنا عجوز ولدي إعتام عدسة العين في عيني”، مضيفاً: “عملت في الدولة لمدة 32 سنة.
وعمّق النظام التركي من سياسته في استهداف المواقع والصحف والصفحات المناهضة لسياسات أردوغان، وحجب الكثير من المواقع الإخبارية.
وتزامناً مع هذه التطوّرات، انتقد علي باباجان، نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق، ورئيس حزب الديمقراطية والتقدّم المعارض، قانون الإفراج عن السجناء، مشدداً على أن هذا القانون يخدم مصالح تحالف أردوغان فقط، وأنه ينبغي توسعة نطاق القانون حتى يمكن الحديث عن المعنى الحقيقي للعدل والمساواة.
ووجّه باباجان انتقادات لأردوغان، وقال: إن العديد من دول مجموعة العشرين شكلت شبكة بين البنوك المركزية قبل أزمة كورونا، وتوسّعت مع بداية الأزمة، ليست بينها تركيا، مشيراً إلى أن تركيا أصبحت الآن بعيدة عن أي تضامن دولي أو علاقات مع العالم الخارجي، وأوضح أن نظام أردوغان المعادي للأجانب أصبح في موقف لا يحسد عليه حتى إنه لم تعد لديه الجسارة على النظر إلى ما يجري من حوله.
وأشار باباجان، الذي تولى في السابق منصب وزير الاقتصاد، إلى تردي الأوضاع الاقتصادية في تركيا إضافة إلى التضييق على الحريات، وأضاف: “يجب تقوية المجتمع، ولا يتحقق ذلك إلا إذا كانت تتوافر أجواء يتمكن فيها أفراده من التفكير والتعبير عن أفكارهم بصوت عال دون خوف”.
وكان باباجان أكد يوم الجمعة الماضي أن أردوغان ارتكب أخطاء فادحة في السياستين الداخلية والخارجية وخاصة في مواجهة وباء كورونا وسيدفع ثمنها بعد أن فقد مصداقيته بالكامل لدى الشارع التركي.