صحتك من صحة بلدك.. والمسؤوليات مشتركة …
بعد مضي أكثر من شهر على العطلة الإجبارية، وتطبيق الإجراءات الاحترازية، خاصة بعد ظهور أول إصابة بفيروس كورونا في القطر، إلا أن الكثير من الناس لم يلتزموا بالشكل المطلوب بقرار الحجر المفروض، ما يجعلنا اليوم أمام سؤال مهم جداً هو ما الذي استطعنا فعله بعد مرور شهر؟ هل تمكنا من حصر الإصابات أو التقليل منها، ولنكون أكثر واقعية فإنه مهما اتخذ الفريق الحكومي المعني من إجراءات وتدابير لن تعطي هذه الإجراءات النتيجة المرجوة إذا لم يتم الالتزام بها بشكلٍ كليٍ، لذلك يتوجب على الفريق المعني بمعالجة هذا الأمر أن يقيّم حصيلة ما قام به والنتائج التي تمكن من تحقيقها، وهذا ربما ما لحظناه بعد التعديلات التي صدرت، وتم من خلالها السماح بفتح المصالح التجارية مع وضع بعض شروط الوقاية والسلامة، لأن السواد الأعظم اليوم من المواطنين طالب بإعادة افتتاح منشآتهم، خاصة بعد ما وصل بهم الحال إلى وضعٍ مأساويٍ نتيجة توقف كلي لمعظم مرافق الحياة، وحتى لا يكون قرار تمديد العطلة من دون النتيجة المطلوبة، فالهدف الأساسي من العطلة هو منع انتشار المرض، فإذا كنا لم نستطع خلال شهر تحمل الوضع الراهن فكيف سيكون الحال بعد شهر آخر، خاصة إذا استمر الرقم بالارتفاع، وهذا ما لا نتمناه لما له من عواقب كارثية.
صحة المواطن هي الأهم
الدكتور ماهر يونس مدير مشفى مصياف الوطني قال: إننا ومع تسجيل الحالة 38 للإصابة بفيروس كورونا، وعلى الرغم من أن العدد ليس بالكبير إذا ما قارناه مع دول الجوار، ولكن يجب أن نأخذه بعين الاعتبار، فمازلنا حتى هذه اللحظة نواجه بعض المستهترين الذين لا يأخذون الأمور بجدية ويعتبرون أن قصة الكورونا انتهت، ويخرجون إلى الشوارع من دون أي التزام بالإجراءات المفروضة معرضين أنفسهم وغيرهم للخطر، ويرى الدكتور يونس أن الحل الوحيد والأنجع هو البقاء في المنزل والالتزام بالإجراءات، خاصة مع عدم توفر لقاح حتى هذه اللحظة، مضيفاً: لا يمكننا أن ننكر أننا تقدمنا حتى على بعض الدول التي تتشدق بحرية مواطنيها وسلامتهم، خاصة تلك الدول التي تأخرت باتخاذ إجراءات احترازية وراهنت على أن هذا الوضع عابر لنتفاجأ فيما بعد بأن الأمر قد خرج عن السيطرة وأن المشافي باتت تغص بالمصابين ولم تعد تستوعب الأعداد الكبيرة، مضيفاً: لا يمكننا أن نغفل بأن هذا الوباء كان له تبعات اقتصادية سيئة انعكست على كل تفاصيل حياتنا، ولكن ومع كل ذلك تبقى صحة المواطن هي الأهم، ولا يخفى على أحد أن معاناتنا مضاعفة بسبب الحرب الإرهابية التي عانينا منها والتي ترافقت مع فرض عقوبات اقتصادية ظالمة طالت كل القطاعات وبالأخص القطاع الصحي الذي تأثر بشكلٍ كبير إلا انه ما زال رغم كل الصعوبات مستمراً بتقديم خدماته، ومن المؤكد لم يكن ينقصنا هذا الوباء الذي زاد الوضع الاقتصادي سوءاً وأثر على العجلة الاقتصادية، وهنا يشير الدكتور يونس إلى أمر مهم جداً وهو الاهتمام والتركيز الكبير الذي يجب أن نوليه لأطفالنا في فترة الحجر المنزلي وإبعادهم عن ممارسة بعض طقوس التسلية “تناول البزر” وغيره من الأطعمة المؤذية، لما قد تحمله من مخاطر على صحتهم، فمنذ فترة قريبة والحديث ما زال للدكتور يونس وصلت إلى مشفى مصياف طفلة تعاني منذ أكثر من شهر من سعال معند على العلاج، لنكتشف بعد إجراء تنظير قصبات بالمنظار القصبي الصلب أن السبب يعود إلى بذرة ميال تم نزعها من الرئة اليمنى مع نسيج التهابي مزمن وبالتالي إنقاذ الطفلة من عملية استئصال جزء من الرئة، لذلك ما يلزمنا هو أن نكون أكثر مسؤوليةً تجاه أطفالنا فوجودهم داخل المنزل في هذه الفترة لا يبعد عنهم الخطر إذا لم نوليهم كل الاهتمام المطلوب.
الطريقة المناسبة
من الضروري جداً اليوم أن نعالج الأمور بالطريقة المناسبة وتدارك الأخطاء والعثرات التي حصلت خلال فترة الشهر المنصرم علّنا نخرج بأقل الخسائر الممكنة ونتمكن من حماية بلدنا من خطر هذا الوباء، وهذا ما ننتظره جميعاً.
لينا عدرة