رياضة

مصارعتنا تبحث عن رئيس لاتحادها ..ومشاكل اللعبة تتواصل إدارياً وفنياً

لم تستطع مصارعتنا أن تعرف طريق الاستقرار خلال السنوات الماضية مع التخبط وانعدام الرؤية التي عاشتها نتيجة عدة ظروف ، وما زاد الطين بلة في الأيام الحالية هي التأخير في تعيين رئيس جديد لاتحاد اللعبة بعد أن بات رئيس الاتحاد السابق عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي.

فمشاكل اللعبة الكثيرة لم تعد تحتمل التأجيل وترحيل الحلول لن يزيد الأمور إلا تعقيداً فالسؤال الكبير متى سنرى تغييراً حقيقياً في واقع اللعبة؟

رئيس اتحاد

كواليس مصارعتنا هذه الأيام تعج بأسماء مرشحين لتولي رئاسة الاتحاد وبعضهم ممن جُرب ولم ينجح وبعضهم ممن يملكون الطموح دون أن نعلم مدى قدرتهم على قيادة الدفة التي تحتاج لمواصفات معينة مع الخصوصية التي تحيط باللعبة لناحية كوادرها واحتياجاتها.

فالتكهنات كثيرة حول من سيترأس الاتحاد لكن تبقى القضية الأساس ليست في الاسم فقط بل بما يمتلكه من رؤية استرتيجية للنهوض باللعبة، بعيداً عن الشعارات الرنانة والخطط الخلبية فالمطلوب شخص على دراية باحتياجات اللاعبين وقادر على تأمينها ويعرف كيف يجب أن تدار الأمور.

عموماً فترة الانتظار طالت ولا ندري السبب الذي يعيق تعيين رئيس لاتحاد لعبة هامة فشغور هذا المكان ليس في مصلحة أحد.

غياب غريب

الناظر في حال اتحاد المصارعة وما أفرزته العملية الانتخابية يدرك أن محافظات لها ثقلها وتاريخها في اللعبة مثل حمص وحلب لم تستطع أن تدخل أسواره، وبالتالي ظلت بعيدة عن مركز صناعة القرار رغم امتلاكها لعشرات الخبرات المؤهلة والأبطال الذين يمتلكون رؤى تطويرية.

كما أن بعض المحافظات الفاعلة مثل ريف دمشق وإدلب باتت تبحث عن فرصة لدخول معترك العمل الإداري والتي تخسرها بشكل دائم لمصلحة من يستطيعون إدارة اللعبة الانتخابية بشكل صحيح .

ولعل التعليمات الانتخابية حرمت مصارعتنا من كثير من الأسماء الوازنة وعليه فإن إعادة النظر بواقع الاتحاد تفرض اللجواء لأحد الخيارين فإما توسيع الاتحاد وزيادة عدد أعضائه أو إجراء تعديل يضمن عودة الخبرات لمكانها الطبيعي في قيادة اللعبة.

مشكلة مزمنة

ولعل المشكلة الأكبر التي تواجه مصارعتنا بعيداً عن تشكيلة الاتحاد وطريقة إدارته هي كثرة المشاكل والخلافات بين الكوادر التي تعودت على التكتلات والانقسامات والبحث عن السلبيات وتصيد أخطاء الأخرين دون أن يكون هناك سبب واضح لهذا الكم من الخلافات.

فكل من يعرف أجواء اللعبة يدرك أن التنظير هي الهواية المفضلة للكثير من الأبطال السابقين الذين يحاولون تسفيه كل رأي مخالف لهم والتقليل من شأن أي شخص يحاول طرح فكرة جديدة، مع العلم أن المجال مفتوح لكل الأبطال السابقين للعمل في الشق التدريبي أو التحكيمي أو الإداري لكن الرغبة في الترأس وتكوين “الشلل” تسيطر على فكر البعض.

ومن المؤكد أن حال مصارعتنا لن ينصلح دون تهميش كل من يحاول تعكير أجوائها وخاصة ممن يدعون أنهم أبناء اللعبة.

حمل ثقيل

في زحمة هذه النقاط السلبية والمشاكل التي باتت مزمنة يتطلع عشاق اللعبة أن يكون وصول أحد أبطالها لرئاسة مكتب ألعاب القوة في المكتب التنفيذي بداية عهد جديد لمصارعتنا من حيث الدعم والرعاية، والمؤشرات الأولية تدل على أن الخطوات المقبلة ستكون في هذا الاتجاه.

لكن الأكيد أن الأمر ليس بالهين مع كم التحديات الكبير الذي يواجه اللعبة بشكلها العام ووجود رواسب لسنوات طويلة تحتاج الكثير من العمل والتعاون مع المخلصين الباحثين عن عودة المصارعة السورية لمكانها الطبيعي عربياً وقارياً وعالمياً.

مؤيد البش