تعدّد القوى السياسية يؤجّل ولادة الحكومة العراقية
لم يحسم رئيس الوزراء العراقي المكلّف مصطفى الكاظمي بعد تشكيل حكومته على الرغم من دعم أغلب الكتل البرلمانية له، في خطوة كان يفترض أن تسهّل مهمته، في الوقت الذي أكدت فيه كتلة الفتح البرلمانية، التي يتزعمها هادي العامري، أن الكاظمي أجّل إلى الأسبوع المقبل إرسال طلب للبرلمان لمنح الثقة لحكومته.
ولم يتضح التشكيل الوزاري في ظل السرية التامة التي أحاط بها رئيس الوزراء المكلّف مفاوضاته مع الكتل البرلمانية لاختيار فريقه الحكومي، على الرغم من تسريبات رسمت ملامح الحكومة القادمة، ويقول محللون: إن الكاظمي حظي بإجماع القوى السياسية وقادة كتلها النيابية ومباركة رئاسة الجمهورية ورئاسة القضاء، بعد مخاض صعب تعذّر على سلفيه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي في عبور مرحلة التكليف الى التأليف، واعتبروا أن الكاظمي نأى بنفسه عن أية مماحكات مع القوى السياسية ونجح في الابتعاد عن أضواء الإعلام، ولم يخض في تصريحات ومواقف قد تفتح جدلاً، وأبقى الآخرين في حالة ترقب وانتظار، ويضيفون: كما تمكّن الكاظمي من إجراء مشاوراته مع قادة الكتل السياسية لمختلف المكونات وانجاز تشكيلته الوزارية دون ضجيج وبما يرضي قادة هذه الكتل، الذين لم يصدر عن أي منهم إلى اللحظة أي تصريح أو تلميح يكشف عن اختلافات مع الرجل قد تعرقل انعقاد جلسة مجلس النواب للفوز بثقة نوابه في مهمة التأليف والبرنامج الحكومي.
ولكن النائب عن كتلة تحالف سائرون النيابية، رياض المسعودي، كشف عن وجود ١٤ كتلة برلمانية تريد المشاركة في حكومة الكاظمي، مؤكّداً أن تعدّد القوى السياسية ولّد نوعاً من التعقيد والمشاكل، وأضاف: إن بعض القوى السياسية لديها مطالب خارج الكابينة الوزارية، وهذه مشكلة يصعب على رئيس الوزراء تحقيقها ضمن المدة الدستورية، وأشار إلى أن رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي يواجه صعوبة في إقناع الكتل الراغبة بالمشاركة في حكومته خلال ٣٠ يوماً، مذكّراً بأن الكاظمي مكلّف بتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة لتهيئة الأرضية لانتخابات مبكرة.
ميدانياً، تمكنت مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية من اختراق وتفكيك خلية إرهابية والقبض على متزعميها السبعة في القائم بالأنبار، وذكرت في بيان لها: إن مفارز شعبة الاستخبارات العسكرية في الفرقة الثامنة بالتعاون مع استخبارات لواء المشاة ٣٠ ولواء المشاة ٣٢ والتنسيق مع مكافحة إرهاب القائم تمكّنت من اختراق وتفكيك خلية إرهابية وألقت القبض على رؤوسها السبعة، وأضافت: تمّ القبض عليهم بعملية نوعية تميّزت بدقة المعلومات الاستخبارية، مبينة أن المعتقلين هم من المطلوبين للقضاء بموجب قانون الإرهاب.
وفي محافظة صلاح الدين، أفاد مسؤول محلي عن استشهاد ثلاثة من رجال الحشد الشعبي وإصابة ثلاثة آخرين بانفجار عبوة ناسفة استهدفتهم شمالي المحافظة.