استشهاد أسير فلسطيني جراء الإهمال المتعمّد.. والاحتلال يقتحم السواحرة
قدّمت فلسطين، أمس الأربعاء، شهيدين: الأول في الضفة المحتلة، بعدما أطلقت قوات الاحتلال النار عليه بزعم إصابته جنديّاً بعملية دهس وطعن عند حاجز في أبو ديس قرب بيت لحم، أما الثاني فقد استشهد في المعتقل، وذلك بسبب تلكؤ العدّو في تقديم المساعدة الطبية له.
ففي جريمة جديدة تضاف إلى سجلّ الاحتلال الحافل بالقتل والإرهاب، استشهد أسير فلسطيني جراء سياسة الإهمال الطبي والقتل الممنهج التي تعتمدها سلطات الاحتلال بحقّ الأسرى، وقال نادي الأسير: “إنّ الأسير نور جابر البرغوثي “23عاماً” من بلدة عابود شمال غرب رام الله بالضفة الغربية، معتقل منذ نحو 4 سنوات، ومحكوم بالسجن 8 سنوات، تعرّض للإغماء الشديد أثناء وجوده في الحمام في قسم 25 من سجن النقب الصحراوي، واستشهد جراء مماطلة سلطات الاحتلال المتعمدة في إنقاذ حياته”.
وباستشهاد الأسير البرغوثي، يرتفع عدد الشهداء الأسرى إلى 223 منذ عام 1967، بينما يواجه نحو خمسة آلاف أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال ظروف اعتقال قاسية، ويعاني 1800 أسير منهم أمراضاً متعددة بسبب انتشار الأوبئة والجراثيم، بينهم نحو 700 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل، وخاصة حالات الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي والشلل النصفي.
ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز 5 جثامين من الأسرى الشهداء، وهم: أنيس دولة الذي استُشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات الذي استُشهد عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح، وثلاثتهم استشهدوا العام الماضي.
وحمّلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إدارة مصلحة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير البرغوثي بعد تقاعسها في إنقاذ حياته، وأضافت: “إنّ الاحتلال بتقاعسه عن إنقاذ حياة الأسير الشهيد وتأخره في تقديم العلاج اللازم له، ارتكب جريمة جديدة بحق الأسرى الفلسطينيين تضاف إلى سجل جرائمه المستمرة كجزء من سياسة الإهمال الطبي المتعمّدة التي أدت إلى استشهاد العشرات من الأسرى في السنوات الأخيرة”، ودعت المؤسسات الدولية إلى ضرورة التدخل العاجل من أجل إنقاذ الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، الذي ينتهج سياسة الإعدام البطيء بحقهم في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، مؤكدةً ضرورة توثيق كل جرائم الاحتلال وتقديم قادته إلى المحاكم الدولية بشكل عاجل.
بدوره، قال مسؤول ملف الأسرى في حركة الجهاد جميل عليان: “إنّ الحركة تحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن ظروف استشهاد الأسير البرغوثي”، مؤكداً أن “الاحتلال يواصل سياسة الإهمال الطبي ضد الأسرى في سجونه، ضارباً بعرض الحائط كل النداءات التي تطلقها مؤسسات حقوق الإنسان بهذا الاتجاه، كما أشار إلى أن صمت المجتمع الدولي وتراخيه أمام مسؤولياته الأخلاقية والقانونية هو الذي شجّع العدو على الاستهتار بحياة الأسرى.
وفيما أكّدت حركة الأحرار الفلسطينية أن “ما يتعّرض له الأسرى في سجون الاحتلال من انتهاكات وإهمال طبي وحرمان من أبسط حقوقهم يُشكل جريمة ضِد الإنسانية، تستوجب تحرّك عاجل من المنظمات الدولية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية لإنقاذ حياتهم والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته ضِدهم”، طالبت حركة المجاهدين المجتمع الدولي وكافة المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالأسرى بتحمل مسؤولياتها ولجم سلطات الاحتلال، واجبارها على الالتزام بالمواثيق الدولية بخصوص الأسرى، والعمل الجدي والحقيقي لحماية الأسرى وانهاء معاناتهم.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة السواحرة جنوب شرق القدس المحتلة وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز السام صوب الفلسطينيين، ما أدّى إلى إصابة شاب بجروح وآخر بالاختناق، كما أطلقت الرصاص تجاه الشاب ابراهيم محمد حجازي “24 عاماً”، أثناء مروره على حاجز قرب قرية السواحرة الشرقية شمال شرق بيت لحم بالضفة، ما أدى إلى استشهاده.
وفور شيوع خبر استشهاد هلسة اندلعت المواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في بلدة السواحرة الشرقية بعد اقتحام الاحتلال منزل هلسة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قصرة جنوب نابلس بالضفة وأغلقت مدخلها وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام تجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح والعشرات بحالات اختناق، في حين اقتحمت بلدات وقرى في القدس المحتلة والخليل ورام الله وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت ستة منهم.
إلى ذلك، توغلت ست آليات للاحتلال شرق رفح جنوب قطاع غزة المحاصر وشرعت بأعمال تجريف للأراضي في المنطقة.