الدول الضامنة: التمسّك اللامشروط بسيادة سورية ووحدة أراضيها والاستمرار بمكافحة الإرهاب
جدّدت الدول الضامنة لعملية أستانا “روسيا وإيران وتركيا” التأكيد على وجوب احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة مكافحة الإرهاب فيها، فيما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ضرورة العمل وبذل الجهود الجماعية لإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل الأراضي السورية، في وقت جدّد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال اتصال هاتفي مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون التأكيد على ضرورة التصدي للتنظيمات الإرهابية في سورية والأطراف الإقليمية الداعمة لها.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الايرانية: إن وزراء خارجية الدول الثلاث أكدوا، خلال اجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، أمس الأربعاء، ضرورة تواصل الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، بالتوازي مع مواصلة محاربة الإرهاب.
واتفق المجتمعون على استمرار التنسيق بين الدول الثلاث بصيغة مسار أستانا، باعتباره الأهم والأكثر تأثيراً على صعيد إيجاد حل للأزمة في سورية، بما في ذلك عقد الاجتماع السادس لرؤساء الدول الضامنة في ايران بعد تحسّن الظروف الحالية بسبب انتشار وباء كورونا.
وطالب وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف برفع الاجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية وإيران، ولا سيما مع تفشي وباء كورونا، مؤكداً أن “فرض عقوبات من جانب واحد على سورية وإيران يشكل عقبة خطيرة أمام التصدي لهذا الفيروس في البلدين”، وداعياً المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتهما والضغط على الولايات المتحدة لإنهاء هذه الإجراءات، وشدّد على أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضي سورية انتهاك لسيادتها وللقوانين الدولية وتهديد للسلام والاستقرار الإقليميين.
بدورها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الدول الضامنة لعملية استانا أكدت من جديد في الاجتماع تمسّكها “اللامشروط” بسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وجرت، وفق الوزارة، الإشارة الى الدور الريادي لصيغة أستانا في التأكيد عَلى جميع العناصر المكوّنة للتسوية في سورية، بما فيها استقرار الوضع على الأرض والعمل على عودة المهجرين ومواصلة الحوار السوري- السوري في إطار اللجنة الدستورية في جنيف.
وفيما يتعلّق بالوضع في إدلب، تمّت الإشارة إلى المحاولات المستمرة لتنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي عرقلة تنفيذ الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في الخامس من آذار الماضي.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن الوزراء الثلاثة اتفقوا على ضرورة تكثيف نشاط المنظمات الدولية بتقديم الدعم للسكان المدنيين في سورية، ولاسيما في ظروف انتشار وباء فيروس كورونا، لافتين إلى أهمية دعوة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس إلى رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تنعكس سلباً على جهود سورية في مكافحة الوباء.
وأكد الوزراء تصميمهم على مواصلة التعاون الفعال في إطار صيغة استانا والجهود لإعادة الاستقرار إلى كامل الأراضي السورية وإرساء الأمن في دول المنطقة.
في سياق متصل أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ضرورة العمل وبذل الجهود الجماعية لإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل الأراضي السورية وإرساء السلام في المنطقة برمتها، وقال، في اتصال هاتفي مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان: “علينا أن نسعى جاهدين من أجل إعادة الاستقرار إلى سورية وجميع دول المنطقة”.
ويواصل النظام التركي دعم مرتزقته من الإرهابيين، ولا سيما في إدلب، وعدم التزامه بالاتفاقات والتفاهمات التي تمّ التوصل إليها بشأن الوضع هناك، والتي تؤكّد على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة مكافحة الإرهاب فيها حتى القضاء عليه بشكل نهائي، كما تواصل قوات هذا النظام احتلال أجزاء من الأراضي السورية.
وفي سياق آخر، لفت روحاني إلى الصعوبات والمشكلات التي تعانيها حكومات وشعوب العالم بسبب تفشي فيروس كورونا، مشدداً على وجوب أن يتخذ الجميع مواقف واضحة وحاسمة حيال الضغوط الأميركية غير الإنسانية.
شكري لبيدرسون: التصدي للإرهاب في سورية وداعميه
في الأثناء، جدّد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال اتصال هاتفي مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون، التأكيد على ضرورة التصدي للتنظيمات الإرهابية في سورية والأطراف الإقليمية الداعمة لها.
كما أكد شكري، وفق المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ، عزم بلاده على مواصلة دفع جهود الحل السياسي للازمة في سورية استناداً إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وبما يحفظ سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، ويلبي تطلعات الشعب السوري، و”يعيد سورية إلى موقعها الطبيعي على الساحتين الإقليمية والدولية”، مشيراً إلى أن الجانبين بحثا آخر مستجدات الأوضاع في سورية. ودعا شكري خلال الاتصال إلى تضافر الجهود لدعم سورية في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد.
وكان شكري شدد خلال لقائه بيدرسون الشهر الماضي على ضرورة العمل على مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرّفة في سورية. من جانبه استعرض بيدرسون الجهود المبذولة الرامية إلى دفع العملية السياسية بهدف التوصل إلى حل للأزمة في سورية.