أردوغان (شرطي) في حلف الناتو
د.رحيم هادي الشمخي
أكاديمي وكاتب عراقي
الأحداث الجارية على الساحة السورية والتي ما يزال أردوغان يشعل نارها في مدينة إدلب وما حولها تنذر بخطورة الموقف الذي أجّجه الاحتلال التركي للأراضي السورية، وانتهاك حرمة الدولة السورية وقيام الطائرات التركية بقصف مساكن المواطنين في إدلب، مما يؤكد عمق المؤامرة التي يقودها أردوغان الشرطي المدلل في حلف الناتو والذي مازال ينفذ المشروع الأمريكي- الصهيوني التوسعي باحتلال أراض عربية بالقوة وبدعم أمريكي ومباركة صهيونية.
الشرطي أردوغان، بأفعاله الشنيعة هذه أصبح يقاتل نيابة عن حلف «الناتو» للسيطرة على منابع النفط والغاز في سورية، وينوي بناء قواعد عسكرية تهدف إلى تغيير البنية الديموغرافية للسكان في المنطقة، وزرع الفوضى وتهجير المواطنين من قراهم ومزارعهم بالقوة.
هذا هو أردوغان المشكلة التركية في القرن الواحد والعشرين، لم يكن أردوغان يعرف جيداً أن الشعب السوري عصي على من يحتل أرضه ويدمّر حضارته، ولم يقرأ أردوغان –على ما يبدو- تاريخ الدولة العثمانية التي هُزمت وسقطت وانتهت إلى غير رجعة بفضل المقاومة العربية لها، أردوغان واهم ومجنون ومختلّ العقل عندما يشعر أنه قادر على احتلال أراض سورية بقوة السلاح، فالجيش السوري المقاوم لقواته الغازية مازال يسطر أروع ملاحم البطولة والفداء في أروع ملحمة عرضها تاريخ سورية الحديث في كل قرية سورية مقاومة للاحتلال التركي، وفي كل مدينة سورية مقاومة، وفي كل عشيرة وقبيلة سورية مقاومة لدحر الاحتلال التركي الجاثم على أرضنا الطاهرة، وحينها لن يجد أردوغان من أثر لقواته الغازية في سورية.
في حلب وإدلب وكل شبر من الأراضي السورية سوف يجرّب أردوغان حظّه العاثر بالهزيمة الكبرى، فالشعب العربي السوري الذي استطاع أن يصنع النصر في وقت قياسي وقصير جداً، ويحسم المعركة لمصلحته ولمصلحة الوطن سورية، فإنه عازم هذه المرة وهو يقف خلف جيشه الباسل في معركة الشرف والكرامة ضد فلول أردوغان من إرهابيين وخَوَنة الأمة، لهو قادر أيضاً على اكتساح كل بؤر الإرهاب، ولم يستطيع أردوغان –وهو الشرطي المطيع في حلف «الناتو»- تحقيق الأطماع التوسعية لأسياده الأمريكان وأعوانهم على الأراضي السوري، وللأسباب الآتية:
1- إن العقيدة العسكرية التي يحملها المقاتل العربي السوري والتي تربى عليها في ميادين المعركة لهي قادرة على دحر القوات التركية الغازية ومن تحالف معها، وهذا هو سر الانتصار الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري في تحرير الأرض السورية من جرائم الإرهاب، والتصدي للعدوان التركي المدعوم من أمريكا و«إسرائيل».
2- وقوف الشعب العربي السوري وقواه الوطنية والتقدمية خلف جيشه وإسناده لعوامل النصر في ساحات المعارك التي يقودها هذا الجيش الذي يحمل إرادة النصر، رغم شراسة هذه المؤامرة.
3- ويبدو أن حلف الأصوليين لمساعدة أردوغان قد فشل لأن تركيا ليست في سلام مع ذاتها، وحزب العدالة والتنمية الحاكم قد ركب الموجة الأصولية، أما المرتزقة الذين جلبهم أردوغان لتدمير سورية فقد انتهى دورهم نتيجة الضربات الموجعة الموجهة لهم من قبل الجيش العربي السوري والجحافل المقاتلة المساندة له في ساحة المعركة.