إيران تردّ على ترامب: سنُدمّر السفن الحربية الأميركية
لم يتأخر الرد الإيراني على التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنّه أمر “القوات البحرية الأميركية بإطلاق النار على أي سفن إيرانية تتحرّش بها في البحر”، فقد أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أن “إيران ستُدمّر السفن الحربية الأميركية إذا تعرّض أمنها لتهديد في الخليج”، وأضاف: “سنرد بقوة على أي تهديد يوجّه لنا وعلى أي إجراء من الأميركيين بإجراء سريع وحازم ومؤثّر”.
وإذ لفت سلامي في كلمة له إلى أنه وجّه القوات البحرية باستهداف كل قطعة بحرية تابعة للقوات الأميركية الإرهابية، التي قد تشكّل تهديداً للسفن الإيرانية، أضاف: “نقول للأميركيين: إننا عازمون على الدفاع عن أمننا القومي وحدودنا المائية وأمن الملاحة وأمن قواتنا البحرية”، وشدّد على أن أمن الخليج جزء من أولويات إيران الاستراتيجية.
اللافت أن تهديدات ترامب فاجأت دوائر القرار المعنيّة داخل واشنطن، فكل المعنيين استغربوا الإعلان عن “أوامر” لم يبلغهم بها أحد مسبقاً.
طهران كذلك، حرصت على إيصال الرسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة، فقد أعلن المتحدّث باسم وزارة الخارجية، عباس موسوي، إنّ بلاده استدعت السفير السويسري في طهران، الذي يمثّل المصالح الأميركية لديها. وتسلّم السفير رسالة شديدة اللهجة لنقلها إلى الولايات المتحدة مفادها أن إيران ستدافع بقوة عن حقوقها الملاحية في الخليج، وسترد على أي تهديدات، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن القوات العسكرية الأميركية الموجودة بمنطقة الخليج تقوم بأعمال استفزاز بحق الملاحين الإيرانيين في سواحل البلاد الجنوبية، وقال، في تغريدة له على تويتر: “القوات الأميركية لا شغل لها على بعد 7 آلاف ميل من حدودها بحيث تقوم باستفزاز ملاحينا في سواحلنا في الخليج”، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 5 آلاف إصابة بفيروس كورونا في صفوف قوات الجيش الأميركي، ويتوجّب على ترامب متابعة احتياجاتهم لا أن يطلق تهديدات.
وإذ أكد المتحدّث باسم مكتب ممثلية إيران في الأمم المتحدة، علي رضا مير يوسفي، أن بلاده لن ترضخ للتهديدات الأميركية، ولن تتوانى عن بذل أي جهد في الدفاع عن حدودها في مواجهة أي اعتداءات وفقاً للقوانين الدولية، أضاف: في ظل تفشي جائحة كورونا في العالم، وبالوقت الذي تركّزت اهتمامات العالم كله على مكافحة هذا التهديد، فإن السؤال المطروح هو ماذا يفعل الجيش الأميركي في مياه الخليج وعلى بعد 7 آلاف ميل من أراضيه؟!.
ونتيجة تلك التطوّرات ارتفعت أسعار النفط صباح الخميس، فكسب برميل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي المرجعي تسليم حزيران 1,6 دولار، أي ارتفع بنسبة 11,61 في المئة. كما ارتفع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال تسليم حزيران أيضاً 2,10 دولار. وفسّرت مجموعة “فيليب فيتشرز” الارتفاع الحالي، الذي بدأ الأربعاء، “بمخاطر مُعزّزة في الشرق الأوسط”.
يأتي ذلك فيما أكد وزير الدفاع الإيراني، العميد أمير حاتمي، جهوزية القوات المسلحة الإيرانية لمواجهة أي تهديد مستقبلي، وقال، خلال جلسة للجنة الاستراتيجية في وزارة الدفاع، “الأولويات والمقدّمات اللازمة لتحقيق شعار قفزة الإنتاج تتمثّل في المعرفة الصحيحة والواقعية للتهديدات الشاملة من قبل نظام الهيمنة وطرق المواجهة مع الحظر، وإيجاد مصادر مالية غير مرتبطة بالميزانية الحكومية ووضع السياسات الاستراتيجية، وأشار إلى أن الصناعات الدفاعية معنية بهذا الشعار ولا بد من الاستفادة القصوى من الظروف والإمكانات الموجودة في البلاد والقوات المسلحة لإحداث قفزة في هذه الصناعات.
وصرح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في أعقاب الإعلان عن نجاح الحرس الثوري في إطلاق القمر الاصطناعي “نور -1”: “لا يمكن للعقوبات أو التهديدات أو الإغراءات السياسية أن تبطئ حركة إيران نحو تحقيق مصالحها الوطنية ونيل حقوقها الشرعية”، فيما قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، “إيران ستُحاسَب”.
لكن المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، ردّت على اتهامات الولايات المتحدة لإيران، مؤكدة أن إطلاق طهران قمراً اصطناعياً عسكرياً “لا يتعارض مع قرار الأمم المتحدة بشأن برنامج إيران النووي”، مشيرة إلى أن “الاتفاق النووي لا يحدّ من حق إيران في تطوير برنامجها الفضائي السلمي”، وأضافت: إن “هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها دولة تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي وتنتهك قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2231 تحويل الإدانة الدولية عن نفسها، متهمة إيران دون دليل على عدم الامتثال لمتطلبات مجلس الأمن”، وتابعت: “إيران لا تقوم بتطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل أسلحة نووية”، وأردفت: “لا القرار نفسه ولا خطة العمل الشاملة المشتركة تقيّد بأي شكل من الأشكال حقوق وقدرات طهران على استكشاف الفضاء وتطوير البرامج الوطنية ذات الصلة”.
يأتي ذلك بعد اعتراف القوات الجوية الأميركية بنجاح تجربة إيران، عبر إطلاق أول قمر اصطناعي إيراني.