البطالة الأمريكية إلى معدلات قياسية
وصلت معدلات البطالة في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية مع تفشي وباء كورونا في البلاد، حيث وصلت إلى 16 بالمئة من قوة العمل، فيما بلغ عدد الأمريكيين المتقدّمين بطلبات للحصول على إعانة البطالة 26 مليوناً خلال الأسابيع الخمسة الماضية، ما يؤكّد أن جميع الوظائف، التي تمّ توفيرها خلال أطول ازدهار للتوظيف في التاريخ الأمريكي، تبخرت خلال شهر مع تضرّر الاقتصاد من وباء كوفيد 19.
وقالت وزارة العمل الأمريكية: إن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة بلغ 4.427 ملايين شخص الأسبوع الماضي.
وكان متوسط التوقّعات، في استطلاع للرأي لخبراء اقتصاد، انخفاضاً إلى 4.2 ملايين الأسبوع الماضي، على الرغم من أن التقديرات تراوحت ارتفاعاً إلى 5.5 ملايين.
وتصل البيانات الأحدث بطلبات إعانة البطالة التراكمية إلى ما يزيد على 26 مليون طلب منذ الأسبوع المنتهي في الـ 21 من آذار، بما يمثّل نحو 16 بالمئة من قوة العمل.
وساهم الاقتصاد في إيجاد نحو 22 مليون وظيفة خلال ازدهار التوظيف الذي بدأ في أيلول 2010 لينتهي على نحو مفاجئ في شباط 2020.
ويبدو أن طلبات إعانة البطالة الأسبوعية بلغت الذروة عند مستوى قياسي قدره 6.867 ملايين في الأسبوع المنتهي في الـ 28 من آذار الماضي.
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية تتصدر دول العالم في أعداد المصابين بكورونا، الذي حصد المزيد في الأرواح في البلاد حيث تمّ تسجيل وفاة جديدة 1700 في يوم واحد.
بالتوازي، تداول تقرير أمريكي أعداد الوفيات المتوقّع أن تصل في الولايات المتحدة على خلفية اتجاه عدد من الولايات لتخفيف القيود المفروضة على حركة المواطنين في مواجهة تفشي كورونا.
ووفق تقرير لموقع بيزنس انسايدر الأمريكي، تمّ نشره بالاستناد إلى وثائق صادرة عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية حصل عليها مركز النزاهة العامة، أشارت فيه تقديرات المسؤولين الفيدراليين في مطلع نيسان الجاري إلى إمكانية وفاة ما يزيد على 000300 نسمة في أنحاء الولايات المتحدة إذا توقفت تدابير العزل الذاتي في تلك المرحلة حيث من الممكن أن يصل هذا الرقم في أسوأ حالاته إلى 1.8 مليون.
وبحسب الوثائق فإن أعداد المصابين بكورونا والقتلى جراء الفيروس سيتضاعف كل 5 أيام ونصف اليوم إذا ما غابت تدابير احتواء الأزمة على افتراض أن كل مصاب سيتسبب بعدوى 2.5 شخص آخر في المتوسط.
وحذر بعض الخبراء من أن الموقف قد يصبح على نحو أسوأ يفوق توقعات وزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية وذلك لأن التقديرات الحكومية لم تأخذ بالحسبان حقيقة أن حاملي المرض الذين لا يعانون أعراضاً ينقلون العدوى على نحو هائل.
وكانت بعض الولايات الأمريكية مثل فلوريدا وجورجيا وتكساس وساوث كارولينا وأوكلاهوما وتينيسي وغيرها بدأت بالفعل تخفيف القيود المفروضة لاحتواء الأزمة وذلك تحت ضغط سلسلة من المظاهرات التي نددت بإجراءات الحظر الصحي.
والولايات المتحدة التي سجلت فيها أول وفاة بالفيروس نهاية شباط الماضي هي الدولة الاكثر تضرراً جراء الوباء سواء من حيث عدد الوفيات أو الإصابات حيث سجلت ولاية نيويورك وحدها أكثر من 15 الف وفاة أي ثلث الوفيات الناجمة عن الوباء في البلاد البالغة نحو 47 ألفاً.