إيران: فرنسا وبريطانيا تخضعان للتنمر الأميركي
بعد إعلانها عن نجاح إطلاق قمر “نور” الصناعي، والذي أنجز بأيد إيرانية خالصة في جميع المراحل، من تصميم القمر إلى تصنيع الصاروخ الحامل، وصولاً إلى عملية الإطلاق والوضع في المدار، رفضت إيران التفسير الأحادي لفرنسا وبريطانيا للقرار 2231، وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن مواقف لندن وباريس تنم عن الازدواجية والخضوع للتنمر الأميركي، وأشار المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي إلى أنّ تكنولوجيا الفضاء ذات الأغراض السلمية هي جزء من البرنامج الدفاعي وأيضاً التطور العلمي لإيران، وأضاف: “لا تمنع أي من المعاهدات الدولية إيران من الحصول على هذه التكنولوجيا وتطويرها والتي تم الحصول عليها بفضل جهود الخبراء والنخب الإيرانية”.
ورفض موسوي التفسير الأحادي لفرنسا وبريطانيا للقرار 2231، واعتبر أنّ أميركا تنتهك كل يوم وكل لحظة فقرات القرار عبر انسحابها من الاتفاق النووي وفرض عقوباتها غير القانونية على إيران.
التنديد الغربي بدخول إيران العسكري عالم الفضاء لم يكن مردّه، وفق مراقبين، القدرة المعلوماتية التي سيمتلكها الحرس الثوري بعد اليوم في منطقة يوجد فيها الكيان الصهيوني والقواعد الأميركية فحسب، وإنما يعود أيضاً إلى القفزة التي وصل إليها برنامج طهران للصواريخ الباليستية. إذ أصبحت الأخيرة، بعد اجتياز صاروخ “قاصد” الباليستي للمجال الجوي، تمتلك تقنية الصواريخ الباليستية العابرة للقارّات، ما يرفع منسوب قلق دول الغرب الاستعماري. يُضاف إلى ما سبق أن وصول إيران بنفسها إلى الفضاء يُهدّد تفوّق العدو الإسرئيلي في المنطقة.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد الجمعة أنه لا يحق لأوروبا ولا للولايات المتحدة أن تفرضا على إيران نظرتهما وسوء تفسيرهما لقرار مجلس الأمن رقم 2231 وخاصة أن إيران لا تمتلك أسلحة نووية أو صواريخ قادرة على حملها.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي أن من حق بلاده حيازة التقدم التقني والعلمي على جميع الصعد المدنية والعسكرية، وقال: “إن إيران تعتبر التقدم التكنولوجي في المجالات المدنية والدفاعية المنسجمة مع القوانين الدولية والداخلية في بلدان العالم حقاً أكيداً ولا يقبل المساومة”، مشيرا إلى أن التهديدات الأمريكية لإيران لن تترك أدنى تأثيرات على عزيمة الشعب الإيراني في استمرار نهجه القانوني.
وإذ أشار ربيعي إلى أن أمريكا ستفشل في إثبات اتهاماتها لإيران بانتهاك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 بسبب قيامها بخطوة تقليدية لا تشكل أي انتهاك للقوانين والأعراف الدولية، فإنه لفت إلى أن أمريكا باتت في المقدمة على صعيد التمييز في تنفيذ القوانين، كما شدد على ضرورة تحرك المنطقة باتجاه السلام لكي يمكن التغلب على جائحة كورونا وتوفير حاجة العالم إلى الأمن الحقيقي والروحي بعد اجتياز هذه الأزمة.
وفي السياق نفسه، وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني نجاح بلاده بإطلاق القمر الصناعي العسكري نور بأنه “إنجاز وطني ثمين”، مؤكداً أهمية تطوير قطاع الصناعات الجوية الفضائية الإيرانية.
وكان حرس الثورة الإسلامية في إيران أعلن الخميس إطلاق قمر نور الصناعي للأغراض العسكرية، مشيراً في بيانه إلى أن هذا الأخير وصل بنجاح عبر صاروخ “قاصد” الباليستي إلى مداره الذي يرتفع عن سطح الأرض بمقدار 430 كلم.