الإنفاق العسكري العالمي في أعلى مستوياته منذ الحرب الباردة.. وأمريكا أولاً!
استمر الإنفاق العسكري للولايات المتحدة الأمريكية في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب بالارتفاع منذ عام 2018، بعد سبع سنوات من التراجع، حيث زادت الميزانية التي خصصتها الولايات المتحدة للتسلّح، بنسبة 5,3% عام 2019 إلى 732 مليار دولار، بما يقارب 38% من الإنفاق العالمي لتتصدر دول العالم بإنفاقها الحربي، حسبما نشر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام “سيبري” في السويد، أمس الاثنين، مشيراً أن الإنفاق العسكري العالمي عام 2019 بلغ أعلى مستوياته منذ نهاية الحرب الباردة.
وكشف المعهد أن دول العالم أنفقت ما يقارب تريليوني دولار على العتاد العسكري العام الماضي، ليصل الإنفاق العالمي في 2019 إلى أعلى مستوى له خلال ثلاثة عقود.
ووفقاً لتقرير المعهد فإن الإنفاق على العتاد العسكري بلغ في العام الماضي 1.917 تريليون دولار بارتفاع بنسبة 3.6% مقارنة بعام 2018، مشيراً إلى أن هذه القيمة تعادل 2.2% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، كما أنها تعادل 249 دولاراً لكل فرد على وجه الأرض.
وأوضح باحثو المعهد أن الإنفاق بلغ ذروته على الأرجح، مشيرين إلى أن التداعيات الاقتصادية الهائلة الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد، ستؤدي إلى تراجعه، وقال نان تيان الباحث بالمعهد: إن الانكماش الاقتصادي المرتبط بأزمة كورونا سيؤثر على ميزانيات الحكومات وعلى كل النفقات في عام 2020.
وذكر التقرير أن الولايات المتحدة حافظت على صدارة قائمة الدول الأكثر إنفاقاً في المجال الحربي، حيث أنفقت في العام الماضي نحو 732 مليار دولار، تلتها الصين ثم الهند في المركز الثالث، لتأتي دول من آسيا لأول مرة ضمن أول ثلاثة مراكز في القائمة.
وكان الإنفاق العسكري للصين خلال السنوات الـ25 الماضية متوازياً مع منحنى النمو الاقتصادي للبلاد. وتعكس الاستثمارات رغبة الصين في “جيش من الطراز العالمي”، حسبما قال نان تيان.
واحتلت روسيا المركز الرابع في القائمة، تلاها النظام السعودي في المركز الخامس، وجاءت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية في الترتيب من السادس إلى العاشر في القائمة.
وأوضح معهد “سيبري” أن الولايات المتحدة تعتبر إلى حد بعيد أكبر منفق على التسلح في العالم، فقد أنفقت ما يمثل 38% من النفقات العالمية، وهو ما يساوي تقريباً إجمالي ما أنفقته الدول الـ10 التالية في القائمة.
يشار إلى أن الإنفاق الكبير على المعدات العسكرية يؤثّر في كثير من الأحيان على الإنفاق في مختلف الجوانب الأخرى، حيث أظهرت أزمة فيروس كورونا المستجد أن الدول التي أنفقت مئات المليارات على التسلّح اتضح أنها لا تمتلك البنى الصحية المناسبة لمواجهة الأوبئة والأمراض الخطيرة، كما شهدنا في الولايات المتحدة ودول غربية عدة.
وتعليقاً على التقرير، قال ممثل إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانتشي، في تغريدة نشرها عبر “تويتر”: “التقرير حول الإنفاق العسكري عام 2019 واضح تماما، تحتل أمريكا المرتبة الأولى في العالم، حيث أنفقت 732 مليار دولار في العام الأخير، ما يعادل نحو 3.4% من إجمالي إنتاجها الداخلي”، وأضاف: “إن السعودية تأتي، حسب التقرير المذكور، في المركز الخامس على صعيد العالم بتخصيصها 61.9 مليار دولار للإنفاق العسكري، ما يساوي نحو 8% من إجمالي إنتاجها الداخلي”، وأشار مع ذلك إلى أن إيران تأتي في المركز الـ18 عالمياً وأنفقت 12.6 مليار دولار لتسليح نفسها، أي 2.3% من إجمالي إنتاجها الداخلي، وختم متسائلا: “وبالتالي من يدفع باتجاه سباق التسلح في المنطقة؟”.