لبنان.. عودة الاحتجاجات رغم تدابير الحجر!!
تجددت الاحتجاجات في لبنان، ظهر الاثنين، بعد فترة هدوء، أعقبت ليلة قطع فيها المحتجون الطرقات بمعظم أنحاء البلاد، تنديداً بالأوضاع المعيشية الخانقة.
وافترش مئات المواطنين الأرض في ساحة الشهداء وسط بيروت، في جلسة احتجاجية على تردي وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية وارتفاع الأسعار، وتدهور سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار والعملات الأخرى.
وحاولت القوى الأمنية التي ضربت طوقا حول المحتجين إخلاءهم من الساحة القريبة من مقر البرلمان والسراي الحكومي، فدارت مناوشات بين الجانبين وعمليات كر وفر لم تنته إلى شيء.
وفي الجهة الشرقية من ضواحي العاصمة بيروت، شهدت منطقة زوق مصبح توتراً بين المحتجين والجيش اللبناني بالتزامن مع محاولة القوى الأمنية فتح الطريق، فيما أعلن وزير الصحة العامة حمد حسن “إرجاء حملات إجراء الفحوص في مختلف المناطق، التي كانت مقررة اليوم (أمس)، إلى يوم غد (اليوم) بسبب إغلاق الطرق”، وأمل أن “يتم تحييد عمل هذه الفرق عن أي تحركات مستقبلية محتملة نظرا لضرورة عملها في تقييم واقع وباء فيروس كورونا في لبنان”.
وتزامناً مع قطع الطرق، عادت الحركة إلى مدينة النبطية وغيرها من مدن الجنوب، حيث تجمع عدد من المواطنين رافعين الأعلام اللبنانية وهم يعلنون التزامهم بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا.
وكانت مدينة طرابلس، عاصمة الشمال، قد شهدت ليل الأحد، احتجاجات عارمة ضد ارتفاع سعر الدولار والأوضاع الاقتصادية والمعيشية، سجّلت خلالها خروقات أمنية من حين إلى آخر وهجمات بالقنابل على عدد من فروع المصارف.
وألقى مجهولون خلال الليل قنبلة في مجرى نهر أبو علي ترددت أصداؤها في أرجاء المدينة، فيما ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن محتجين أقدموا على تحطيم واجهات مصرف بيبلوس في الميناء، كما رمى مقنعون قنبلة حارقة على الصراف الآلي التابع لبنك لبنان والمهجر، حيث قامت عناصر الدفاع المدني بإخماد الحريق.
كما قطع عدد من المحتجين الطريق العام إلى جانب سنترال الميناء والطريق الدولية، وجابت شوارع المدينة مسيرات سيارة رغم حظر التجوّل المعمول به والتعبئة العامة، لتقوم عناصر الجيش بفتح الطرق بعد منتصف الليل.
إلى ذلك أعلنت غرفة التحكم المروري عن إعادة فتح أوتوستراد الناعمة باتجاه بيروت، الذي قطع ليلاً، كما أفادت بفتح طريق تعلبايا في البقاع.
وكان إقفال الطرق وإشعال الإطارات والاحتجاجات امتد الليلة قبل الماضية إلى مدن صيدا وصور وطرابلس والبقاع، في ظل تذمر اللبنانيين من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وغلاء المواد الغذائية، بعدما اقترب سعر الدولار من 4 آلاف ليرة لبنانية، في السوق السوداء، مقارنة بسعر صرفه الرسمي البالغ 1500 ليرة.
وفاقم العزل الصحي، الذي فرضته الحكومة منذ أكثر من شهر لوقف تفشي فيروس كورونا، من صعوبة الأوضاع الاقتصادية المعقّدة أصلاً، فيما تقاذف السياسيون والمسؤولون الحكوميون اتهامات التورّط بالفساد، الذي أوقع البلد الصغير تحت عبء ديون تتجاوز 100 مليار دولار، وحجمها ضعفي حجم الناتج الإجمالي القومي.
وفي هذه الأجواء المتوترة يعقد مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء جلسة في السرايا الكبير للبحث في إجراء تحقيقات لتحديد الحسابات التي أجريت منها تحويلات مالية للخارج واتخاذ إجراءات بحق أصحابها، واتخاذ تدابير آنية وفورية لمكافحة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة.