مشروعان استثماريان حيويان مع “أكساد” و”الفاو”.. ووحدة بيطرية متنقلة للبادية
دمشق ـ ميس خليل
تبلغ مساحة البادية السورية 55% من مساحة سورية (10،2 مليون كم2)، وتوصف بأنها أرض قليلة الأمطار وغير صالحة للزراعة، لذا يعتبرها كثيرون مجرد مرعى طبيعي لتربية الأغنام المعروفة بالعواس؛ ولكن بعد صدور مرسوم إحداث الهيئة العامة لإدارة وتنمية البادية السورية، في عام 2011، بهدف تطوير البادية وحمايتها وتنمية مجتمعها ومواردها الطبيعية والبشرية، ليكون مقرها الرئيسي في تدمر، أصبح الكلام مختلفاً، وبدا الاهتمام الحكومي واضحاً من خلال القيام بإجراءات عدة للحفاظ على الغطاء النباتي الطبيعي، وإعادة تأهيل المراعي بغرس الشتلات الرعوية. ويتبع لهيئة وتنمية البادية – بحسب مديرها المهندس محمد الطماس – تسعة فروع في المحافظات المطلة على البادية السورية، و59 محمية حكومية بمساحة 667 ألفاً و594 هكتاراً، إضافة إلى 136 محمية على النهج التشاركي، وهذه الأخيرة تمّ إنشاؤها بالتعاون مع المجتمع المحلي من خلال مشروع تنمية البادية سابقاً، كما يتبع لها 13 مشتلاً رعوياً و14 مركزاً لإكثار البذار الرعوية.
إعادة تأهيل
الطماس أوضح لـ “البعث” أن خطة النصف الأول من العام الحالي تتضمن أربعة مشاريع استثمارية، منها مشروع تطوير البادية السورية والهدف منه إعادة إحياء الغطاء النباتي المتدهور في البادية السورية، وتأمين الأعلاف المجانية الخضراء لمربي الثروة الحيوانية خلال فترة ندرة الأعلاف الخضراء. وفي هذا الإطار تمّ الانتهاء من زراعة الغراس الرعوية في باديتي حمص وريف دمشق، لخطة 2019 – 2020، في بداية الربع الأول من عام 2020، كما تمّ إنجاز خطة المشاتل الرعوية في مشاتل عرى بالسويداء وعقربا بريف دمشق والقريتين في حمص، إضافة إلى مشاتل حمص وحماة ودير الزور الإسعافية، وتتم حالياً متابعة الأعمال المشتلية في هذه المشاتل، وضمن خطة عام 2020 يتم العمل أيضاً على إعادة تأهيل مشتل تدمر الرعوي ومشتل العضامي في بادية حلب وهما قيد الإنجاز حالياً.
أما بالنسبة للمشروع الثاني فهو حفر وتجديد وتجهيز آبار البادية السورية، حيث تم، منذ بداية عام 2020، وضع خطة لإعادة تأهيل 30 بئراً في بوادي المحافظات ضمن الإمكانيات المتاحة وبحسب عودة مربي الثروة الحيوانية إلى مواقعهم؛ وتمّ البدء بباديتي ريف دمشق والسويداء وتشغيل ثلاث آبار، اثنتان في بادية ريف دمشق والأخرى في بادية السويداء، ليصل عدد الآبار المعاد تأهيلها منذ عام 2017 حتى الآن إلى نحو 54 بئراً، مشيراً إلى أنه تم الإعلان عن إعادة تأهيل 7 آبار في بادية ريف دمشق، إضافة إلى 3 آبار في بادية حماة و11 بئراً في بادية حمص وهي قيد الإعلان حالياً، كما تتم متابعة إعادة تأهيل باقي المنشآت في بوادي المحافظات من الناحية الميكانيكية والتي تكون غير متضررة من الناحية الإنشائية بهدف تأمين المياه لمربي الثروة الحيوانية في البادية السورية على مدار الساعة، حيث يتم رصد عودة التجمعات السكانية ومربي الأغنام إلى مواقعهم في بوادي المحافظات بعد عودة الأمن والأمان إليها.
مخيمات بيئية
أما المشروع الثالث الذي يتم تنفيذه – بحسب الطماس – فهو تطوير البنى التحتية، حيث تتم متابعة إعادة تأهيل مقرات الفروع والوحدات الداعمة والمشاتل والمحميات الدائمة ومنشآت الآبار في البادية، والتي تعرضت للأضرار بسبب العصابات الإرهابية المسلحة، في حين أن المشروع الرابع يتمثل بإقامة المخيمات البيئية لإعادة الحياة البرية والتنوع الحيوي، إذ تعرضت كافة المحميات البيئية في بادية حمص والرقة وحلب وريف دمشق للتخريب والسرقة وصيد الحيوانات الموجودة فيها من قبل الإرهابيين، ويتم حالياً إعادة تأهيل البنى التحتية في محمية العضامي في بادية حلب وتجهيز مسيج في مشتل عرى بالسويداء ليكون نواة لإعادة إحياء هذا المشروع مستقبلاً.
وذكر الطماس أنه ضمن خطة موسم 2019 – 2020، تم زراعة 41640 ألف غرسة رعوية في محمية الغنثر التشاركية في بادية حمص، و32 ألف غرسة في محمية الناصرية لتثبيت الكثبان الرملية حيث تم إنتاج ما يقارب 164 ألف غرسة رعوية تمت زراعتها في المحميتين المذكورتين، إضافة إلى تسليم 30700 غرسة رعوية لمشروع تطوير الثروة الحيوانية و22 ألف لوح صبار من مشتل عرى بالسويداء ضمن وثيقة التعاون الموقعة مع المشروع المذكور، ووضعنا خطة أيضاً في مشاتل الهيئة لإنتاج 600 ألف غرسة رعوية خلال خطة عام 2020 وتم تعبئة أكياس البولي ايتلين وتجهيزها وبذر الأكياس ويتم إنتاجها حالياً في مشاتل حمص وحماة ودير الزور وريف دمشق والسويداء.
وحدة بيطرية متنقلة
مدير الهيئة ذكر أنه تمّ إحداث وحدة بيطرية متنقلة في الهيئة بعد تعرض معظم الوحدات الداعمة للتخريب على أيدي المسلحين خلال فترة خروج البادية عن السيطرة، وذلك لتقديم الخدمات البيطرية لمربي الثروة الحيوانية وتقديم اللقاحات المجانية في أماكن تواجد مربي الثروة الحيوانية في البادية السورية، حيث تم تلقيح مايقارب 200 ألف و550 رأساً خلال عام 2019 من خلال تلك الوحدة.
وبهدف صقل مهارات الفنيين في المشاتل والمحميات التابعة للهيئة تم تنفيذ دورات للفنيين في فروع الهيئة في المحافظات والإدارة المركزية، حيث بلغ عدد الدورات المنفذة خلال العام الماضي 51 دورة للفنيين بعدد متدربين 590 متدرباً في الإدارة المركزية وفروع الهيئة في المحافظات في مجالات عدة، وتم تنفيذ دورة محو أمية في موقع أبو الندى في بادية درعا بعدد متدربين 26 متدرباً، إضافة إلى 9 دورات للمجتمع المحلي في مجال الصناعات اليدوية والصحة الأسرية في بوادي حمص وحماة ودرعا وريف دمشق، وتنفيذ 8 أيام حقلية لأهالي البادية لـ 176 مربياً حول رعاية الثروة الحيوانية وإدارة وتنظيم الرعي، حيث بلغت نسبة تنفيذ الدورات في الهيئة 98%.
وعن مشاريع الهيئة بالتعاون مع المنظمات الدولية ذكر الطماس أنه يتم حالياً التعاون مع منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” لإعادة تأهيل مشتل الفرات الرعوي بدير الزور ووضعه في الخدمة، إضافة إلى مشتل وادي العزيب في بادية حماة، كما يتم تنفيذ دراسة مع المركز العربي “أكساد” لدراسة إضافة “كمبوست” منتج لديهم وتأثيره على نمو النباتات الرعوية في بادية ريف دمشق.