بعد الصافرة…. حجر الزاوية
فكرة السماح بعودة تدريبات وتمارين الفرق الرياضية تمهيداً لاستئناف ما تبقى من مباريات الدوري الكروي بكافة تصنيفاته دون جمهور خلال الفترة القريبة ، تترك الكثير من التساؤلات حول ماهية وطبيعة تنفيذ مثل هذا القرار في ضوء استمرار تطبيق الإجراءات الاحترازية للتصدي لفايروس كورونا .
وفيما يرى البعض صوابية وإيجابية إمكانية استئناف مباريات الدوري لوضع حد للتكهنات والتوقعات والجدل القائم حول مسألة حسم المنافسة على لقب البطولة ، يرى البعض الآخر أن مثل هذا القرار في الوقت الراهن قد يحمل الكثير من الآثار والتبعات السلبية، إن لم يخضع لقواعد وضوابط صحية ووقائية صارمة تمنع الاحتكاك بين اللاعبين سواء في التدريبات أو أثناء المباريات، خاصة أن اللعبة ترتكز أساساً على التكتيك واللعب الجماعي والاحتكاك وربما الصدام المباشر بين اللاعبين للوصول إلى المرمى وهز الشباك خلال زمن المباراة ، بالإضافة إلى استراحة الشوطين ومدى موثوقية تعقيم وتنظيف مشالح اللاعبين ومرافق الملعب وغيرها من الأدوات التي يحتاجها اللاعب والكادر الفني والإداري أثناء المباراة ، كل ذلك يستدعي الحيطة والحذر و إلى تواجد فرق صحية قادرة على الاستجابة السريعة لمتطلبات عودة النشاط الكروي إلى الملاعب حتى ولو تم تخفيف إجراءات الحظر .
في ذات السياق ومع تواتر النقاش والسجال حالياً في أروقة الأندية حول اقتطاع 50% من مستحقات اللاعبين المتعاقدين بدءاً من شهر نيسان وتبعاته النفسية والمعيشية على اللاعبين ، نأمل أن تكون قرارات اتحاد الكرة في هذا الخصوص مدروسة بعناية وغير متسرعة وبما يحقق العدالة للجميع ، وينعكس في المحصلة إيجاباً على مستوى ومردود اللعبة في المرحلة المقبلة دون أي منغصات وردات فعل ومنعكسات سلبية تضع الأندية من جديد في الزاوية وفي معضلة حقيقية مع كوادرها ولاعبيها على خلفية قرار الاقتطاع من الراتب ومن قيمة العقود ، خاصة أنهم – أي اللاعبين – كغيرهم تضرروا من إجراءات الحظر وتوقف الأنشطة بسبب وباء كورونا .
معن الغادري