تعطّل حركة الإمدادات الطبية يفاقم خطر تفشي كورونا
تسبب فيروس كورونا حتى الآن بوفاة أكثر من 211 آلاف شخص في العالم، أكثر من 85% منهم في أوروبا والولايات المتحدة، وتخّطت أعداد الإصابات في العالم الـ 3.04 مليون إصابة، فيما دعت منظمة الصحة العالمية، أمس الثلاثاء، إلى زيادة حركة الطيران من أجل توصيل شحنات أجهزة التشخيص وأدوات الحماية والوقاية إلى المناطق التي ينتشر فيها مرض كوفيد-19، خاصة أميركا اللاتينية، وقال بول مولينارو رئيس دعم العمليات واللوجيستيات في المنظمة: إن شحنات لقاح عالمية تعطّلت في نيسان وإذا استمر هذا في أيار ستصبح هناك فجوات في التطعيمات والحملات الروتينية لمكافحة أمراض أخرى، وأضاف: إن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة سجّل أول حالات تعطّل في بعض سلاسل توزيع الغذاء “من شأنها أن تحدث تأثيراً كبيراً”.
وأردف في إيجاز صحفي عبر الإنترنت للأمم المتحدة في جنيف: “رأينا نظام النقل الجوي الدولي، الذي نعتمد عليه بقوة في حركة الشحن، يتوقّف تدريجياً، لذلك وصلنا الآن إلى نقطة يتعيّن فيها البحث عن حلول”، وتابع: “في ما يتعلّق بالرحلات التجارية، نحن دائماً نرحب بالحصول على المزيد من العروض. نناشد دوماً عرض المزيد من الأصول أو الشحن الجوي بأسعار مخفّضة للغاية”، مشيراً إلى أن الطلب تزايد بشكل كبير جداً خلال أزمة فيروس كورونا، لكن منظمة الصحة العالمية، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، تمكّنت من جمع وتوزيع 1.1 مليون اختبار تشخيص وهناك 1.5 مليون أخرى في الطريق. وقد استفادت المنظمة من بعض الأسعار التفضيلية وهي تهدف إلى توفير تسعة ملايين اختبار عن طريق ائتلافات تجارية.
ووفقا لأحدث حصيلة هناك نحو 3.03 مليون مصاب بفيروس كورونا المستجد عالميا و210263 حالة وفاة.
وقال مولينارو: إن بنما ستصبح مركزاً للتوزيع الإقليمي لأدوات الحماية الشخصية والإمدادات الأخرى في أميركا اللاتينية بعد تأخيرات بسبب بعد المسافة وأمور أخرى.
في غضون ذلك دعا عالم أوبئة إسبانيّ الى الاستعداد لموجة انتشار ثانية لفيروس (كوفيد-19) قد تكون الأسوأ، مُحذّراً من أنّ “احتمال الموجة التالية وتوقيتها يصعب التنبؤ بهما الآن”.
واعتبر عالم الأوبئة الإسباني، إلدفونسو هيرنانديز أغوادو، أنّ النظام الصحيّ العالميّ “أمام اختبار خطر إن تزامنت المرحلة الثانية لانتشار العدوى مع وباء الإنفلونزا”، مشدّداً على أنّه “يجب أن تكون هناك خطة واضحة إذا بدأ تطوّر الموجة الثانية من كورونا”.
وأمل أغوادو، وهو الممثل الرسمي للجمعية الإسبانية للصحة العامة وإدارة الصحة (سيسباس)، في الوقت نفسه، أنّه “مع تطوّر الفيروس، وعلى الرغم من زيادة قدرته على الانتشار، فإنه سيفقد مستوى قدرته على إيقاع وفيات”.
يذكر أنّ المدير العام لمنظمة الصحة العالميّة، تيدروس ادهانوم غيبريسوس، حذّر، الاثنين، من أنّ جائحة كورونا لن تنتهي قريباً، وعبّر عن “قلقه العميق من التأثير الناجم عن تعطّل الخدمات الصحيّة العادية ولا سيما على الأطفال”، وأضاف خلال المؤتمر الصحفي اليومي للمنظمة: “الجائحة أبعد ما تكون عن الانتهاء، المنظمة قلقة من تزايد منحنى الإصابة بالفيروس في أفريقيا وشرق أوروبا وأميركا اللاتينية وبعض الدول الأسيوية. أمامنا طريق طويل والكثير من العمل”.