ظريف عن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي: لا تحلموا!
نصحت طهران واشنطن بالتوقّف “عن الحلم”، وذلك بعد انتشار معلومات حول خطة أمريكية لمنع الانتهاء الوشيك لسريان حظر دولي على بيع الأسلحة لإيران. وغرّد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على “تويتر”: “قبل عامين، أعلن بومبيو ورئيسه وقف مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني الموقّع في فيينا عام 2015، حالمين بأن الضغط الأقصى سيركّع إيران. بالنظر إلى الفشل الذريع لهذه السياسة، يريد الآن أن يكون جزءاً” من الاتفاق، مضيفاً: “لا تحلموا!”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز”، قد أوردت أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، يعمل على “إعداد حجج قانونيّة يمكن بناءً عليها أن تبقى الولايات المتحدة طرفاً في الاتفاق حول النووي الذي انسحب منه الرئيس دونالد ترامب”، وأشارت إلى أن “استراتيجيّة معقّدة للضغط على مجلس الأمن الدولي بهدف تمديد حظر الأسلحة على طهران أو فرض عقوبات دولية أكثر صرامة”.
كما جدد وزير الخارجية الإيراني ونظيره الروسي سيرغي لافروف رفضهما للموقف الأميركي بخصوص إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي.
وخلال اتصال هاتفي بينهما، وصف ظريف ولافروف الموقف الأميركي بأنه مرفوض وغير عملي في الظروف الراهنة، كما بحثا أحدث التطورات السياسية في أفغانستان والجهود المبذولة لإجراء المصالحة والتفاهم السياسي فيها.
في الأثناء، أكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أن الوجود العسكري الأميركي في منطقة الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان يشكل عاملاً مزعزعاً للاستقرار في المنطقة وسيتم التصدي لأي خطوة استفزازية من قبله بحزم، وأوضحت أن الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان وباعتبارها مياهاً دولية مهمة وعصباً للاقتصاد العالمي كانت على الدوام مناطق آمنة لحركة وعبور السفن النفطية والتجارية بفضل التعاون بين إيران ودول المنطقة للحفاظ على الاستقرار والهدوء بالمستوى المطلوب، وشددت على أن تشكيل تحالفات كاذبة بقيادة الولايات المتحدة تحت ذريعة الحفاظ على أمن السفن لن يساعد في تحقيق هذا الأمر بل أنه سيشكل عملاً خطيراً ومخلاً للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
وبينت هيئة الأركان أن التحركات الأميركية في المنطقة وإنشاءها قواعد عسكرية تشكل مصدراً لانعدام القانون وانتشار الشر وزعزعة الأمن، مؤكدة أن أي إجراء غير قانوني وغير شرعي واستفزازي من قبلها سيواجه برد حاسم وحازم وسيشعر الأميركيون بنتائجه.
بالتوازي، أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن المزاعم الأميركية بأن إطلاق القمر الصناعي نور يتعارض مع القرار 2231 لا أساس لها، وقال: إن العلماء الإيرانيين تمكنوا من تحقيق خطوة كبيرة على الرغم من الحظر الأمريكي الظالم والشامل وتم إطلاق القمر الصناعي نور بنجاح ووضعه في مداره لأول مرة في تاريخ الثورة الإسلامية بالاعتماد على القدرات الوطنية، وشدد على أن سياسات إيران ما زالت دفاعية وهي ضد العدوان على أي دولة لكنها في الوقت ذاته لم ولن تسمح بانتهاك أي من مصالحها الوطنية.
من جانبه، قال الرئيس حسن روحاني: إن أميركا شددت الحظر والضغوط القصوى على الشعب الإيراني، وانتهكت قوانين الصحة العالمية، بمنع إيران من تبادل المواد الصحية والعلاجية، إضافة إلى تجاهلها القوانين الدولية.
وفي اتصال هاتفي مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، أمس، أكد روحاني ضرورة تنمية العلاقات بين البلدين، وخصوصاً العلاقات التجارية والاقتصادية، وتبادل الخبرات والتجارب في مجال مكافحة فيروس كورونا، والتعاون الصحي والعلمي في هذا المجال.
وتطرّق الرئيس روحاني إلى الإجراءات الأميركية غير القانونية وغير الإنسانية ضد الشعب الإيراني، قائلاً: “في ظروف انتشار كورونا في العالم وضرورة تغير الرؤية في العلاقات الدولية، نرى أن أميركا، وللأسف، تشدد الحظر غير القانوني على الشعب الإيراني وتتجاهل كل القوانين الدولية”.
وفي إشارته إلى عضوية جنوب أفريقيا غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، قال روحاني: إن المنتظر من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن تعارض التفرد الأميركي والحظر الأحادي اللامشروع على إيران.
من جهته، لفت رامافوزا إلى أنه على اطلاع كامل على الإجراءات الأميركية الظالمة وغير القانونية بحق إيران، مؤكداً استمرار دعم بلاده لطهران، وأضاف: المطلوب في الوقت الحاضر هو التعاون لمواجهة العدو المشترك (فيروس كورونا)، والتخلي عن فرض الحظر والضغوط على الشعوب.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني، كيانوش جهانبور، أعلن في مؤتمر صحافي، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا بلغ حتى اليوم 92584 شخصاً، بينهم 2983 في وضع حرج، بعد تسجيل 1112 حالة جديدة خلال 24 ساعة، فيما بلغت عدد الوفيات 5877 شخصاً، بزيادة 71 حالة وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية. وبلغ عدد المتعافين من الفيروس 72439 شخصاً.