“الصحة العالمية” تحذّر من موجة ثانية من كورونا
فيما كشفت دول أوروبية عديدة عن خطط تدريجية للخروج من الإغلاق وإعادة تنشيط اقتصاداتها، حذّرت منظمة الصحة العالمة من موجة ثانية لا مفر منها لجائحة فيروس كورونا المستجد، مشددة على أن العالم لن يتمكن من تفادي هذا السيناريو قبل تطوير اللقاح، إلا أنه قد يحد من خطورتها.
وأوضحت ممثلة منظمة الصحة العالمية في روسيا، ميليتا فوسنوفيتش، أمس الخميس: “هذا الفيروس جديد تماماً، والمناعة منه تتوفّر لدى بعض قليل جداً من الناس، لهذا السبب لن يكون بإمكاننا القول إننا قادرون على إحباط الموجة الثانية حتى تطوير الوقاية الخاصة واللقاح قبل كل شيء”، وأشارت إلى ضرورة الاستفادة من الخبرة الناجمة عن مكافحة الموجة الأولى من الجائحة لمنع الانتشار السريع لتفشي العدوى أثناء الموجة الثانية، وتابعت: “نتوقع أن أزمة الصحة والمراقبة الصحية الوبائية ستستطيع العمل بشكل مشترك لكشف البؤر الصغيرة ورصد شبكات الاتصالات لدى المصابين”، وشددت على ضرورة التركيز على الحد من الاتصالات بين الناس، مبينة أن استغلال المعلومات التي سيتم الحصول عليها سيتيح مستوى منخفض من انتشار المرض حتى أن يتوضح كيف يجري تطور المناعة”.
كما ذكرت ممثلة منظمة الصحة العالمية، خلال مشاركتها في اجتماع لمجلس الدوما للبرلمان الروسي: “يجب الفهم أن الفيروس لا يتراجع إلى أي مكان، وقفزة الثانية قد تحدث بعد تراخي الناس، لكن مدى انتشار هذه الموجة سيتوقف على تجاوب نظام الصحة”.
ويواجه العالم، منذ كانون الثاني 2020، أزمة متدهورة ناجمة عن تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد، الذي أدى إلى خسائر ضخمة في كثير من قطاعات الاقتصاد خاصة النقل والسياحة والمجال الترفيهي، وانهيار البورصات العالمية وتسارع هبوط أسواق الطاقة.
وصنفت منظمة الصحة العالمية عدوى فيروس كورونا المستجد، يوم 11 آذار، جائحة عامة، وسجّلت في العالم حتى الآن أكثر من 3.2 ملايين إصابة بهذه السلالة في نحو 180 دولة، بما في ذلك 228 آلاف وفاة و1 مليون حالة شفاء.
وفي السياق نفسه، حذر رئيس معهد روبرت كوخ الألماني للأمراض المعدية، لوتار ويلر، من خطر أن يكون هناك أكثر من موجتين من فيروس كورونا، وأوضح، أثناء موجز صحفي، أن معظم الخبراء يتوقعون أن تكون هناك موجة ثانية وربما حتى ثالثة من الوباء، مشيراً إلى أن العديد من العلماء يعتقدون أن ذلك سيحدث في الخريف المقبل، وتابع: “من الواضح أن الفيروس سيبقى موجوداً في بلدنا لأشهر، وسنضطر إلى العيش لأشهر في هذا الواقع الجديد”.
وأقر رئيس المعهد الفدرالي المختص بمتابعة تفشي كورونا في ألمانيا بأن حصيلة الوفيات الحقيقية إثر الجائحة في البلاد قد تكون أكبر من الأرقام المنشورة، مؤكداً أن الإحصاءات الدقيقة بالكامل لن تظهر إلا بعد عدة أشهر، ولكنه شدّد، في الوقت نفسه، على أن ارتفاع هذه الحصيلة غير الرسمية يأتي بوتائر أبطأ مما في دول أخرى.
وفي غضون ذلك، يثير ظهور مرض التهابي جديد خطير لدى الأطفال مشابه لمتلازمة “كاوازاكي” القلق في عدة دول أوروبية. وتسعى السلطات البريطانية في الأثناء إلى معرفة ما إذا كان هناك من رابط بين الوباء وهذا المرض الغامض.