سورية تدين قرار ألمانيا باعتبار حزب الله منظمة إرهابية: تجسيد للتبعية المذلة!
أدانت سورية بأشد العبارات قرار الحكومة الألمانية باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، مشيرة إلى أنه يجسّد بشكل واضح رضوخ الحكومة الألمانية لإملاءات الصهيونية العالمية، وتبعيتها المذّلة للسياسات الأمريكية الداعمة لكيان الاحتلال الغاصب، الأمر الذي يعبر بجلاء عن استمرار فقدان ألمانيا للسيادة والاستقلالية في سياستها الداخلية والخارجية، التي فرضت عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح: إن سورية إذ تجدد التعبير عن الدور الريادي لحزب الله كأحد أبرز حركات المقاومة ضد الاحتلال فإنها ترى في هذا القرار الجائر وسام شرف للحزب واعترافاً صريحاً بدوره في مقاومة العدوان الاستيطاني الصهيوني وإجهاض المشاريع الغربية التي تستهدف الحقوق والمصالح العليا للأمة العربية.
وكانت ألمانيا فرضت “حظراً كاملاً” على أنشطة حزب الله، وأعلنت تصنيفه كـ “منظمة إرهابية”! وذلك بالتماهي مع قرارات دول الاستعمار الجديد، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، ضد حزب ذنبه الوحيد أنه مقاوم وممثّل في مجلس النواب اللبناني وفي الحكومة، ومنبثق عن قاعدة شعبية تعيش على أرض لبنان وفي قُراه، وهو يشكل في الوقت نفسه مفخرة للأمة ومدعاة لاعتزاز أحرارها وأحرار العالم، باعتباره قاوم الاحتلال الإسرائيلي طويلاً حتى تحرير معظم الأراضي اللبنانية، وما زال يقاوم الإرهاب التكفيري، والتهديدات والأطماع الإسرائيلية في أرض لبنان ومياهه وثرواته الطبيعة.
وكتب ستيف والتر، أحد الناطقين باسم وزير الداخلية الألمانية هورست سيهوفر، في تغريدة على تويتر، إن وزير الداخلية “منع نشاط حزب الله في ألمانيا”، وأضاف: “منذ الفجر جرت تحرّكات عديدة للشرطة في مناطق عدة” ضد مراكز مرتبطة بحزب الله، متجاهلاً أن حزب الله هو حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي، شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ولا تقوم بأي نشاطات خارج حدود بلدها وضد عدو يغتصب أرضها.
وسيتمّ وفق نص القرار، المؤلّف من 30 صفحة، حظر أنشطة “مؤيدي الحزب”، بما في ذلك رفع أعلامه على الأراضي الألمانية، ولكن، ووفق تقرير لصحيفة “شبيغل” الألمانية، لم تجد وزارة الداخلية أي منظمات أو هياكل رسمية تتبع الحزب، ويمكن حظرها وفق قانون الجمعيات، وهذا ما جعل نص القرار متضمّناً حظر الأنشطة، في حين تبحث وزارة الداخلية عن “جمعيات قريبة” من حزب الله.
وتعتبر ألمانيا من أشد حماة الكيان الصهيوني وإجرامه بحق شعوب المنطقة وحركات المقاومة، التي تناضل من أجل تحرير الأراضي المحتلة. فمنذ اثني عشر عاماً، حظرت الحكومة الفيدرالية بثّ تلفزيون “المنار” على أراضيها، وفي العام 2014، منعت وزارة الداخلية “مشروع اليتيم اللبناني”، الذي حُوّلت عبره ملايين اليوروات إلى عوائل شهداء حزب الله، على حدّ ما زعمت الداخلية الألمانية حينها، والتي تقدّر عدد الأشخاص المنتسبين إلى حزب الله في ألمانيا بنحو 1050 شخصاً.
وكان السفير الأميركي السابق في ألمانيا ريتشارد غرينيل، الذي أصبح اليوم مستشاراً للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمر ألمانيا في أيلول بحظر النشاط السياسي للحزب على أراضيها، على غرار ما فعلت بريطانيا وهولندا، فيما قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال زيارة إلى برلين العام الماضي، إنه يأمل أن تسير ألمانيا على نهج بريطانيا في حظر حزب الله.
وعلى الفور، رحّب رئيس “الكنيست”، ورئيس حزب “أزرق أبيض”، بني غانتس، بالقرار الألماني، وقال: “أبارك للحكومة الألمانية قرارها الهام الاعتراف بحزب الله بكل أجنحته كمنظمة إرهابية”، معتبراً أن “هذه خطوة جوهرية ومهمة في الصراع العالمي ضد الإرهاب”، بحسب زعمه، فيما اعتبر وزير خارجية الكيان الصهيوني، “إسرائيل كاتس”، أن القرار “خطوة قيمة وجوهرية في الحرب العالمية على الإرهاب”، داعياً الدول الأخرى في أوروبا والاتحاد الأوروبي “للانضمام إلى هذه السياسة وتبنيها”.
كما رحب النظام السعودي، عرّاب التطبيع في المنطقة، بالقرار الألماني، ونوّهت وزارة خارجيته “بأهمية هذه الخطوة في إطار جهود مكافحة الإرهاب إقليمياً ودولياً”، متناسياً أنه مصدر الفكر التكفيري في المنطقة والعالم، ومتخلياً عن ثوابت الأمة وعن مقدّساتها.
وأشادت منظمات يهودية بالخطوة، ووصفتها بأنها قرار في غاية الأهمية، وقال ديفيد هاريس، رئيس “اللجنة اليهودية الأميركية”: “نأمل الآن أن تمعن دول أوروبية أخرى النظر في قرار ألمانيا، وتتوصل إلى الاستنتاج نفسه بشأن طبيعة حزب الله الحقيقية”، حسب زعمه، فيما لفت غرينيل إلى أن “قرار ألمانيا يعكس تصميم الغرب على مواجهة تهديد حزب الله العالمي”، مناشداً دول الاتحاد الأوروبي الأخرى “اتخاذ إجراءات مماثلة”.