(تحليل إخباري) هجمات “داعش”.. سيناريوهات خطيرة
عمر المقداد
تثير هجمات “داعش” سيناريوهات خطيرة، ما بين خلايا نائمة وجدت الفرصة متاحة لشن اعتداءات في مناطق متفرّقة، وصولاً إلى خطة تآمرية خارجية تسعى لإعادة سيطرة التنظيم على مناطق من العراق، وإيجاد موصل داعشية جديدة.
آخر الهجمات كانت أمس السبت، وقد أدت إلى استشهاد سبعة من عناصر الحشد الشعبي في محافظة صلاح الدين وسط البلاد وسامراء شمالاً، وقد سبقها تعرّض وحدات الحشد الشعبي مساء الجمعة إلى هجوم أدى إلى استشهاد عشرة من عناصره. وقد علقت الرئاسة العراقية على التصعيد بالقول: إن العراق أمام واجب ملاحقة فلول تنظيم “داعش” وتطهير الأراضي العراقية من بقايا الإرهاب، مشيدة بصلابة القوات العراقية وأبطال الحشد وشجاعتهم، داعية إلى المزيد من التعاون وتوحيد الصفوف بين القوى الوطنية لمواجهة تلك الظروف الحرجة، فيما دعت رئاسة هيئة الحشد الشعبي إلى أخذ الحيطة والحذر والاستمرار بالتصدي لهذه المجموعات الإرهابية.
وقد رأى مراقبون أن تصعيد الهجمات يدل وجود تعاون بين أصوات نشاز تطالب بإخراج الحشد من المناطق المحرّرة، وبين الدواعش في محاولة لإعادة إحياء التنظيم، ولفتوا إلى الغطاء الأمريكي الذي يحمي ويدعم “داعش”، بدليل أن إرهابييه انطلقوا في شن هجماتهم من وادي حوران، الخاضع لحماية القوات الأمريكية، التي جعلت من هذا الوادي معسكراً كبيراً ومنطلقاً لعمليات العصابات الإرهابية.
واعتبر آخرون أن خطر تنظيم “داعش” يزداد يوماً بعد آخر، وينذر بكارثة أمنية قد تتسبب بسقوط بعض المدن العراقية بيد التنظيم مرة أخرى، خصوصاً مع تلقي التنظيم التكفيرى دعماً داخلياً وخارجياً في الوقت الحالي، ما يستوجب وضع خطط عسكرية جديدة تحمي العراق والعراقيين من شر الإرهاب.
بالمحصلة، يمكن عرض النقاط التالية: أولاً: رغم أن اعتداءات “داعش” ليست أمراً جديداً، إلا أن التصعيد الأخير جاء مباشرة بعد أن نقلت القوات الأمريكية عدداً من قادة “داعش” من سجون ميليشيات “قسد” شمال سورية إلى العراق، وهي مسألة كشفت وسائل الإعلام وجهات محلية كل تفاصيلها، وهذا يشير إلى أن واشنطن تعمل على إحياء “داعش” مجدداً في العراق.
ثانياً: هجمات “داعش” أتت بعد انسحاب القوات الأمريكية من قواعد كانت تتمركز بها، ما يسمح بالاستنتاج أن القوات الأمريكية هي التي حرّكت التنظيم الإرهابي لتحقيق ثلاثة أهداف: الأول أن الوضع الآمن قبل الهجمات كان بسبب وجود القوات الأمريكية وأنه تداعى بعد انسحابها، والثاني أن التنظيم موجود بشكل قوي في تلك المناطق، والثالث هو الأهم وهو إظهار العراق عاجز عن الحفاظ على أمنه واستقراره بدون مساعدة القوات الأمريكية.
ثالثاً: إن تصعيد الهجمات يأتي مع اقتراب بدء المفاوضات بين بغداد وواشنطن الرامية إلى وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، الأمر الذي يجعل واشنطن مرتاحة ولديها أوراق رابحة تدعم موقفها الرامي إلى بقاء قواتها في العراق، وهو أمر يؤثّر على مسار الانتخابات الأمريكية.