“لوموند”: كورونا ينهي الهيمنة الأمريكية العالمية!!
يواصل الاقتصاد الأمريكي تراجعه الحاد بسبب توقّف النشاط الاقتصادي وحركة الإنتاج والبيع والتصدير داخل الولايات المتحدة الامريكية، وبين الولايات المتحدة والعالم، فيما رأت صحيفة “لوموند” أن فيروس كورونا سيضع نهاية للنظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، كما أنه سيضع نهاية لزعامة أميركا في الساحة الدولية، وأوضحت أن العالم سيشهد تغيرات جمة على صعيد النظام الدولي، معتبرة أن من أبرز المؤشرات على ذلك هو اعتماد منظمة الصحة العالمية على الصين.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن أزمة فيروس كورونا كشفت أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد القوة الرئيسية في العالم، مبينة أنه فيما شهدت السنوات الأخيرة تراجعاً كبيراً لها فقد جاءت هذه الجائحة التي أضعفتها وجعلتها أكثر دول العالم تضرّراً من فيروس كورونا لتجبر واشنطن مرغمة على التنازل عن هذا الدور.
وأوضحت الصحيفة أن جائحة كورونا لم تؤثر على الولايات المتحدة فقط بل تعدت ذلك إلى حلفائها في أوروبا مع تلقيهم ضربة خطيرة بسبب عجزهم عن دعم حتى البلدان الأكثر تضرراً من هذا الوباء العالمي في القارة الأوروبية مثل إيطاليا، ولفتت إلى أنه من أجل زيادة التأثير على إنشاء نظام عالمي جديد يجب على الاتحاد الأوروبي مراجعة هيكلية بنائه وجهازه الخاص.
وكانت وزارة التجارة الأمريكية كشفت إن إجمالي الناتج المحلي الحقيقي للولايات المتحدة في الربع الأول لهذا العام تراجع بمعدل سنوي نسبته 4.8% وسط تداعيات كوفيد-19 وهو أكبر انخفاض فصلي منذ الأزمة المالية لعام 2008.
وبعد الأخبار عن توقف شبه كلي لشركات صناعات السيارات وانهيار أسعار النفط، حيث تعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر المنتجين والمشترين للذهب الأسود، فقد تراجع قطاع الصناعة التحويلية إلى أدنى مستوى له منذ 11 سنة، وسط تصاعد تداعيات الفيروس كوفيد-19 وضعف أسواق الطاقة العالمية.
وأفاد معهد إدارة الإمدادات بأن مؤشر مديري المشتريات انخفض بنسبة 7.6 نقطة مئوية ليصل إلى 41.5% وهو أدنى مستوى له منذ نيسان 2009، موضحاً أن تراجع المؤشر إلى ما دون الـ50% يعني أن قطاع الصناعة التحويلية قد أصابه الانكماش والتوقف، إضافة إلى تسجيل مسار سلبي للغاية، وأشار إلى أنه من بين الصناعات الـ18 بقطاع الصناعة التحويلية، لم تسجل سوى المنتجات الورقية والمواد الغذائية، والمشروبات، ومنتجات التبغ نمواً.
وقال تيموثي فيوري رئيس لجنة الدراسات الاستقصائية لأعمال الصناعة التحويلية التابعة للمعهد: إن جائحة فيروس كورونا الجديد وضعف أسواق الطاقة العالمية يواصلان التأثير على جميع قطاعات الصناعة التحويلية للشهر الثاني على التوالي، فيما أعلن مسؤول تنفيذي من صناعة منتجات البترول والفحم: “مصفاتنا تخسر أموال صناعة البنزين بسبب انخفاض الطلب”.
في الأثناء، ارتفع إجمالي عدد الوفيات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة إلى أكثر من 66 ألفاً، بعدما سجّلت البلاد 1453 حالة وفاة إضافية خلال يوم واحد، وفقاً لآخر إحصاء نشرته جامعة “جونز هوبكنز”. ووسط هذه المعطيات، لا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يستعد لاستئناف حملته الانتخابية، التي فاخر خلالها بانتعاش اقتصادي توقّف فجأة بسبب وباء “كوفيد 19″؛ واختار لذلك عرضاً بثّه من أمام نصب لينكولن، الذي يعتبره الأميركيون أعظم رئيس في تاريخ بلدهم.
وتشير غالبية استطلاعات الرأي إلى أداء ضعيف للرئيس الجمهوري، قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في تشرين الثاني المقبل، وينافسه فيها خصمه الديموقراطي جو بايدن، الذي لا يغادر منزله في ديلاوير.
واختار ترامب العودة من أمام نصب لينكولن في حديقة “ناشيونال مول” لحوار افتراضي مع أميركيين سمي “أميركا معاً: لنعد إلى العمل”.
وقال الرئيس، الذي يواجه انتقادات بسبب مواقفه التي لا تنمّ عن تعاطف منذ بداية الأزمة الصحية غير المسبوقة، إن “الديموقراطيين يسعون كالعادة إلى الشجار. لا يفعلون شيئاً بنّاء حتى في زمن الأزمة”.
وكان ترامب تعرّض عشية لقائه الاستعراضي لضربة قاسية، إذ رفض أعضاء الكونغرس، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، عرضه إجراء فحوص طبية سريعة وإعطاءها الأولوية لأعضاء مجلس الشيوخ، الذين يفترض أن يعقدوا جلسة بكامل الأعضاء اليوم الاثنين.
ومع أنهما خصمان سياسيان، أصدر زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل والرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي، بياناً مشتركاً لتأكيد أن الكونغرس يفضل مواصلة إرسال الموارد “إلى المؤسسات التي تقف في الصف الأول” مثل المستشفيات.
ويعود أعضاء مجلس الشيوخ المئة إلى واشنطن للمشاركة في جلسة عامة عقب العطلة البرلمانية التي انطلقت نهاية آذار ومُدّدت بسبب الوباء.
من جهتها، أشارت بيلوسي إلى أنّ أعضاء البرلمان “لن يعودوا إلى العمل قبل الأسبوع المقبل على الأقلّ طبقاً لتوصيات طبيب المؤسسة”.