إيران ترسل مساعدات طبيبة لألمانيا لمواجهة كورونا
في الوقت الذي تشدّد فيه الولايات المتحدة الأمريكية عقوباتها على إيران، وتمارس ضغوط كبيرة على أوروبا لمنعها من تنفيذ التزاماتها التي نصّ عليها الاتفاق النووي، وحتى من تقديم أي مساعدة طبية لمواجهة تفشي وباء كورونا المستجد، تعلن طهران، على لسان المتحدّث باسم خارجيتها عباس موسوي، أنها أرسلت أجهزة ومستلزمات طبية إلى ألمانيا ولبنان وأفغانستان في “بادرة لإعلان تضامنها مع هذه البلدان في مواجهة فيروس كورونا”، وقال في تغريدة على “تويتر”: إن طهران “ستواصل تقديم الدعم إلى الشعوب المحتاجة لهذه المستلزمات”.
وتم شحن نحو 40 ألف عدة تشخيص كورونا من إنتاج إيران إلى ألمانيا، وصرح باشا فرخ زاد، مسؤول القسم التجاري في الشركة المعرفية المنتجة لعُدد تشخيص “كورونا”، أنه “إلى حدّ الآن تم تصدير منتجاتنا إلى 25 بلداً وهناك طلبات من 40 بلداً لعُدد التشخيص التي ننتجها”، وأضاف: إن عملية التصدير إلى المانيا، “تمّت بناء على طلب شركة المانية”.
يأتي ذلك فيما أعلنت ألمانيا عن قطع مراحل حاسمة في إجراءات تخفيف العزل والعودة تدريجياً إلى الحياة الطبيعية عبر إعادة فتح كل المتاجر والمدارس واستئناف دوري كرة القدم خلال الشهر الجاري.
وسبق لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن وعد بإرسال مساعدات طبية إلى بعض الدول بعد انخفاض وتيرة الإصابة بفيروس “كورونا” في البلاد، وأشار إلى أن بلاده ستقوم خلال الأسبوعين المقبلين بتصدير حزمة أخرى من المعدات الطبية إلى تركيا.
بالتوازي، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن رفع الحظر التسليحي عن إيران جزء من الاتفاق النووي الذي تمّ التوصل إليه مع المجموعة الدولية، موضحاً أنه إذا أرادت الولايات المتحدة عرقلة ذلك فإن إيران أيضاً سترد بحزم على الخطوات الأمريكية.
ونقل التلفزيون الإيراني عن روحاني قوله خلال اجتماع الحكومة: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ارتكب خطأ غبياً وكبيراً بالانسحاب من الاتفاق النووي وأدرك أن حظر الأسلحة على إيران كجزء من الاتفاق النووي سينتهي خلال أشهر كأحد بنود هذا الاتفاق، مشدداً على أن طهران سترد رداً ساحقاً إذا تم تمديد حظر الأسلحة عليها، وأوضح أنه يجب على واشنطن رفع العقوبات عن إيران إذا أرادت العودة إلى الاتفاق النووي، وقال: لتعلم أمريكا وباقي الدول أن إيران لن تقبل أي تعديل أو عدم التزام بقرار مجلس الأمن رقم 2231 كما أن على أمريكا والدول الأخرى أن تعلم أن طريق عرقلة إنهاء الحظر التسليحي على إيران بات مسدوداً.
في سياق متصل أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني مجتبى ذو النور أن بلاده لا ترغب في شن أي حرب في المنطقة ولكنها في المقابل مستعدة للرد بكل قوة على أي اعتداء عليها، وقال: لن نكون البادئين بأي حرب في المنطقة لكن قواتنا المسلحة حذرت الأمريكيين من أنهم إذا أرادوا المضايقة والقيام بأعمال استفزازية وتجاهل حقوق إيران في الخليج والمنطقة فإنها لن تتوانى في الرد عليهم بحزم.
وأشار البرلماني الإيراني إلى أن إيران لا تريد إيجاد حالة من انعدام الأمن في المنطقة لكنها قادرة على الرد على كل من يريد زعزعة الاستقرار فيها والدفاع عن حقوق شعبها بقوة.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الأمن الإيرانية إلقاء القبض على 16 عنصراً ينتمون إلى خليتين إرهابيتين غرب إيران، وقالت الوزارة إن “عناصر الخليتين الإرهابيتين يعملون لصالح المجموعات الانفصالية، ودخلوا من إحدى دول الجوار”، مضيفة أن “زعيم الخليتين الإرهابيتين كان يعيش في إحدى الدول الأوروبية ومدعوم من دولة عربية”.
وهذه المرة الثانية التي تعلن فيها إيران عن تفكيك خلايا إرهابية في غرب البلاد بأقل من عام، حيث كان حرس الثورة الإيراني أعلن في تموز الماضي عن تفكيك خلية إرهابية في منطقة “جوانمرد” بمحافظة كرمانشاه غربي إيران.
وأوضح الحرس في بيان حينها بأنه “تم إحباط محاولة مجموعة إرهابية مرتبطة بالاستكبار العالمي، التسلل إلى البلاد عبر الحدود الغربية (مع العراق)، بغيّة تنفيذ أعمال إرهابية تخريبية”.
وفي آب عام 2018 أعلنت وزارة الأمن الإيرانية عن إحباط عمليتين إرهابيتين في محافظتي كردستان (غرب) وخوزستان (جنوب) قبل تنفيذهما من قبل مجموعات انفصالية وتكفيرية.
جاء ذلك، قبل شهرين من الهجوم الإرهابي المسلح الذي استهدف العرض العسكري في مدينة الأهواز غرب إيران والذي راح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين والعسكريين.
وكانت إيران تعرضت في 7 حزيران عام 2017 لهجومَيْن متصلين في طهران استهدف أحدهما البرلمان الإيراني والآخر استهدف محيط مرقد الإمام الخميني، فيما تبنى تنظيم “داعش” العملية الإرهابية التي أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات.