بعد الصافرة.. مدرب المنتخب والتساؤلات المشروعة
أثار الظهور التلفزيوني الأخير لمدرب منتخبنا الوطني بكرة القدم نبيل معلول الكثير من الجدل نظراً لطبيعة التساؤلات التي طرحت عليه، وابتعادها عن المحتوى الذي انتظرت الجماهير أن تسمعه لجهة معرفة خطته، وبرنامج عمله، والخطوات المقبلة لتحضير المنتخب لخوض تصفيات المونديال على طريق تحقيق حلم الوصول إليه.
الواضح أن قيمة عقد المدرب وإمكانية تخفيض راتبه بات الشغل الشاغل للبعض، حيث يدور النقاش حول هذا الموضوع منذ فترة، واللافت أن منهم من أراد معرفة التفاصيل من المدرب عبر اتصال هاتفي خارجي، رغم أن المسافة التي تفصله عن اتحاد الكرة هي دقائق معدودة، وهناك يمكن أن يعرف كل ما أراد.
طبعاً التساؤل عن الأمور المالية أمر مشروع، لكنه ليس بتلك الأهمية للشارع الرياضي الذي يبحث عن كلام من المدرب يعطيه جرعة تفاؤل بأن القادم سيكون أفضل، وأن إمكانية الوصول إلى كأس العالم هي حقيقة وليست للاستهلاك الإعلامي أو من قبيل بيع الأوهام.
منتخبنا تحت قيادة المدرب الجديد لم يخض أية مباراة أو حتى حصة تدريبية حتى نستطيع أن نحكم على طريقة عمله، ونعطي أحكاماً بالنجاح أو الفشل، وفكرة وضعه تحت الضغط الجماهيري والإعلامي غير واردة لأن له تجارب سابقة مع منتخبات وأندية كثيرة، وبالتالي التعامل معه يجب أن يكون وفق عمله ونتائجه، وليس بناء على رغبة في تسجيل النقاط، أو الظهور بمظهر الإعلامي الجريء.
على العموم نحن لسنا بوارد التطبيل للمدرب والتهليل لقدومه، لكننا أيضاً يجب أن نكون موضوعيين في التعاطي معه بعيداً عن العاطفة والرأي الشخصي، فنحن حالياً نمتلك جيلاً كروياً من الصعب أن يتكرر، والفرصة تبدو مواتية لبلوغ حلم طال انتظاره، فالمنطقية في الطرح، والتعامل بواقعية إعلامياً وجماهيرياً من الأمور الهامة لتحقيقه.
مؤيد البش