“عزيزة البصارة” ذات الأداء الساحر
عزيزة كلمة محببة ذات وقع حلو ولطيف على الأذن، فكم من محب وعاشق وأب وصف من يحب بهذه الكلمة “عزيزتي”، وأن تحمل الشخصية الدرامية اسم “عزيزة” فهذا مدعاة للالتفات إلى تفاصيلها الجسمانية والروحية للبحث عميقاً فيما أراد الكاتب لهذه الشخصية من تقاطع مع روح هذا الاسم وعمقه في الوجدان.
“عزيزة” شخصية ظهرت في مسلسل “وردة شامية” – تأليف مروان قاووق وإخراج تامر إسحاق – وقامت بدورها المتألقة سحر فوزي، وكانت بمثابة صلة وصل بين الحي والميت، بين فكرة الحياة وجمالها وعيش تفاصيلها في الحارات الشامية الرقيقة، وبين قسوة الموت وبشاعة إزهاق الأرواح، وكيف يمكن لإمرأة ظالمة قاسية باردة المشاعر أن تحيل صبيتين من الأزهار الفواحة إلى مجرمتين تمتهنان إتقان الحلول الإجرامية لتصفية حساباتهما مع مجتمعهما وكل من يحيط بهما من نساء، وتتشابك العلاقات والتفاصيل لتكون “عزيزة” هنا جسر وصل قاس وعنيف يربط الشخصيتين وردة وشامية بحب العنف، ومرآة لوجه الموت الذي يطل على أيديهما وملامحهما مع كل جريمة اقترفتاها، وبعد مقتل كل امرأة أو فتاة تقولان جملتهما الشهيرة “سلمي على عزيزة” خلال العمل الدرامي الشائك الذي عرض في أحد المواسم الرمضانية الفائتة. أما هذا العام فتطل “عزيزة” بهيئة مختلفة بعيدة كل البعد عن الموت.. “عزيزة” هي الحب، هي ريشة تراقص الريح أو كما وصفت حالتها أمها العرافة “فيلدا سمور” بجملة تعريفية عنها: “مثل الريشة اللي طايرة بالهوا”.
رشا بلال تطل هذا الموسم الرمضاني بجمال تقاسيم وجهها وسمرتها العذبة وشعرها المتموج الطويل، تجسد دور البصارة التي تعيش بغرفة تتقاسم فيها السكن والزاد والحياة مع أمها، قوية ذات كبرياء وحضور آسر يلفت نحو تفاصيلها وحركاتها وحتى سكناتها، مليئة بالحياة والحب والحضور، عصامية تعتمد على موهبتها في كسب قوت يومها، وتكون الفتاة التي تلعب دور العاشقة لمحور مسلسل “الساحر”، وبطله جارها “مينا” الذي يجسده الفنان عابد فهد؛ وكما قال أحد الأصدقاء بملاطفة لصورة تلك الشخصية في مخيلته “بتشهي شرب القهوة دائماً لتبصرلك”، فهي قادرة على بعث الطاقة الإيجابية في نفوس كل من يقابلها أو يراها. رشا بلال تؤدي دور “عزيزة” وبدورها تقودنا إلى سؤال: هل يمكن أن تكون “عزيزة” شخصية من واقعنا الجميل الذي نعيشه في حياتنا المراد عيشها وأحلام يقظتنا لتكون بكل هذه الشفافية والمصداقية أمام الكاميرا؟
“عزيزة” تلاحق تفاصيل حبيبها وتعبر له عن حبها وإعجابها، وفي أحد المشاهد قالت لـ “مينا”، عندما اختفى وعاد بكل حنية الأرض، بلهجة البصارات والعرافات: “حسيت الكون ما في هوا بغيابك، ماقدرت أتنفس”.. هي لا تقول له كلمات بشكل مباشر، وإنما تعبر عن عشقها بلمعة عيونها وابتسامتها المليئة بالسحر، تتابع تفاصيل داخلية تلامسنا جميعاً، وحين تطارد مشاكله اليومية لتطمئن عليه تطمئن على أرواحنا معها.
في النهاية يمكن القول: نحن بخير يا عزيزة مادامت الدراما تحمل من جمال حياكة شخصيات مثلك كل هذا الألق، نحن بخير يا “عزيزة”.
الجدير بالذكر أن الفنانة رشا بلال تجسد دور “أمينة” في مسلسل “الحرملك” بجزئه الثاني، وهي فتاة كان أهلها يريدون تزويجها لرجل عجوز بغير رضاها، فتهرب مع حبيبها بليلة العرس، لتواجه المشكلات الكبيرة، حيث يبدأ إخوتها بالبحث عنها لقتلها وغسل عارهم.
جمان بركات