بريطانيا تعيد شحنة طبية تركية: مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات
كشف وزير شؤون أيرلندا الشمالية في الحكومة البريطانية براندون لويس أن لندن ستعيد شحنة كبيرة من المعدات الطبية إلى النظام التركي، بعد أن تبيّن أنها غير صالحة للاستخدام، ولا تتوافق مع معايير المملكة المتحدة، في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، وأوضح إن الحكومة كانت تعتقد في البداية أن الشحنة التركية من معدات الوقاية الطبية الشخصية جيدة بما يكفي، فقط عندما وصلت إلى هنا، دققت الفرق المختصة في الأمر مرة أخرى لتكتشف أنها لا ترتقي للمواصفات المعتمدة فقرروا عدم استخدامها”، وأوضح “نتوقّع أن تتوافق كل معدات الوقاية الشخصية التي نمتلكها مع المعيار الذي وضعناه عند شرائها”.
وقالت صحيفة ذا غارديان، أمس الخميس، إن السلطات البريطانية حجزت 400 ألف زي وقائي وصلت من النظام التركي كان من المفترض أن تستخدمها هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وذلك بعد التأكّد من عدم مطابقتها للمواصفات الصحية المعتمدة في البلاد.
وقالت وزارة الصحة البريطانية: “عادة يتمّ فحص جميع معدات الوقاية الشخصية لضمان تلبية المعدات لمعايير السلامة والجودة التي يحتاجها موظفو الخطوط الأمامية لدينا. وإذا لم تتوافق مع مواصفاتنا أو فشلت في اجتياز عمليات ضمان الجودة لدينا، فلن يتم توزيعها على العاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة كورونا”.
وأثارت الشحنة التركية، البالغ وزنها 84 طناً، وتشمل 400 ألف سترة طبية موجّهة للعاملين في القطاع الصحي البريطاني، شكوكاً في الأسابيع الماضية، بعد أن تمّ تأجيل وصولها إلى لندن عدة أيام، حيث بقي المسؤولون البريطانيون يعدون بوصولها يومياً طيلة أسبوع ليتم إعلان تأجيلها لاحقاً.
وقالت مصادر بريطانية: إن سبب التأجيل بقي غير معروف، إلى أن تولى سلاح الجو الملكي يوم 22 نيسان مهمة نقل شحنة اللوازم الطبية الوقائية من مطار إسطنبول وإيصالها إلى بريطانيا للتعجيل في تلبية الطلبات الملحة من الكوادر الطبية والمستشفيات لمكافحة فيروس كورونا.
وفي وقت سابق، أرسل نظام أردوغان معدات طبية إلى بريطانيا، بواسطة طائرة شحن عسكرية تابعة لقواته الجوية.
وتسارع الحكومات والمستشفيات للحصول على معدات حماية شخصية مع انخفاض الإمدادات خلال الجائحة. وزاد النظام التركي من إنتاج هذا النوع من المعدات لتلبية الطلب المتصاعد، كما كثّف دبلوماسية “الكمامات” والمساعدات الطبية، التي حاول من خلال أزمة كورونا تضمينها ببعض الرسائل السياسية، رغم أن تركيا تعيش في السنوات الأخيرة أزمات متناثرة، أولى باهتمامات أردوغان من دول أخرى.
ووجدت حكومة العدالة والتنمية في جائحة كورونا فرصة مناسبة لترميم العلاقات مع العديد من الدول من خلال تقديم المساعدات الطبية، وخاصة من الكمامات والقفازات والمعقمات والتجهيزات الطيبة الأخرى، وتلميع صورتها، والترويج لكونها قوة إنسانية كبرى ومتماسكة في ظل أزمة الفيروس، التي خنقت العالم.