بوتين يدعو للتصدي لمحاولات مسح ذاكرة جرائم النازية والمتواطئين معها
ردّاً على محاولات إدارة ترامب إعادة كتابة التاريخ وخلط أوراق الحرب العالمية الثانية، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، محاولات اتهام الاتحاد السوفييتي بإشعال الحرب بـ “الهراء”، فيما أعرب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي عن امتنان بلاده للدور المركزي الذي لعبه الاتحاد السوفييتي في هزيمة ألمانيا النازية، في وقت أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، ومدير معهد التاريخ المعاصر أندرياس ويرشينغ، أن النظام النازي للرايخ الثالث هو الطرف الوحيد الذي يتحمل ذنب إشعال نيران الحرب العالمية الثانية.
وجاء في بيان صدر عن الكرملين، أمس الجمعة، أن بوتين أشار، أثناء مكالمته مع جونسون، إلى أن روسيا تتذكر بطولات البحارة البريطانيين المشاركين في ما عرف بـ “القوافل البحرية الشمالية”، التي كان الاتحاد السوفييتي يستلم بفضلها الأسلحة والمواد الضرورية.
وتابع البيان أن جونسون، بدوره، “أعرب، نيابة عن الشعب البريطاني، عن امتنانه للمساهمة الحاسمة التي ساهم بها الاتحاد السوفييتي وقواته المسلحة في تحقيق الانتصار على العدو المشترك”. وجرت الإشارة، بحسب الكرملين، إلى أن الشراكة في القتال التي كانت تجمع بين البلدين في تلك الحقبة “تذكّر بأهمية تضافر الجهود في التصدي للتحديات والتهديدات المعاصرة، بما فيها جائحة فيروس كورونا”.
وأضاف البيان أن بوتين وجونسون “تبادلا التهاني بمناسبة الذكرى الـ 75 للانتصار على النازية، الذي أصبح أكبر حدث في القرن العشرين ونموذجاً للتعاون غير المسبوق بين دول التحالف المناهض لهتلر”.
وكان بوتين قال في فيلم للمخرج أندريه كوندراشوف بعنوان “حرب الذاكرة” معلقا على الاتهامات الموجهة للاتحاد السوفييتي بالتحضير للحرب العالمية الثانية وإشعالها.. “من هاجم من في الـ 22 من حزيران 1941 نحن أم ألمانيا.. ما هذا الهراء.
كما وجه الرئيس الروسي رسائل تهنئة إلى قادة وشعوب الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفيتي، وخاصة أذربيجان وأرمينيا وبيلاروس وكازاخستان وقرغيزستان ومولدوفا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، بالإضافة إلى شعبي أوكرانيا وجورجيا.
وشدد بوتين على أن هذه الشعوب تبجل ذكرى الأبطال الذين ساعدوا، بشجاعتهم في القتال وبعملهم بتفان في الجبهة الداخلية، على تحقيق الانتصار على النازية والذي أصبح إنجازا عظيما مشتركا لها. وتابع: “الواجب المقدس للأجيال الحالية هو الحفاظ إلى الأبد على ذكرى الذين تمكنوا بتقديم تضحيات ومواجهة مآس لا تحصى من الدفاع عن حرية وطنهم”، مشددا على ضرورة تقديم الرعاية البالغة إلى المحاربين القدامى.
وذكّر الرئيس الروسي بضرورة التصدي لأي محاولات لإعادة كتابة نتائج الحرب الوطنية العظمى ومسح ذاكرة الجرائم التي ارتكبت على أيدي النازيين والمتواطئين معهم وتبرئة ساحة هؤلاء المجرمين.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، ومدير معهد التاريخ المعاصر أندرياس ويرشينغ، أن النظام النازي للرايخ الثالث هو الطرف الوحيد الذي يتحمل ذنب إشعال نيران الحرب العالمية الثانية.
وأشارا، في مقال لمجلة “شبيغل”، إلى أنهما اضطرا لتحديد موقف بلادهما بوضوح بسبب “المحاولات الصارخة المفضوحة لإعادة كتابة التاريخ”، وأضافا: “أطلقت ألمانيا وحدها الحرب العالمية الثانية بهجومها على بولندا. ونقول ألمانيا فقط تتحمل مسؤولية الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت”.
وأكدت المقالة كذلك، أن الذين يحاولون إجبار الغير على إضفاء صفة الإجرام على شعوب أخرى، يرتكبون الظلم تجاه الضحايا.
ويوم الخميس نشر البنتاغون، قبيل حلول الذكرى الخامسة والسبعين للانتصار على ألمانيا النازية، مسابقة وعرضاً عن الحرب العالمية الثانية.
وفي العرض الأمريكي، تمت الإشارة إلى المذنبين في إشعال الحرب. وقال: “بدأ النزاع في عام 1939، عندما غزت القوات الألمانية والسوفيتية أراضي بولندا”. ولم يجهد البنتاغون نفسه بالإشارة إلى دور الاتحاد السوفييتي الحاسم في قهر ألمانيا النازية، وكذلك إلى العدد الهائل من الضحايا الذين قدّمهم الاتحاد السوفييتي في تلك الحرب.