انخفاض أسعار الخضروات في حماة وصعوبات سوق الهال تنتظر الحلول!!
شهد سوق الهال في محافظة حماة انخفاضاً ملحوظاً في أسعار مختلف أنواع الخضروات والفاكهة، مقارنة بالأيام القليلة الماضية، وذلك بالتزامن مع الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بالسماح للمزارعين بالبيع المباشر للمواطنين بأسعار التكلفة لكسر حلقات الوساطة التجارية، والتأثير في خفض الأسعار .
والسوق الذي تجاوز عمره نصف قرن يضم اليوم نحو 70 محلاً تجارياً، ويعمل به أكثر من 700 عامل من تجار ومحاسبين وعمال يواجه العديد من الصعوبات، والتي تحتاج إلى حل سريع !!
“البعث”زارت السوق للوقوف على واقع الأسعار ومدى توفر المواد وأبرز المشكلات التي يعاني منها تجار سوق الهال والمقترحات لتجاوزها، حيث يقول التاجر ماجد قراصي إن التسعيرة المتداولة في السوق لا تتناسب في كثير من الأحيان مع التسعيرة الصادرة عن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، خاصة للخضار القادمة من خارج المحافظة حيث يتم تسعيرها أحياناً بأقل من المحافظة المنتجة لها، وهذا الأمر غير مقبول لأن هذه المنتجات لها تكاليف إضافية بسبب أجور النقل المرتفعة لذا نطالب بإعادة النظر في هذه التسعيرة، ولاسيما أن التسعيرة يجب أن تخضع للعرض والطلب.
خدمات ضرورية
التاجر نبيل كبب يرى أن السوق يفتقد للكثير من الخدمات الضرورية وخاصة لجهة عدم وجود دورات مياه، كما أن الطريق الرئيسي مليء بالحفر ويجب تزفيته بأقرب وقت فهو يعيق الحركة بشكل واضح.
بدوره بين التاجر زيدان مدللة أن مساحة السوق ضيقة جداً مقارنة بالكم الكبير من المنتجات الزراعية المحلية التي يتم توريدها له يومياً ما يسبب مشكلات أثناء وقوف السيارات لعدم وجود ساحات تستوعب هذه الكميات من المنتجات الزراعية، كما يوجد معاناة كبيرة من غلاء أجور النقل بالنسبة للبضائع الواردة من المحافظات الأخرى أو من مناطق المحافظة البعيدة، ما يؤثر سلباً على حركة البيع والشراء ويرفع من تكلفة المادة المعروضة.
المواد متوفرة
ويرى محمود مصطفى عرواني رئيس لجنة تجار سوق الهال في حماة أن المواد المحلية التي تنتجها المحافظة متوفرة بشكل جيد وأسعارها مقبولة تناسب المنتج والمستهلك، فالبطاطا موجودة بكثرة في السوق وأسعارها مابين ٢٥٠ – ٣٠٠ ليرة، والفول الأخضر أسعاره مابين ١١٠ – ١٤٠ ليرة والبازلاء مابين ٢٠٠ – ٢٥٠ ليرة، والبصل الفريك مابين ١٥٠ – ١٧٥ ليرة، وهناك موسم الفواكه الذي بدأ ينزل في السوق مثل الجارنك والدراق، مبيناً أن المواد الواردة من خارج المحافظة، ولاسيما من الساحل، تكون أسعارها أغلى بسبب أجور النقل وخاصة البندورة الغالية الثمن من مصدرها الأساسي لأنها قليلة نوعاً ما وتخضع للتصدير والتهريب، وهي لا تتناسب مع القدرة الشرائية للمستهلك العادي، أما الأصناف الأخرى الواردة من الساحل مثل الخيار والباذنجان والكوسا فأسعارها مقبولة وتتناسب مع المنتج والمستهلك.
ولفت عرواني إلى وجود عدة صعوبات تواجه أداء العمل في سوق الهال بالشكل المطلوب بسبب ملكية مديرية الأوقاف له، والتي رفعت أجور المحلات هذا العام بنسبة 300% دون أن تقدم للسوق الخدمات الأساسية المطلوبة، حيث لا توجد دورات مياه والصرف الصحي قديم جداً وبحاجة إلى صيانة عاجلة، كما أن الطريق محفر وبحاجة إلى مد قميص زفتي كون الحفر تعوق التجول بالنسبة للآليات كبيرة الحجم وكذلك المواطنين، خاصة في فصل الشتاء.
وبيّن عرواني أن مجلس المدينة يخدم السوق بشكل جيد رغم أنه غير ملزم به لأن ملكيته تعود للأوقاف ومع ذلك يقدم لنا عدداً من الخدمات الضرورية، وخاصة النظافة، داعياً المجلس للإسراع ببناء سور خارجي للسوق لمنع التعديات عليه، والحد من المخالفات الموجودة على أطرافه، مشيراً إلى أن مجلس المدينة وبالتعاون مع تجار السوق قاموا بإجراء عدة حملات نظافة وتعقيم للتصدي لفيروس كورونا، وخاصة كل خميس لأنه يوم عطلة للسوق، وقال: نقوم بحملات نظافة يومياً للمحافظة على هذا السوق الحيوي الذي استمر في العمل ولم يتم إغلاق المحلات أبداً رغم الظروف الصعبة التي واجهت المدينة بشكل عام.
واقترح رئيس لجنة تجار سوق هال حماة فيما يتعلق بموضوع الموقع الجديد لسوق الهال الذي تم طرحه مرات عديدة بأن يتم اختيار الموقع غربي المدينة للاقتراب أكثر من مواقع الإنتاج والتخفيف عن كاهل المواطنين، خاصة في موضوع النقل والأجور، مشيراً إلى أهمية مشروع سوق الهال في نقل كل الفعاليات المتعلقة بتجارة الخضار والفواكه من مركز مدينة حماة وتخفيف الازدحام عن وسط المدينة، وتأمين مرفق حضاري وخدمي للمواطنين والتجار.
الإمكانات المتاحة
من جهته أشار رئيس مجلس مدينة حماة المهندس عدنان الطيار إلى أن ملكية سوق الهال تعود لمديرية الأوقاف، ومع ذلك يتم تخديمه وفق الإمكانات المتاحة عبر فرز عمال نظافة، ونطالب أصحاب المحال التجارية بالمحافظة على نظافته، لافتاً إلى أنه تم تحديد موقع جديد لسوق الهال خلف شركة المحروقات بحماة وعلى مساحة 60 دونماً لتنفيذه كسوق حديث وعصري مؤمن بجميع الخدمات اللازمة.
منير الأحمد