الصين تفند 24 من أكاذيب ترامب
فنّدت الخارجية الصينية 24 “ادعاءً غير منطقي” أطلقها بعض الساسة الأمريكيين البارزين بشأن تعامل الصين مع تفشي فيروس كورونا المستجد، وأشارت إلى أن “بعض السياسيين ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة لفقوا حديثا مزاعم وأكاذيب، بشكل أو آخر، من أجل إلقاء اللوم على الصين للتغطية على استجابة بلادهم غير المناسبة لمرض فيروس كورونا الجديد.
وبدأ مقال يقع في 30 صفحة وعدد كلماته 11 ألف كلمة، نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني، بالاستشهاد بأبراهام لينكولن الرئيس الأمريكي في القرن التاسع عشر، والذي قال: “يمكنك خداع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، ولكن لا يمكنك خداع كل الناس كل الوقت”.
وتشمل هذه الادعاءات الزعم بأن “كوفيد 19” فيروس صيني، وأشارت الخارجية إلى أن منظمة الصحة العالمية أوضحت أن تسمية المرض لا ينبغي أن ترتبط ببلد ما أو مكان معين، كما شددت على أن كون ووهان أول من يبلغ عن الفيروس لا يعني أن المدينة هي أصله. في الواقع، لم يحدد أصل المرض حتى الآن. إن تتبع المصدر مسألة علمية جادة ينبغي أن تستند إلى العلم وينبغي دراستها من قبل العلماء والخبراء الطبيين.
وتعليقاً على خلق الفيروس من جانب معهد ووهان لعلوم الفيروسات، قالت الوزارة: إن جميع الأدلة المتاحة تظهر أن الفيروس طبيعي في الأصل، وليس مخلقاً، وشدّدت على أن مختبر ووهان عبارة عن برنامج تعاون حكومي بين الصين وفرنسا وليس لدى المعهد القدرة على تصميم وتطوير فيروس تاجي جديد، ولا يوجد دليل على وجود تسريبات مسببة للأمراض أو إصابات بين العاملين في المعهد، كما أشارت إلى أن “الصين اتخذت الإجراءات الأكثر صرامة في أقصر وقت ممكن، وأبقت إلى حد كبير الفيروس داخل ووهان. وتظهر الإحصاءات أن حالات قليلة جدا خرجت من الصين”.
وأورد المقال جدولاً زمنياً لتقديم الصين المعلومات للمجتمع الدولي “في الوقت المناسب” و”بشكل يتسم بالشفافية” نافياً المزاعم الأمريكية بأن الصين تباطأت في توجيه التحذير، ورفض انتقادات غربية لتعامل الصين مع حالة لي وين ليانغ، وهو طبيب عيون عمره 34 عاماً حاول لفت الانتباه لتفشي الفيروس الجديد في ووهان وأدت وفاته بمرض “كوفيد19” إلى موجة غضب وحزن في الصين، وأضاف: إن لي لم يكن ينبه لخطر وإنه لم يسجن كما ذكرت تقارير غربية عديدة.
بالتوازي، ذكر دبلوماسي صيني أن بلاده والولايات المتحدة أيدتا مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي لمجابهة جائحة فيروس كورونا، الخميس، وأن بكين شعرت “بالصدمة والأسف” لتغيير واشنطن موقفها يوم الجمعة.
ويحاول أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر منذ أكثر من ستة أسابيع الاتفاق على نص يهدف إلى دعم دعوة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 23 آذار لوقف “العمليات القتالية” حتى يتمكن العالم من التركيز على مكافحة الجائحة.
وأدت مواجهة بين الصين والولايات المتحدة بشأن ما إذا كان القرار يشير إلى منظمة الصحة العالمية إلى عرقلة المحادثات. وقال دبلوماسيون: إن الولايات المتحدة لا تريد مثل هذه الإشارة، لكن الصين تصر على ضرورة أن يتضمن القرار ذلك، في حين يرى بعض الأعضاء الآخرين أن الإشارة أو عدم الإشارة لمنظمة الصحة العالمية مسألة هامشية.
وأوقفت واشنطن تمويل منظمة الصحة العالمية بعد أن اتهمها الرئيس دونالد ترامب بأنها تشجع “التضليل” بشأن تفشي فيروس كورونا، وهو أمر نفته منظمة الصحة العالمية.
في الأثناء، عاد فيروس كورونا للظهور مجدداً في مدينة ووهان، التي اعتبرت منشأ تفشي المرض، بعد أسابيع من إعلان السلطات الصحية عدم تسجيلها أي إصابات جديدة فيها بمرض كوفيد-19، وذكرت لجنة الصحة المحلية، أمس الأحد، أنه تم تسجيل إصابة مؤكدة جديدة بمرض فيروس كورونا الجديد كوفيد-19 في مقاطعة هوبي بوسط الصين، وأضافت: إن المريض أصيب بالعدوى محلياً في عاصمة المقاطعة ووهان.
وحتى يوم السبت، سجلت هوبي بالإجمال 68129 حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19، بما فيها 50334 حالة في ووهان. فيما بلغت حصيلة الوفيات جراء فيروس كورونا في المقاطعة 4512 شخصاً، من ضمنهم 3869 في ووهان.
وخفضت مقاطعة هوبي إجراءات العزل والتقييد الطارئة لمكافحة فيروس كورونا الجديد، من المستوى الأعلى إلى المستوى الثاني في 2 أيار الجاري.
وهذه أول مرة يعاود فيها كورونا الظهور في المدينة، التي اعتبرت مهد وجوده، بعدما كانت السلطات الصحية الصينية قد أكدت، يوم السبت، عدم تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال الساعات الـ24 الماضية في مقاطعة هوبي، معقل الوباء، لليوم الـ35 على التوالي.