التعقيم للسيارات الناقلة للنفايات الطبية.. و”الحرق” لمخلفات كورونا
دمشق ـ ميس خليل
تساؤلات كثيرة أثارها تفشي وباء كورونا، ومن ضمنها كيفية التخلص من النفايات الطبية للمصابين بالفيروس من إبر وكمامات وملابس واقية وأدوية وغيرها، خاصة وأنها تندرج ضمن النفايات الخطرة، وما الطرق الصحيحة والآمنة التي يجب اتباعها من قبل الكوادر المختصة للتخلّص من النفايات الطبية التي نستخدمها في حياتنا اليومية على المستوى الشخصي، خاصة بعد انتشار الفيروس حتى لا تتسبّب في نقل أي نوع من العدوى.
وفي هذا الإطار، يوضح مدير مديرية النفايات الصلبة في محافظة دمشق موريس حداد أن النفايات الطبية بشكل عام تحتوي مختلف أنواع الجراثيم والبكتيريا التي تنتج عن عمل المشافي والمراكز الطبية، وتأتي خطورتها من خلال الملامسة المباشرة لهذه النفايات، حيث تنتقل العدوى بهذه الجراثيم إلى الأشخاص، وبالتالي إلى عائلاتهم والمحيطين بهم؛ وفي زمن كورونا، يُضاف الفيروس إلى باقي أنواع الجراثيم والبكتريا الموجودة والتي لا يعرف حتى الآن مدة بقائه على الأسطح.. أكانت بلاستيكية أم معدنية.
وعن الخطوات التي اتخذتها محافظة دمشق خلال هذه الفترة من تفشي الفيروس، ذكر حداد أن هناك تنسيقاً متواصلاً وعلى مدار الساعة بين محافظة دمشق ووزارة الصحة للاطلاع على مستجدات الإصابة بالفيروس ومناطق وجود المصابين، كما تمّ فرز إحدى سيارات نقل النفايات الطبية ومهمتها فقط نقل النفايات الناتجة عن الأبنية أو المناطق التي يظهر فيها الفيروس أو يُشكّ بوجود أحد الأشخاص المصابين به، إضافة لنقل نفايات أي مركز طبي أو صحي يمكن أن يكون فيه نفايات لمرضى الكورونا مثل مراكز الحجر الصحي ومراكز رعاية المصابين بالمرض.
ويستعرض حداد “رحلة” نفايات كورونا، حيث تقوم مديرية النظافة بالمحافظة بنقل هذه النفايات وحدها دون خلطها مع النفايات الأخرى عبر سيارة مخصّصة لذلك إلى مركز المعالجة في منطقة الغزلانية – دير الحجر، مضيفاً أنه عند وصول هذه النفايات إلى المركز، تقوم مديرية معالجة النفايات الصلبة بالمحافظة بوضع تلك النفايات ضمن حفرة خاصة بعيدة عن كافة فعاليات المعالجة التي تتم بمركز الغزلانية ودون أي تماس مباشر مع العمال والمشرفين على عملية التفريغ، ثم يتم حرق هذه النفايات بالكامل، وإضافة لما سبق فإنه يتمّ تعقيم السيارة التي تنقل النفايات المذكورة قبل البدء بعملية التحميل وعند الوصول إلى مركز المعالجة وبعد إنهاء عملية التفريغ وعند عودتها إلى مرآب المحافظة، كما تم تأمين ألبسة واقية للعمال والسائقين المعنيين بهذه العملية إضافة للكمامات والكفوف الخاصة بذلك.
ولدى سؤالنا عن كمية النفايات، بيّن حداد أنه لا يمكن تقدير كمية هذه النفايات لأنه عند وجود شك بوجود مريض ضمن منطقة سكنية فإنه يتمّ نقل كامل النفايات الناتجة عن البناء، وأحياناً من الأبنية المجاورة، كما أنه عند وجود منطقة محجورة بالكامل كما حصل مع منطقة السيدة زينب، فإن كامل النفايات الناتجة عن هذه البلدية اعتبرت نفايات خطرة (نفايات كورونا)، وهي كميات كبيرة يتمّ معالجتها بالحرق بشكل خاص وهذه الكمية متغيرة بحسب الوضع الراهن في حينه.
وأشار حداد إلى أن هناك مجموعة من النصائح للجهات العاملة في هذا المجال، فبالنسبة للمشافي والمراكز الطبية ننصح بتوخي الدقة في حصر مثل هذه النفايات ضمن حاويات خاصة “كتمية” وبعيدة عن متناول اليد، وضرورة القيام بأعمال التعقيم المستمر لهذه الحاويات والمناطق المحيطة بها، أما بالنسبة للعمال والقائمين على جمع ونقل هذه النفايات ضرورة الالتزام التام بتعليمات السلامة المهنية التي تفرضها عليهم إداراتهم لضمان الانتشار والحفاظ على صحتهم وسلامتهم وسلامة عائلاتهم، كما نأمل من المواطنين الالتزام بالتعليمات والتوجيهات الحكومية الصادرة عن الفريق الحكومي المعنيّ بهذه الأزمة حفاظاً على صحتهم وصحة عائلاتهم وصحة الأشخاص المحيطين بهم وصحة المجتمع بكامله.