فانتازيا الحجر المنزلي.. طرح توعوي غير تقليدي
انطلاقاً من إيمانه بأن الفن لا بد له أن يخدم قضايا المجتمع، وأن من واجبه مواكبة كل ما يحدث حوله، ومع قرارات الحجر الصحي ومن خلال مشاهداته مقاطع فيديو عبر الشبكة العنكبوتية والمحطات التلفزيونية العالمية، بدأت الفكرة تلوح في ذهن الفنان سليمان قطان لتقديم لوحات تمثيلية توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما قال لـ “البعث”، مبيناً أن المكوث في البيت كان طويلاً، وكانت هناك فسحة للتأمل والجلوس مع الذات، فكانت الفكرة البحث عن لحظة مصورة أقل من 100 ثانية بمشاركة كل من الفنانين ناصر الشبلي وياسر البردان، ومحمد نصر الله، وهبة سلوم .بهدف إيصال المتعة ثم الفائدة عبر الغناء والتمثيل بعيداً عن التهريج المجاني، والاستفادة من تراثنا السوري خاصة والعربي عامة.
يوضح قطان: كانت اللوحة الأولى عبارة عن اسكتش غنائي يحمل كلمات توعوية للالتزام بالمنزل، وقد وصل عدد المشاهدات له حوالي 3900 مشاهدة. وهنا ازدادت المسؤولية حيال ما يقدم بالإصرار على انتقاء موضوعات من وحي الظرف العام ورصد ظواهر اجتماعية وتقديمها بقالب كوميدي ساخر ضمن الخط التوعوي الذي هو الهدف والغاية.
ويشير قطان إلى أن الخطوة الأولى في كل لوحة هي إيجاد الفكرة ومن ثم الارتجال فالتدريب عليها والوصول إلى قناعة أن الفكرة أُشبعت، حينها يتم تصويرها وإجراء عمليات المونتاج البسيطة ومن ثم النشر، وكل ذلك بإمكانيات بسيطة وتقنيات متواضعة، مع تأكيده على أن العمل يكون عادة ضمن ظرف صحي جيد، حيث وسائل الحماية والتعقيم كانت حاضرة دوماً، مؤكداً الفنان سليمان قطان أن الهدف من اللوحات التصدي لوباء كورونا الذي يجتاح العالم وتوعية مجتمعنا بالبقاء بالبيوت بعيداً عن الطرح التقليدي، وقد كان لهذه اللوحات التوعوية أهمية كبيرة بعد أن أصبحت الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي شاغلة الناس، خاصة في فترة الحجر المنزلي، مشيراً إلى أن المشروع سيستمر إلى ما بعد كورونا لتقديم تبعات هذه المرحلة برصد كل الظواهر السلبية والإيجابية والانتقال بالمشروع لمرحلة ثانية أكثر تطوراً على الصعيد التقني، والابتعاد عن الارتجال اللحظي والتفكير بلوحات تخدم قضايا المجتمع كالغلاء واستغلال الجائحة من قبل ضعاف النفوس بذات الإطار الكوميدي. ولا يخفي قطان أن الأفكار بهذا المشروع كثيرة لكن الظرف العام لا يساعد، حيث يتم العمل بشكل فردي دون دعم مادي أو معنوي.
أمينة عباس