في ضربة لترامب.. تداعيات خطيرة لإعادة تحريك الاقتصاد
يتزايد قلق الجمهوريين من أنّهم قد يفقدون سيطرتهم على مجلس الشيوخ، الخريف المقبل، بسبب عوامل عديدة، تتمثّل في توليفة قوية من: اقتصاد منهار، ورئيسٍ تعامل بتهوّر مع وباء “كورونا”، فضلاً عن حماسة متزايدة لدى الناخبين الديموقراطيين، فيما حذّر خبير الأوبئة انتوني فاوتشي، الشخصية الأساسية في إدارة خلية الأزمة في البيت الأبيض حول فيروس كورونا المستجد، أمس الثلاثاء، من تداعيات “خطيرة جداً” في حال إعادة تحريك الاقتصاد بشكل سريع، مشيراً إلى أن عدد الوفيات في الولايات المتحدة قد يكون “أعلى” من الحصيلة الرسمية.
ونبه مدير المعهد الوطني لأمراض الحساسية والأمراض المعدية لجنة بمجلس الشيوخ إلى ضرورة إتباع الولايات توصيات خبراء الصحة بالانتظار لدلائل منها تراجع حالات الإصابات الجديدة قبل معاودة الفتح.
وقال خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ: إن “التداعيات يمكن أن تكون خطيرة جدا” في حال قررت ولاية أو مدينة أو منطقة إعادة فتح منشآتها الاقتصادية قبل أن تكون الشروط اللازمة قد توافرت، لا سيما وأن عدد الحالات المسجلة من جراء الوباء قد تراجع على مدى 14 يوماً، وتابع: “هذا لن يتسبب فقط بوفيات ومعاناة يمكن تفاديها بل سيؤخرنا في البحث عن سبيل للعودة إلى حياة طبيعية”.
ويشجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الولايات على إنهاء إغلاق مستمر منذ أسابيع، للخروج من دوامة التهاوي الاقتصادي التي عصفت منذ شهرين بأميركا بسبب شلل الأنشطة بعد إجراءات الإغلاق في أعقاب تفشي الفيروس.
ودعا فاوتشي مجلس الشيوخ الأميركي على تركيز الجهود التي تبذلها الدولة لمكافحة الفيروس وتكثيف إجراءات الصحة العامة المؤكدة لاحتواء الوباء والحد منه.
وأدلى خبير الأوبئة بشهادته في غرفة بعيدة يخضع فيها لحجر صحي فرضه على نفسه بعد احتمال مخالطته لأحد عاملين بالبيت الأبيض مصابين بكوفيد-19.
وكان البيت الأبيض منع فاوتشي الأسبوع الماضي من الإدلاء بشهادة أمام لجنة بمجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون. وقال البيت الأبيض حينها إنه شهادته “ستأتي بنتائج عكسية”.
كما قال فاوتشي إن “العدد الحقيقي للوفيات الناجمة عن الفيروس قد يكون أكبر من العدد المعلن حتى الآن والذي يبلغ 80 ألف حالة وفاة”، وتابع: “معظمنا يشعر أن عدد الوفيات قد يكون أكبر من هذا الرقم”، إلا أنه قلل من المخاوف من أن الحصيلة قد تكون أكبر بنسبة 50 بالمئة. وأضاف: “ربما يكون هناك أشخاص توفوا في منازلهم إثر إصابتهم بفيروس كورونا ولكن لم يتم ضمهم إلى حصيلة الضحايا”.
وتعد الولايات المتحدة البلد الأكثر تضرراً من فيروس كورونا من حيث الوفيات والإصابات، حيث سجلت ما يزيد عن 1.3 مليون إصابة حتى الآن، فيما لا يزال الجدل قائما في واشنطن حول ضرورة العودة للأنشطة الاقتصادية أو الالتزام باستمرار الغلق تفادياً لموجات جديدة للوباء.