بومبيو في “إسرائيل” لدعم مخططات الضم.. واغتيال طفل في الخليل
في حين يرزح العالم كله تحت خطر تفشي وباء كورونا المستجدّ، وتواجه معظم الدول خيار الإغلاق الكامل، يواصل العدو الإسرائيلي، بالتعاون مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نسج المؤامرات والمخطّطات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وضمّ الأراضي الفلسطينية إلى كيان الاحتلال، تزامناً مع تصعيده جرائمه من قتل واعتقال وتهجير بحقّ الفلسطينيين، ولا سيما الأطفال، غير آبه بالاتفاقيات والمواثيق الدولية.
في التفاصيل، استشهد طفل وأصيب أربعة شبان فلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مخيم الفوار في الخليل، وقالت وزارة الصحة في بيان: “إنّ الطفل زيد فضل قيسية “15 عاماً” استشهد جراء إصابته برصاصة مباشرة في الرأس أطلقها عليه جنود الاحتلال، فيما أصيب أربعة شبّان بالرصاص الحيّ أحدهم في البطن والآخر في الصدر، والبقية في الأطراف السفلية”، كما خطّ مستوطنون عبارات عنصرية على جدران منزل في بلدة بيتين شرق رام الله، تدعو للانتقام لمقتل جندي إسرائيلي في بلدة يعبد.
وكانت قوات قوات الاحتلال شنّت حملة دهم واعتقالات واسعة في يعبد عقب مقتل أحد جنودها، وأظهرت مشاهد على مواقع التواصل الاجتماعيّ بقاء أطفال وحدهم في أحد المنازل بعد اعتقال ذويهم.
واقتحمت قوات الاحتلال قرية تل في قضاء نابلس، كما اعتقلت أحد الشبان من منزله في العيساوية في القدس المحتلة.
وأول أمس، اعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينياً، بينهم نساء، من قرية يعبد قرب جنين، قبل أن تنسحب من القرية، وجاءت الاعتقالات بعد مقتل جندي من لواء “غولاني” أصيب بحجر في رأسه بينما كان يشارك في عملية اعتقال أحد الفلسطينيين في القرية.
وكانت يعبد، المحاصرة لليوم الثاني على التوالي، شهدت مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال الذين داهموا عدة منازل بحثاً عن راشقي الحجارة.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت أمر شمال الخليل ومخيم الفوار جنوبها، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها، واعتقلت 14 منهم، كما اقتحمت مقام النبي صالح شرق بلدة إذنا غرب الخليل بالضفة، وقامت بجولات استفزازية في المنطقة في إطار ممارساتها العدوانية بحقّ الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي والاعتداءات الاستفزازية بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى “إسرائيل” لإجراء محادثات حول المخطّط الإسرائيلي لضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، في زيارة خاطفة هي الأولى له إلى الخارج منذ حوالي شهرين.
وتتحدّث حكومة الاحتلال عن الشروع بالتمهيد لعملية الضمّ، بعد إعلان الولايات المتّحدة عن استعدادها للاعتراف بضمّ الكيان الصهيوني مساحات واسعة من أراضي الضفّة الغربية المحتلة، بموجب البنود التي نصت عليها ما سمّيت “صفقة القرن” المعلن عنها في كانون الثاني الماضي.
وردّاً على ذلك، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بأن الانتصار لدماء الشهيد الطفل زيد قيسية الذي أعُدم بدمٍ باردٍ تستدعي اتخاذ مواقف وقرارات ترتقي لمستوى التضحيات وحجم الجرائم الصهيونية، والتي تتزامن مع تصعيد صهيوني على الأرض من قرارات تهويد ونهب ومصادرة للأراضي والاعتداء على المقدسات كما حدث في الحرم الإبراهيمي، وشدّدت أن المطلوب هو تصعيد المقاومة الشاملة ضد العدوان الاسرائيلي المدعوم أمريكياً، وتنفيذ القرارات الوطنية بسحب الاعتراف بالاحتلال، والتحلل من اتفاقية أوسلو وارتباطاتها الأمنية والسياسية والاقتصادية، بما فيها وقف التنسيق الأمني وبروتوكول باريس الاقتصادي ووقف التعلق بأوهام التسوية والمفاوضات، وصولاً لإحالة كل جرائم الاحتلال المتصاعدة إلى محكمة الجنايات الدولية.
بدورها، أدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي جرائم وانتهاكات الاحتلال المتواصلة بحقّ الأطفال الفلسطينيين، وأحدثها جريمة قتل الطفل زيد فضل قيسية في الخليل بالضفة الغربية، أمس الأربعاء، مؤكدةً أنها انتهاك صارخ للقانون الدولي، وقالت: “إنّ تصعيد الاحتلال اعتداءاته وإطلاقه الرصاص بشكل مباشر على الأطفال الفلسطينيين يعدّ انتهاكاً صارخاً للقوانين والاتفاقيات الدولية، بما فيها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل والتي تنصّ على حماية الأطفال الواقعين تحت الاحتلال”.
ودعت عشراوي المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته وتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني والضغط على سلطات الاحتلال وإلزامها بوقف جرائمها بحقّه واتخاذ الإجراءات الحاسمة لمساءلتها ومحاسبتها على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي والدولي الإنساني.