سورية انتصرت.. نصر الله: المعركة السياسية لا تقل ضراوة عن العسكرية
أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للمرّة الثانية على التوالي خلال أسبوع، وشدّد على أن سورية انتصرت في الحرب التي شنت عليها، وأفشلت مخطط التقسيم التآمري الذي كرّست له أموال طائلة وأسلحة وعشرات آلاف الإرهابيين، وأضاف: ما عجز أعداء سورية عن تحقيقه عسكرياً حاولوا تحقيقه سياسياً، والمعركة السياسية لا تقل ضراوتها عن المعركة العسكرية، ومازالت سورية تخوضها، بصمود شعبها وجيشها وقيادتها، وبدعم حلفائها، وكل الكلام عن تخلي الحلفاء عنها هو مجرد أحلام، وكلام لا أساس له من الصحة، ورأى أن سورية هي حاجة اقتصادية لبنانية “بكل ما للكلمة من معنى”.
وفي كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية للقائد في الحزب، مصطفى بدر الدين، أمس الأربعاء، دعا لاتباع نهج الشهيد بدر الدين عبر امتلاك الروح القوية والمعنويات العالية والتماسك الثابت والصمود، وأوضح أن الشهيد بدر الدين كان يتمتع بصفة قيادية عالية، وكان يعطي المعنويات لكل من حوله، مضيفاً: “خضت تجربتين مع الشهيد بدر الدين، الأولى في حرب نيسان ضد العدو الاسرائيلي عام 1996، والثانية في سورية ضد الإرهاب”، وأضاف: أن المشكلة في سورية بالنسبة للمشروع الأميركي السعودي كانت أنها خارج الهيمنة الأميركية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن سورية تمثّل مشكلة كبيرة للمشروع الأميركي-الإسرائيلي-السعودي الهادف إلى “فرض الهيمنة على المنطقة”، وتابع: “سورية أبت الخضوع والسيطرة لكل الضغوط لذا جاء الاستكبار وأدواته في العالم والمنطقة لإخضاعها”، مؤكداً أننا “نشهد في هذا العام وأكثر من أي عام آخر تخلي النظام العربي عن فلسطين وقضيتها”.
وإذ أكد نصرالله أن القوى ذاتها التي اتّحدت لقتال سورية وإخضاعها والسيطرة عليها تتحد اليوم للقتال في بلدان أخرى، فإنه أضاف: إن المشروع الأميركي-الإسرائيلي-السعودي سعى لتتخلى سورية عن فلسطين والجولان، ولفت إلى أن حجم المخاطر التي تتهدّد فلسطين ولبنان وسورية وقضايا الحق في المنطقة دفعنا للذهاب الى سورية، مشيراً إلى أن “قائدنا في المعارك في سورية كان الشهيد بدر الدين الذي قضى أيامه الأخيرة في حياته في هذا البلد”، وأوضح “مضينا في قرارنا في الذهاب إلى سورية رغم الضغوط والحملات والتهويل”، مؤكداً أن الشهيد بدر الدين كان يخوض المعارك في سورية الى جانب الفريق الشهيد الفريق قاسم سليماني “كتفاً إلى كتف”.
وشدد السيد نصرالله على أن “سورية لم تنتصر فقط في المعركة ضدها بل انتصرت في الحرب عليها، وانتصرت في الحرب وما زال لديها بعض المعارك”، وأضاف: إن سورية نجت من التقسيم ومن المشروع التآمري الذي كُرست له أموال طائلة وأسلحة وعشرات آلاف الإرهابيين، مشيراً إلى أنها “استطاعت أن تنتصر في الحرب بفضل صمود قيادتها وجيشها وشعبها وثبات حلفائها إلى جانبها”، وأوضح أن ما عجزوا عن تحقيقه عسكرياً في سورية حاولوا تحقيقه سياسياً، مضيفاً: إن المعركة السياسية لا تقل ضراوتها عن المعركة العسكرية ومخاطرها أكبر، وسورية ما زالت تخوضها، معتبراً أن سورية نجحت حتى الآن في المعركة السياسية رغم الحرب النفسية والحصار اللذين تواجههما، وأردف: إن من يحاصر إيران وسورية وفنزويلا وغزة واليمن هو نفسه بدأ يعاني من تداعيات فيروس كورونا، مضيفاً: إن الرهان هو على صمود شعب سورية وقيادتها في مواجهة تداعيات أزمة كورونا، وهي لديها مواردها الخاصة.
وعمّا يتردد عن تخلي حلفاء سورية عنها، قال: هو مجرد “أحلام وكلام لا أساس له”، وأشار إلى أن قرار إيران حاسم في الوقوف الى جانب القيادة في سورية، ودعم قراراتها وثباتها في وجه مشاريع الهيمنة، وأضاف: إن “وزير الحرب الإسرائيلي يكذب على جمهوره والعالم حين يتحدّث عن انتصارات في سورية، وهي انتصارات وهمية”، مضيفاً: إن “إسرائيل” راهنت على الجماعات الإرهابية في جنوب سورية، وهي حضرت بقوة منذ العام 2011، كما أن الإسرائيليين، ومن معهم، خسروا حربهم على سورية، وهم باتوا يصوبون على “أخطار جديدة” بعد هذه الخسارة.
وفي الشق اللبناني، أكد السيد نصر الله “لدينا تحفظات على طلب قرض من صندوق النقد الدولي، لكننا لا نريد تعقيد الوضع بالنسبة للحكومة اللبنانية”، ولفت إلى أن ترتيب العلاقات مع سورية أمر مهم للبنان لأنه سيفتح أبواب العلاج للأزمة الاقتصادية، مضيفاً: إن الرهان الحقيقي في لبنان هو “في الاعتماد على الجهد الداخلي عبر إحياء القطاعات الصناعية والزراعية”، كما أشار إلى أن الطريق إلى الأسواق العربية هو عبر سورية “ولا يمكن ذلك دونها لأنها الطريق الحصري لذلك”، مشيراً إلى أن “سورية هي حاجة اقتصادية لبنانية بكل ما للكلمة من معنى”.
ووفق السيد نصرالله فإن الحديث عن قوات أمم متحدة على الحدود مع سورية هو أحد أهداف عدوان تموز على لبنان عام 2006، مؤكداً أنه “لا يمكن القبول أبداً بوجود قوات دولية على الحدود مع سورية”، كما دعا إلى المسارعة في ترتيب العلاقة مع سورية وإلا “فإن لبنان يتجه إلى الانهيار”، مشيراً إلى أن سورية جاهزة لإعادة ترتيب العلاقة مع لبنان “الذي يتحمّل مسؤولية التأخير والمماطلة في ذلك”، كذلك أوضح أن لبنان يحتاج الى قرار سيادي مع سورية يتجاوز الاعتبارات الاقليمية والدولية.
وفي سياق منفصل، دعا الأمين العام لحزب الله اللبنانيين إلى “أعلى جدية في الالتزام بإجراءات مواجهة كورونا”.