الفلسطينيون في ذكرى النكبة: لن ننسى ولن نتنازل
في الذكرى الـ 72 للنكبة التي تصادف اليوم الجمعة، ووسط استمرار الصمت الدولي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، أكّد الفلسطينيون تمسّكهم بالمقاومة حتى عودة كامل حقوقهم المشروعة، رغم أنف المحتل وداعميه، وأنهم لن يساوموا عليها أو يتنازلوا عنها مهما بلغت التضحيات، ومهما اشتدت المؤامرات الأمريكية الصهيونية، ومهما بلغ تخاذل بعض الأنظمة العربية وهرولتها للتطبيع مع الاحتلال.
هذا وأكدت القيادة القطرية الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي أن نكبة فلسطين جريمة استعمارية صهيونية دولية بشعة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً على مر العصور، مشيرة إلى أن ذكرى النكبة تأتي في ظل ظروف بالغة الدقة وغاية في التعقيد على كل المستويات تصب بمجملها في مجرى الصراع التاريخي والمصيري مع الحركة الصهيونية المتمثلة بوجودها المادي على أرض فلسطين التاريخية، واستنكرت في بيان فصول تصفية القضية الفلسطينية بكل مجرياتها وعناوينها بما فيها محاولات إجهاض الحق التاريخي المقدس في عودة اللاجئين الفلسطينيين والحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأرض التاريخية في فلسطين، وأعربت عن ثقتها بإسقاط ودحر المؤامرة الكبرى الصهيوأمريكية وأدواتها من العملاء والمأجورين وكل أنظمة التطبيع والخيانة والخذلان وإسقاط الفصل الأكثر خطورة من فصول صفقة القرن المشؤومة، موجّهة التحية والوفاء والإجلال لشهداء فلسطين وسورية والأمة العربية الأبطال وللأسرى والمعتقلين في سجون وزنازين الاحتلال الصهيوني الغاصب.
بدورها أكدت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن نكبة فلسطين جريمة ضد الإنسانية وضد جميع الشرائع والقوانين التي عرفتها البشرية عبر تاريخها الطويل، ولفتت في بيان مماثل إلى أن ذكرى النكبة وألمها العميق لن يمنع عن النضال لتحقيق الأهداف الوطنية المنشودة في التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، مؤكدة التمسك بنهج المقاومة الذي تقوده سورية القلعة المدافعة عن الشعب الفلسطيني وعن حقوقه وقضيته العادلة، ودعت إلى دعم نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته ووحدته، وإلى رفض كل أشكال التطبيع والتنسيق الأمني المذل مع الاحتلال، ومواجهة ما تسمى “صفقة القرن” بما تمثله من عدوان سافر على الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه وعلى الأمة العربية، معربة عن فخرها واعتزازها بالمشاركة الفاعلة جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب الصهيوني والتكفيري.
من جانبها دعت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني إلى التوحد في مواجهة سياسات الاحتلال في العدوان والضم والاستيطان والحفاظ على هوية القدس العربية وكسر الحصار عن قطاع غزة والتمسك بحق المقاومة وتقوية الجبهة الداخلية بين أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة “صفقة القرن” واعتبار الوحدة الوطنية هي طريق شعبنا للنصر والحرية، وأشارت إلى أن الذكرى الـ 72 للنكبة المتواصلة تأتي والشعب الفلسطيني أكثر تصميماً على مواجهة “صفقة القرن” ورفض مواقف وخطط الإدارة الأمريكية، داعية إلى أوسع حملات المقاطعة وتصعيد مقاومة الاحتلال واستمرار الفعاليات المطالبة بإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال الصهيوني.
يذكر أن العصابات الصهيونية وبمساعدة سلطات الاحتلال البريطاني قامت في الـ 15 من أيار عام 1948 بطرد وتهجير مئات آلاف الفلسطينيين من مدنهم وقراهم وحولتهم إلى لاجئين في دول مجاورة بعد أن ارتكبت مجازر وحشية ضد الفلسطينيين راح ضحيتها آلاف الشهداء وهدمت ودمرت مئات القرى والمدن الفلسطينية وأقامت مستوطنات مكانها.
كما دعا المجلس الوطني الفلسطيني برلمانات العالم إلى التحرك الجاد على كل الصعد القانونية والسياسية والعمل مع حكوماتها لفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء احتلاله الأرض الفلسطينية ومنعه من تنفيذ مخططه ضم أجزاء من الضفة الغربية، مطالباً حكومات العالم بالتضامن ودعم نضال الشعب الفلسطيني والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وذكّر برلمانات العالم بما حل بالشعب الفلسطيني منذ 72 عاماً من تشريد مئات آلاف الفلسطينيين من وطنهم بعد ارتكاب 250 مجزرة وجريمة تطهير عرقي بحقهم وتدمير 531 مدينة وقرية، مؤكداً تمسك الفلسطينيين بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها عام 1948 وفقاً للقرار الأممي 194 وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
بدورها أكدت حركة فتح في بيان لها أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل قيد أنملة عن حقوقه وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وأنه سيقاوم “صفقة القرن” ومخططات الضم وكل المؤامرات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، فيما أوضح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن الاحتلال الإسرائيلي مارس كل أنواع القتل والإرهاب والتهجير والاقتلاع منذ عام 1948 لكن الشعب الفلسطيني بقي صامداً على أرضه مبيناً أن النكبة مستمرة من خلال استمرار جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين بدعم من الإدارة الأمريكية لكن هذه الجرائم لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني وسيواصل التشبث بأرضه في مواجهة مخططات الاستيطان والضم حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أحمد أبو هولي لفت إلى تنظيم أكبر حملة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “سنعود لفلسطين” للتأكيد على حق الفلسطينيين بالعودة ولتذكير الأجيال الفلسطينية المتعاقبة والعالم بما حل بالشعب الفلسطيني خلال النكبة وبعدها، داعياً إلى ضرورة محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، فيما شدد منسق لجان اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة محمود خلف على أن الشعب الفلسطيني متمسك بحق العودة وبالنضال والمقاومة ضد الاحتلال والاستيطان مشيراً إلى أن ما تسمى “صفقة القرن” الأمريكية لن تمر وسيسقطها الشعب الفلسطيني.
مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر بين أن ذكرى النكبة هذا العام تأتي وقد سقطت أقنعة عدد من الأنظمة العربية المزيفة لتظهر تحتها وجوه متماهية مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال التطبيع معه الأمر الذي يشجعه على التمادي في جرائم القتل والاستيطان والتهويد، مشدداً على أن الفلسطينيين سيؤكدون كذب مقولة الاحتلال بأن الكبار يموتون والصغار ينسون.. فالصغار على مر الأجيال لن ينسوا ما تعرض له آباؤهم وأجدادهم الذين أودعوهم مفاتيح بيوتهم وسيعود كل فلسطيني إلى أرضه رغم أنف المحتل الإسرائيلي.
بالتوازي، شهدت مدينة نابلس وقفة احتجاجية رفضا لزيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وذكرت وكالة وفا أن المشاركين بالوقفة في ميدان الشهداء وسط نابلس رفعوا الأعلام الفلسطينية واللافتات الرافضة لصفقة القرن ورددوا هتافات منددة بسياسة الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب تجاه القضية الفلسطينية.
وأكد نائب رئيس حركة فتح محمود العالول في كلمة خلال الوقفة أن الشعب الفلسطيني يرفض المخططات الإسرائيلية الأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وسيستمر بالنضال والمقاومة حتى إنهاء الاحتلال ونيل كامل حقوقه.