رنا شميس تستفز المشاهدين في “مقابلة مع السيد آدم”
لا يمكن لأي متابع للعمل الدرامي “مقابلة مع السيد آدم” لمخرجه فادي سليم إلا أن تستفزه بطلة العمل المدعوة “ديالا العباس”، المحامية التي تدهشك منذ اللحظة الأولى التي تقع عيناك عليها بقدرتها على الخداع والتلوّن، وتبرز مشهداً تلو الآخر شخصيتها القوية الواثقة والناجحة اجتماعياً التي لاغبار عليها، كما يبدو، فهي تترأس مكتب محاماة ناجحاً، وتعمل أيضاً مديرة قانونية في شركة كبيرة، ناهيك عن أنها متزوجة من رجل يحبها لدرجة تورطه في جريمة قتل من أجل حمايتها من قضبان العدالة، فما حقيقة ديالا العباس؟!.
تلعب الدور النجمة رنا شميس التي تظهر أدوات وقدرات تمثيلية بارزة في مسلسل “مقابلة مع السيد آدم”، وترفع القبعة لنجاحها الباهر ولأدائها المتمكن، وتبدو كأنها البطلة الأجمل في هذا العمل المتكامل بكل طاقمه ومفرداته، متفوقة بأدائها على نفسها، وعلى كل ما قدمته من شخصيات سابقة وناجحة، وجه جديد، وإمكانات مختلفة، وأداء عالي الحرفية يتكشف بوضوح لدى رنا من خلال شخصية ديالا التي تخفي ملامحها وبرودها و”مجاملاتها” و”بريستيجها” الاجتماعي ما بداخلها من كذب ومكر وخبث، فتتلوّن حتى طبقات صوتها مع غاياتها التي تعتبرها مبرراً للوسيلة على الدوام، فهي تفعل المستحيل لتحقق ما تريد، وتراها في المشهد ذاته تشعر الطرف المقابل لها بقوتها وتمكنها، ثم لا تلبث أن تعود وتوقظ الأنثى الغافية في داخلها معتمدة بعض “المياعة المصطنعة”- التي تميزت بها شخصية ديالا الرافضة أن تفقد أنوثتها رغم قوتها الطاغية على كل مفاصل شخصيتها- من أجل اللعب على وتر المشاعر والعواطف مع جميع من حولها، لاسيما مع زوجها “يوسف”، والتي عرفت منذ حلقات العمل الأولى باستخدامها معه كلمتي الغزل: “حبيبي.. حبيبي” اللتين تقولهما بطريقة يملؤها النفاق، وبنغمة خاصة ومميزة تعلق في الأذهان، ولابد أنها ستبقى حتى بعد انقضاء الموسم الرمضاني “بصمة” خاصة مرتبطة برنا شميس لفترة طويلة، ويمكن القول إن كل ما يحيط بشخصية ديالا ودهائها التي أتقنتها شميس ولبستها واتحدت معها يليق حقاً بأن تكون شريكة ومخططة في جريمة قتل دون ترك أي دليل وراءها، فهي العارفة بالقانون، والضليعة به، وربما كان سيساعدها الحظ في الإفلات بفعلتها من القانون الذي تحمل رايته، لولا أن القدر وضعها في مواجهة أمهر أطباء الطب الشرعي، وهو والد زوجها.
باختصار تتماهى شخصية المبدعة رنا شميس مع الشخصية التي تؤديها في العمل، وتتقمصها لدرجة مذهلة فلا نعود نميز بين الاثنتين، ونشعر حقاً أننا أمام شخصية حقيقية تحرك بداخلنا مشاعر الكره، و”ترفع الضغط”، علماً أن رنا علّقت على صفحتها الرسمية وطلبت منا كمتابعين ألا نكرهها، وقد وعدناها حينها أننا لن نفعل، ولكننا عند عرض العمل لشدة ما صدقنا رنا كذبنا، اأعتقد أن دور “ديالا العباس” سيرتبط طويلاً بالفنانة شميس، ويبقى الخوف فقط من أن يكون هو الدور الفخ الذي نقارن به جميع ما ستؤديه من أدوار في المستقبل، والتي ربما- إلا إذا كان الحظ حليفاً قوياً لها- لن تمنحها قادمات الأعمال الدرامية فرصة ودوراً جديداً تتفوق به على “ديالا العباس”.
لوردا فوزي