ندوة في دار البعث بذكرى النكبة: فلسطين ستبقى البوصلة
دمشق – عبد الرحمن جاويش:
أقامت اللجنة التحضيرية لفعاليات ذكرى اغتصاب فلسطين ويوم القدس العالمي، أمس الخميس على مدرج دار البعث ندوة فكرية بمناسبة يوم القدس العالمي والذكرى الثانية والسبعين لنكبة فلسطين، أكد المشاركون فيها أن الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية في هذه الآونة معقّدة وصعبة، وخاصة لجهة حجم المؤامرات الكبيرة والخطيرة وفي مقدمتها ما يسمّى “صفقة القرن”، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، ومحاولات الإدارة الأمريكية شرعنة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، والتي بدأت فصولها من خلال قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإعلانه الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال، وأخيراً السماح بقضم أراضي واسعة من الضفة المحتلة.
وأكد الرفيق مدير عام مؤسسة القدس الدولية – سورية، الدكتور خلف المفتاح، أن الاحتلال يعمل بشكل ممنهج على تصفية القضية الفلسطينية عبر طريقين، يتمثّل أولهما في التوسّع الاستيطاني المكثف، وثانيهما في قرار الضم وصفقة القرن، وأشار إلى المخطط المبرمج الذي يهدف إلى تقليص نسبة السكان العرب، ورسم الصورة المستقبلية لمدينة القدس، التي ستكون مختلفة تماماً عن صورتها الحالية، مؤكداً أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية، وأن دعم سورية لهذه القضية يأتي من قناعتها الراسخة بحقوق الشعب الفلسطيني في بناء وطنه ونيل حقوقه المشروعة والعادلة في كافة المجالات، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية تعيش في وجدان الشعب السوري، وفي وجدان كل عربي، وكل نصير للحق والعدل.
وأكد الرفيق المفتاح أن فلسطين كانت وستبقى البوصلة، والقدس العربية العاصمة الأبدية والتاريخية لها، رغم كل محاولات كيان الاحتلال الصهيوني طمس الهوية وتصفية القضية، مشيرا إلى ضرورة نشر ثقافة المقاومة بين الأجيال الناشئة لكشف وإفشال هذه المحاولات ومواجهة المخططات والأجندات الاستعمارية الهادفة إلى تضليل عقولهم وتشتيتهم.
ولفت فهد سليمان، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إلى أن الأرض والهوية العربية هي عنوان رئيسي يجب أن نحافظ عليه، واعتبر أن إحياء يوم القدس، الذي يحييه الفلسطينيون ومعهم أحرار العالم، يكتسب أهمية قصوى هذا العام نظراً للتطوّرات التي تشهدها المنطقة، وإلى الاعتداءات المتزايدة من قبل العدو الصهيوني بحق الإنسان الفلسطيني، وقرار الضم و”صفقة القرن” آخرها، وأضاف: إن التمادي المستمر للكيان الصهيوني في عدوانه سببه التغطية التي يحوزها من الإدارة الأميركية برئاسة ترامب، الذي يخرق الثوابت ويتجاهل كل الحقائق لإرضاء المنظمات الأمريكية اليهودية المتطرّفة، التي تساعده بنفوذها وأموالها، وشدد على ضرورة التمسك بالحقوق الفلسطينية في هذه المرحلة بالذات، وإجهاض كل المحاولات الرامية الى تصفية هذه الحقوق، والوحدة بين مكوّنات الشعب الفلسطيني لإسقاط كل المؤامرات والمخططات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن معركة فلسطين هي معركة واحدة بالنسبة للأمة العربية.
وشدّدت المداخلات على ضرورة التمسك بخيار المقاومة لمواجهة كيان الاحتلال الصهيوني وتحرير الأراضي العربية، وفي مقدمتها فلسطين، وإسقاط المخططات الصهيونية الأمريكية بالمنطقة منددة بهرولة بعض العرب لشرعنة وجود هذا الكيان والتطبيع معه.
حضر الندوة الرفيقان أمينا فرعي الحزب بدمشق وريفها والدكتور محمد مصطفى ميرو رئيس اللجنة الشعبية العليا لدعم الانتفاضة ومقاومة المشروع الصهيوني وعدد من أعضاء اللجنة ومن ممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية وفعاليات إعلامية ثقافية واجتماعية ودينية.