تحقيقات

الطلاب وجدلية تعزيز القيم العلمية وإمكانية توظيف نتائجها..

تقوم حياتنا بمجملها على أسس العلم، فلا قيمة لحياة الإنسان دون تمثل واضح لأهمية العلم، والقيم العلمية لاتعني امتلاك الطالب للمعلومات، ولكن تبني الفرد لرؤية حول العلم وتوظيف نتائجه لبيئته. وهي تعرف بأنها مجموعة التصورات العقلية والوجدانية، التي تحدد موقف الإنسان من قضايا العلم البنائية والوظيفية، والتي تتيح للإنسان فهم علاقاته بمكونات البيئة والقدرة على تفسيرها. ومن هنا فإن هناك فرقاً بين بناء العلم وتوظيف نتائجه. يجب أن تكون هناك رؤية للفرد وقدرة على تفسير الأشياء والأحداث، وإذا ما صادفتنا مشكلة عندها نعرف كيف نُدّرس المعارف لأبنائنا الطلاب؟ أي كيف يعيش الطالب في فصل دراسي ويشعر بما يسمى متعة التعلم؟.

دعم قيم العلم
المعلم الذي يريد أن يكون صفه هادئاً حتى يستطيع شرح الدرس ينبغي عليه أن يلجأ إلى أسلوب تربوي علمي مع الأطفال. والتربية تقول: يجب أن يسود الصف المناخ الهادئ، مناخ القيم العلمية، أي أن يكون لدى الطالب استعداد ورغبة في الاشتراك في العمل التعاوني. وهنا لابد من إلقاء الضوء على قضايا مطروحة منها تفتيح الأذهان على النماذج العلمية في الميزان القيمي وإبراز قيمة العالم، فلا يوجد قرار يصنع عالماً، إنما الجهد والعرق كما أن قيمة الفرد مشروطة بالمكانة التي يوجد بها، فالمدير مثلاً ينتهي دوره بتقاعده، بينما قيمة العلماء مستمرة. لأن العالم يحمل في ذاته المعنى الحقيقي لقيمة العلم .
وإلى جانب ذلك فإن مظاهر العظمة يستمدها الإنسان مما يملك /.رأس المال، عظمته من ماله/ أما إذا كان عالماً فإن له قيمة أخرى في مجال آخر.

كيف نربي!؟
السؤال المطروح: كيف نُرّبي في أبنائنا حب العلم ؟
لابد من التفكير في كيفية بناء مجتمع للعالم المتعلم، ولامكان لتنمية العلم إلا بالتعود على حب العلم والكتابة والمطالعة وقراءة الكتب المفيدة التي تغذي عقول الناشئة وتنير مستقبلهم، كما ينبغي أن نزرع في عقول أبنائنا، أنت تقرأ، فأنت تعي ما تقرأ، فأنت لديك القدرة على إصدار الأحكام بطريقة صحيحة.
كما ينبغي أن نجعله من رواد المكتبات، فقلما تخلو مدرسة من مدارسنا من مكتبة زاخرة بالكتب المفيدة الأدبية والعلمية. نحن نتحدث عن تحد خطير في مستقبل المجتمع، ألا وهو بناء الإنسان،كيف يفكر بأسلوب علمي؟ كيف يلتزم بالقيم العلمية؟.
إن العلم أساس حياة المجتمع وتقدمه، فالعلم هو الركيزة الأساسية التي عليها يبنى المجتمع بطريقة صحيحة. لكن دعم العلم لايكون بالأموال فحسب، بل بنشر الثقافة العلمية. فالعلماء بحاجة إلى دعم المجتمع لجهودهم حتى تثمر هذه الجهود في نشر العلم .

مسؤوليات تربوية
عندما نتحدث عن القيم العلمية ينبغي مراعاة نشر الثقافة العلمية لدى الطلاب، وتشجيع حب المطالعة والتسبق فيها وتربية مفهوم العمل الجماعي لدى أبنائنا لإنجاز المهام الصعبة إن تكليفهم بعمل مجلات علمية عامل مهم لدعم القيم العلمية داخل المدرسة، وعلى إدارة المدرسة القيام بنوع من التكريم، فبعض الدراسات أثبتت أن المبدعين نمت عندهم القدرة نتيجة حصولهم على جوائز بسيطة في المراحل التعليمية الأولى، ودعم نشاط الطلاب المتميزين عنصر مهم في دعم التفكير في البحث عن جديد والابتكار. (تنمية المواهب، المباريات الثقافية، الريادة في المواد العلمية..) والتمايز يجعل للإنسان روحاً جديدة وإرادة جديدة كما يجب تشجيع الروح المعنوية بمثيرات جذابة، وتشجيع الطلاب على الكتابة بلغة جديدة من جانب المعلم، وخاصة في تنمية القيم العلمية. وهنا لابد من الإشارة إلى وجود معوقات في طريق تنمية القيم العلمية والتي تتمثل في الخلل في مسؤولية الفرد، أي عدم إدراك بعض مسؤولياته تجاه الوطن وتجاه الآخرين، فكل إنسان له دور يجب أن يقوم به.
إبراهيم أحمد