الفصائل في ذكرى النكبة: لا بديل عن فلسطين إلا فلسطين
في ذكرى النكبة، واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها في الضفة الغربية والقدس المحتلة، واقتحمت، أمس الجمعة، مجدداً بلدة يعبد غرب جنين، حيث تصدّى لها الفلسطينيون، فيما شدّدت فصائل المقاومة على أنه “لا نقبل بديلا عن فلسطين إلا فلسطين”.
وعمدت قوات الاحتلال إلى إغلاق مداخل البلدة بعد اقتحامها لساعات والتنكيل بأهلها والاعتداء عليهم بالضرب الذي طال نساءً وكباراً في السن.
كما شّنت حملة اعتقالات جديدة، بعدما كانت قد اعتقلت، الخميس، عدداً من الشبان في البلدة على خلفية مقتل أحد جنودها بحجر قبل أيام خلال اقتحام البلدة، فيما أعلن ما يسمى مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية نيته اقتطاع عشرات الدونمات الزراعية الفلسطينية من أجل توسعة مستوطنة إلى الجنوب الغربي من مدينة جنين شمال الضفة المحتلة، وأشار إلى أنه ستجري إقامة قرية للاستجمام بمحاذاة مستوطنة “ريحان” بالقرب من جنين شمال الضفة المحتلة، وأن القرية ستنشأ على سبعة وثلاثين دونماً زراعياً من أراضي القرى القريبة.
وكان مركز أسرى فلسطين أن الاحتلال “يستغل حادثة مقتل جندي الوحدة الخاصة لتنفيذ حملة انتقام واضحة ضد بلدة يعبد قضاء جنين، وممارسة سياسة عقاب جماعي لأهلها، حيث وصلت حصيلة الاعتقالات إلى 36 مواطناً، بينهم نساء وأطفال وكبار سن وعائلات بأكملها”.
يأتي ذلك فيما حالت جائحة كورونا العالمية دون إحياء فعاليات الذكرى 72 للنكبة بالداخل الفلسطيني وخارجه، حيث غابت مسيرات العودة والأنشطة الميدانية لأول مرة منذ أعوام. واستعاض الفلسطينيون عن هذه المشاهد الميدانية بمشاهد رقمية في العالم الافتراضي، يؤكّدون من خلالها أن محاربة “إسرائيل” تكمن في عزلها معنوياً، اقتصادياً، ثقافياً، ومكافحة التطبيع.
ودعت “حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات” هذا العام، بالذكرى الـ 72 للنكبة، إلى “تعميق الحملات الضاغطة من أجل إنهاء التواطؤ الدولي في تمكين والتغطية على الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، بما يشمل التوقف عن تجارة الأسلحة مع الاحتلال وعدم التعامل مع منظوماته للتجسّس والمراقبة التي بات يسوّقها لخدمة تتبع المصابين بفيروس كورونا”.
وتجدّد القوى الفلسطينية دوماً دعوتها إلى أوسع حملات المقاطعة للبضائع والمنتجات الاحتلالية بكل أشكالها، والامتناع عن شراء المنتجات، وصنوف الأغذية، والمواد الاستهلاكية في كل وقت على مدار العام، فيما أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، أمس الجمعة، أنّ حق العودة “حق ثابت ومقدس فردي وجماعي ولا يسقط بالتقادم ولا بالإجراءات الاحتلالية”.
فصائل المقاومة جدّدت في بيان على رفض التوطين والوطن البديل، مشددةً على أنّه “لا نقبل بديلاً عن فلسطين إلا فلسطين”، ومطالبةً بريطانيا بـ”تحملّ مسؤولياتها عن هذه الجريمة بعودة شعبنا وتعويضه عن الضرر الذي وقع عليه طيلة الـ72 عاماً الماضية”، وطالبت المجتمع الدولي بـ”محاسبة قادة الاحتلال لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، والعمل على زوال الاحتلال وتحقيق العودة”.
البيان جدّد أيضاً رفض الفصائل القاطع “لكل المشاريع الرامية لتصفية القضيّة الفلسطينيّة، أو الانتقاص من حقوق شعبنا الفلسطينيّ، وفي مقدمتها صفقة القرن”، داعياً إلى “التوحّد خلف خيار الجهاد والمقاومة، للتصدي للمشاريع التي تستهدف وجودنا وهوية عالمنا العربي والإسلامي”.
كما أكدت الفصائل على حق الشعب الفلسطينيّ في “مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة التي تُعد خياراً استراتيجياً لحماية شعبنا واسترداد حقوقه”، مضيفةً: “ستبقى أيدينا على الزناد لحماية مصالح شعبنا والدفاع عنه واسترداد حقوقه المسلوبة”، ودعت، في هذا السياق، إلى “العمل الجاد والحقيقي لتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية المبنية على استراتيجية شاملة تحفظ حقوق وأهداف ومقدرات الشعب الثابتة والتاريخية، وتضمن التحلل من قيود الاتفاقيات المشؤومة وإلغاء التنسيق الأمني”، كما شددت على الرفض التّام “لكل أشكال التطبيع السياسي والثقافي والرياضي والتجاري مع الاحتلال”، واصفةً إيّاه بـ”الطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وانتهاك لحقوقه وتشجيع للعدو لارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق شعبنا ومقدساته”.
من جهتها، أصدرت حركة الجهاد بياناً بالمناسبة، شدد فيه على أنّ “توالي مخططات تصفية القضية الفلسطينية سيقابل بصلابة في الموقف، ولن نقايض على حقنا الثابت في فلسطين مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات”، وجددت تأكيدها على أنّ المقاومة بكل أشكالها هي” حق مشروع لشعبنا الفلسطيني، ونحن مصممون على استمرار المقاومة وفي مقدمتها المقاومة المسلحة التي ستبقى خيارنا الأول والعمل على تطوير إمكاناتها الأولوية الأساسية رغم كل الظروف”، مبرزةً ضرورة “قطع كل أشكال العلاقة مع العدو وسحب الاعتراف به وإلغاء كل الاتفاقات المذلّة بدءً من أوسلو”.