تطهير مناطق واسعة في صحراء صلاح الدين
انطلقت، صباح أمس الأحد، “عمليات أسود الجزيرة” لتفتيش صحراء الجزيرة شمال محافظة الأنبار وجنوب محافظة نينوى وغرب محافظة صلاح الدين، وصولاً إلى الحدود الدولية مع سورية. وأثمرت العمليات عن تطهير مناطق شاسعة في صحراء غرب محافظة صلاح الدين وسط العراق.
وقال إعلام الحشد الشعبي في بيان: إن قوات الحشد تمكنت خلال عمليات “أسود الجزيرة” من تدمير عدد من المخابئ التي كان يستخدمها إرهابيو داعش كملاجئ لهم، وأضاف البيان: تتم معالجة الكثير من العبوات الناسفة التي كانت مزروعة على طرق صحراوية، فيما تمّ العثور على عدد من الصواريخ والعتاد.
إلى ذلك أعلنت خلية الإعلام الأمني العثور على وكر لإرهابيي “داعش” في قاطع الجزيرة وتدمير عبوة ناسفة وأنفاق للإرهابيين.
وكانت القوات العراقية أطلقت عمليات “أسود الجزيرة” العسكرية في صحراء ثلاث محافظات لملاحقة فلول إرهابيي “داعش”. ووفق خلية الإعلام الأمني فإن العملية ستشمل “وادي الثرثار، مطار جنيف، سنيسله، جبل المنايف سحول راوه، الشعباني، طريفاوي، وادي العجيج، تلول الطيارات”. وقد اشتركت فيها قيادات “عمليات الجزيرة وصلاح الدين وغرب نينوى والحشد الشعبي والعشائري” بـ 11 محوراً، بالإضافة إلى طيران الجيش والقوه الجوية.
وتأتي هذه العملية لتعزيز الأمن والاستقرار في هذه المناطق وملاحقة العناصر الإرهابية وإلقاء القبض على المطلوبين.
كما نفذت قطعات فرقة المشاة الخامسة، المتمثلة باللواء الرابع والسبعون ووحداته مع قوة من شرطة ديالى، وبإسناد مباشر من قبل طيران الجيش، عملية عسكرية لملاحقة عناصر عصابات “داعش” في بساتين المخيسة بناحية أبي صيدا. وقد تمّ العثور على وكر للإرهابيين في بساتين الهورة وتفجير عبوتين ناسفتين على شكل جليكان 5 لتر أثناء البحث والتفتيش في هذه البساتين المكتظة، كما تمّ تدمير الوكر ومحتوياته وتفجير العبوتين عن طريق المعالجة.
والسبت، قال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي: إن العراق “مقبل على صولة نهائية لاجتثاث تنظيم داعش الذي يحاول إعادة تنظيم فلوله، وأن مقاتلي الحشد الشعبي في مقدمة الذين ينفذون هذه الصولة إلى جانب إخوانهم في الجيش وبقية القوات المسلحة”.
سياسياً، أكد وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، استعداد بلاده لوضع كل قدراتها الدفاعية تحت تصرف العراق، مشدداً على أهمية التعاون الدفاعي بين البلدين في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
وهنأ حاتمي في اتصال هاتفي، نظيره العراقي الجديد الفريق الركن، جمعة عناد سعدون خطاب الجبوري، لافتا إلى أن رؤية إيران للعراق نابعة من مشتركات التاريخ والثقافة والدين، وأعرب عن سروره لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة على أساس المطلب والإجماع الوطني في إطار مصالح جميع القوميات والمكونات والمذاهب في العراق، مشدداً على أن سياسة بلاده المبدئية هي “عراق موحد ومستقل وقوي بمشاركة جميع القوميات والمذاهب”.
وشدد وزير الدفاع الإيراني على أهمية التعاون الدفاعي بين البلدين في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، وقال: “مستعدون لأن نضع كل طاقاتنا تحت تصرف العراق، ونريد أن نصبح شركاء استراتيجيين وتتحول علاقاتنا إلى نموذج ناجح للتعاون”، موجّها دعوة رسمية للجبوري لزيارة إيران.
وتمنى حاتمي أن تحقق الحكومة العراقية الجديدة النجاح في أداء مسؤوليتها، خصوصا لجهة تحقيق المطالب الوطنية وتحسين الظروف الاقتصادية ومكافحة فيروس كورونا، كاشفاً أنه سيتم تسليم كمية من المعدات الطبية اللازمة لتشخيص كورونا، وسائر المستلزمات الخاصة بالكوادر الطبية، كهدية من وزارة الدفاع الإيرانية إلى السفارة العراقية في طهران.