بدء فعاليات المؤتمر العلمي الصيدلاني الافتراضي الأول
دمشق ـ بسام عمار:
بمشاركة أكثر من خمسة وعشرين باحثاً من مختلف الاختصاصات العلمية والصيدلانية، انطلقت، أمس الأحد, فعاليات المؤتمر العلمي السوري العربي الصيدلاني الافتراضي الأول, الذي تقيمه نقابة الصيادلة لمدة ثلاثة أيام, وتقدّم فيه العديد من المحاضرات والأبحاث المتعلقة بوباء كورونا لجهة: أسبابه, وطرق انتقاله والوقاية منه, والجديد في آليات التصدي له، ودور التغذية والمناعة في ذلك, وتجربة الصيادلة في الصين في عملية التصدي, إلى جانب العديد من الأبحاث الأخرى المتعلقة بالوباء, وسيختتم المؤتمر بإصدار مجموعة من التوصيات والمقترحات, التي ستساعد الجهات المعنية في عملية التصدي.
وتعرض محاضرات المشاركين عبر قناة اليوتيوب وصفحة الفيسبوك على فترتين: الأولى من الساعة الرابعة عصراً حتى السابعة مساءً، والثانية من الساعة الثامنة مساءً حتى العاشرة ليلاً، حيث يقدّم الطبيب أو الصيدلاني محاضرته ويتفاعل معها المتابعون بطرح مداخلاتهم أو أسئلتهم عبر التعليقات.
رئيسة النقابة الدكتورة وفاء كيشي، وفي كلمة لها عبر الانترنيت، أوضحت أن الهدف من المؤتمر تسليط الضوء على الوباء بكل الجوانب المتعلقة به، من خلال العديد من الأبحاث العلمية التي ستقدّم من قبل زملاء أصحاب خبرة وكفاءة علمية لزيادة معارف وخبرات العاملين في القطاع الصحي, والتي تعد النقابة أهم مكوّناته؛ كما أن المؤتمر يأتي في إطار البحث العلمي الصيدلاني الذي توليه النقابة كل الاهتمام والرعاية, إيماناً منها بدوره بتطوير الصناعات الدوائية, وزيادة مهارات وكفاءة الزملاء وتشجيعهم عليه, حيث تمّ القيام بعدة مؤتمرات خلال الفترة الماضية تناولت موضوعات مهمة وتم الاستفادة من نتائجها وتوصياتها في تطوير الصناعة الدوائية واغناء البحث العلمي الصيدلاني. وأضافت: كانت نقابة الصيادلة شريكاً حقيقياً في التصدي لهذا الوباء، حيث شكّلت فريقاً مركزياً لتقديم الخبرات والاستشارات اللازمة, للجهات المعنية, ومساعدتها في توزيع كميات من المعقمات والكمامات, وتزويد المستودعات المركزية التابعة لفروع النقابة بالمحافظات بمختلف وسائل الوقاية والحماية, إلى جانب عملية الرقابة الصيدلانية على الصيدليات, لجهة تأمينها, وبيعها المواد وفق سعرها الحقيقي, وتمّ اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق الصيدليات المخالفة وعددها محدود جداً، منوّهة بأن النقابة تعول كثيراً على النتائج التي سيتوصل لها المؤتمر, لتوظيفها في خدمة البحث العلمي ومواجهة الوباء.
وأكد المشرف الفني للمؤتمر الدكتور مهران كيوان أنه تم التواصل مع المحاضرين وتسجيل المشاركة عبر استمارة إلكترونية، وهي التجربة الأولى لمثل هذه المؤتمرات، ولها دور كبير في زيادة عدد المشاركين والمتابعين مقارنة مع المؤتمرات التقليدية، إضافة إلى تحقيقها هدف منع التجمعات في إطار الإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لفيروس كورونا.
من جانبها لفتت الدكتورة جميلة حسيان أمين عام الجمعية العلمية لكليات الصيدلة في الوطن العربي وعميد كلية الصيدلة بجامعة دمشق إلى أهمية انعقاد المؤتمر خلال هذه الفترة، والذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، مستعرضة في محاضرتها الإجراءات التي اتخذتها كليات الصيدلة خلال فترة تعليق دوام الجامعات إثر الإجراءات الحكومية الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا لجهة تعويض الفاقد التعليمي للطلاب ونشر المحاضرات على مواقعها الإلكترونية ودعوتهم لأداء دورهم التوعوي والإرشادي في المجتمع والمشاركة في الأبحاث العلمية حول كورونا التي فتحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الباب للمشاركة بها.
ولفت الدكتور مجد الجمالي أستاذ التقانة الحيوية في كلية الصيدلة بجامعة دمشق مدير عام الهيئة العليا للبحث العلمي إلى أهمية المؤتمر كبيئة افتراضية تحقق الأهداف المرجوة من نشر المعرفة الطبية بين المشاركين مسلطاً الضوء في محاضرته على طريقة علاج مرض كوفيد 19 المستجد ببلازما الدم المأخوذة من المرضى المتعافين من الفيروس وخاصة من ظهرت عليه الأعراض بشدة وذلك عبر تقنية “الفصادة” وتعني فصل مكونات الدم حيث تؤخذ البلازما خلال فترة نقاهة المتعافين لأنها تحتوي أضداداً معطلة للفيروس يمكن أن يستفيد منها المرضى الجدد أو لوقاية الأشخاص العاملين في المشافي الذين هم في احتكاك مستمر مع المرضى.
واستعرض المحاضر الدكتور مازن القصيباتي رئيس قسم الأمراض الداخلية والصدرية بمشفى ابن النفيس دليل تدبير ومعالجة إصابات كورونا وأنظمة العلاج المعتمدة في سورية بحسب مستوى الإصابة من خفيفة إلى متوسطة أو شديدة إلى حرجة معتبراً أن الاستفادة من العالم الافتراضي لتبادل الخبرات ومتابعة النشاطات العلمية والتواصل الآمن على درجة عالية من الأهمية ولا سيما في الظروف الحالية وما تشكله التجمعات من مخاطر.