“حارس القدس”.. لماذا غاب عن الفضائيات الفلسطينية وشاشات المقاومة؟!
“الميادين”، “الظفرة” الإماراتية، وثلاث فضائيات سورية- فقط- تبنّت عرض مسلسل “حارس القدس”، مقابل مئات القنوات العربية، ومنها الفلسطينية، وفضائيات المقاومة التي أحجمت- أو لم تتمكن- من بثه خلال الموسم الرمضاني الحالي، العمل الذي يروي سيرة مطران القدس، المطران المقاوم، هيلاريون كبوجي (1922– 2017).
غياب “حارس القدس” عن الفضائيات الفلسطينية وشاشات المقاومة يثير الكثير من علامات الاستفهام والتعجب والاستنكار والشجب، ولايزال مجهول الأسباب: مواقف سياسية؟ انحسار موازنات؟ قصور تسويق العمل؟ وهو ما دفع أقلاماً صحفية فلسطينية معارضة لتهاجم القائمين على الفضائيات الفلسطينية، وخاصة التلفزيون الفلسطيني الرسمي، بل وتتهمهم بالعمالة والتطبيع والتخاذل في مواجهة “صفقة القرن”، بدورها لم تقدم المؤسسة الرسمية الفلسطينية أي تبرير، رامية الكرة في ملعب المشرف العام على الإعلام الرسمي الفلسطيني، الوزير أحمد عساف، كونه المعني بقرار كهذا، إلا أن الأخير لم يرد ولو بكلمة واحدة على السؤال، حاله حال الكثير من المعنيين، وفيما يلي تلخيص إجاباتهم:
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس علّق: لا إجابة حقيقية لدي، أو إدراك لماذا لم تعرض المحطات الفلسطينية “حارس القدس”، العمل الذي يبرز الوجه الوطني الحقيقي للمسيحية المشرقية التي يسعى كثيرون لطمسها، وإعطاء القضية الفلسطينية لوناً معيناً، وهذا أمر مرفوض.
المسلسل مشاهد في فلسطين بشكل كبير وواسع، بل وكاسح، سواء عبر القنوات السورية،أو قناة الميادين، وتقديرنا لكل من يقول كلمة حق في هذا الزمن الرديء، زمن التطبيع، زمن التآمر، زمن التخاذل، وعليه، وعبر منبركم، نذكّر الإعلام الفلسطيني بل ونطالبه باستدراك ما فاته، وعرض “حارس القدس” على شاشاته في أقرب فرصة تتاح.
كاتب العمل
السيناريست حسن م. يوسف يرى أن “عدم عرض العمل على الفضائيات الفلسطينية والعربية يكمن في اسمه المباشر حد الفجاجة- “حارس القدس”- ومدى الانحطاط الذي وصلت إليه الأنظمة العربية، لذا من الطبيعي أن ينفر منه “السادة” القائمون على فضائيات مشيخات ودويلات التطبيع، لأنهم يعلمون أن اسم “القدس” يزعج أصدقاءهم الصهاينة داخل الكيان المحتل، وفي أمريكا، خاصة بعد أن أعلن ترامب القدس عاصمة للكيان الغاصب، والحقيقة أنني فوجئت بعرضه على قناة “الظفرة”، ما يشعرني أنه من واجبي توجيه الشكر للقائمين عليها!.
مدير مكتب “المنار”/ سورية
وائل المولى تحدث معلّلاً: تابعت “المنار” مراحل إنتاج العمل على مدى عامين، بداية من الفكرة، وحتى اللمسات النهائية، وكنا على وشك إدراجه ضمن برامجنا لشهر رمضان المبارك، إلا أن إغلاق الحدود بسبب كورونا أخّر عمليات مونتاج المسلسل، وبالتالي عدم عرضه على شاشتنا.
للأسف، مسلسل “حارس القدس” لم ينته إلا قبل بداية رمضان بأسبوع، في حين نحتاج على الأقل أسبوعين لتبدي الجهة الرقابية (في المنار) رأيها بالعمل، وفي حال احتوائه على ما لا يتناسب مع سياسة محطتنا، نقوم بالإشارة للجهة المنتجة باستدراك الملاحظات الرقابية بالحذف أو التعديل، إن لزم، بدءاً بالموسيقا، وانتهاء بالمضمون، ونؤكد أن عدم توفر المدة اللازمة فقط هو ما حال بيننا وبين عرض العمل في رمضان الحالي.
وأضاف المولى: “المنار” معنية بالدرجة الأولى بهذا النوع من الدراما التي تجيّش الشعب العربي مجدداً بإطار قضيتنا المركزية، قضية فلسطين العربية المحتلة، وللمطران كبوجي كل الاحترام والتقدير لدى المقاومة وجمهورها، وإدارة القناة أيضاً، وعليه، سنتابع بعد رمضان مع الجهة المنتجة الإجراءات المتبعة لعرض “حارس القدس” ضمن الدورة البرامجية الجديدة.
مدير عام “مؤسسة الإنتاج”
المخرج زياد جرجس الريس أفاد: قمنا بحملات ترويج “حارس القدس” مع انطلاق عمليات التصوير مطلع العام الحالي 2020، وتلقينا العديد من المراسلات والعروض طيلة مدة الإنتاج، والقرار النهائي باقتناء العمل يعلّق عادة إلى حين إتمام الحلقات التسويقية والفيلم الدعائي (البرومو) الذي نشرناه عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن إنجاز الحلقات التسويقية تأخّر حتى منتصف شهر نيسان، أي قبل رمضان بـ 10 أيام، وذلك بسبب جائحة كورونا، وقرار الحجر الحكومي (14 آذار الفائت)، ما أدى إلى عدم إتمام العمليات الفنية في موعدها المحدد، وتقييد حركة المسوّقين، وعدم قدرتهم على السفر لإبرام العقود، والمعاملات المالية مع الفضائيات، (شُلَّت الحركة تماماً بسبب كورونا)، وفور تسلّمنا الحلقات التسويقية أرسلناها لأكثر من 50 جهة: (فضائية، تسويقية، محلية، وعربية)، ونلخص نتائج جهودنا التسويقية بالتالي:
– جهات لم ترد بشكل مباشر، ووصلتنا بعض الردود الشفوية معللة عدم الرد بأن تلك الجهات حريصة على تجنب الدخول في أي صراع مع العدو الإسرائيلي، فالعمل وجّهت به القيادة السياسية ليحمل رسالة سورية إلى العالم، وهي قيادة تتبنى بالمطلق القضية القومية المركزية العربية (فلسطين)، وتناهض الاحتلال الصهيوني، وتداعياته المعاصرة: ما يسمى بـ “الربيع العربي” وفكره الإرهابي.
– جهات تبنّت فكرة المشروع، ولكن حال الظرف العام دون وصول العمل إلى شاشاتها، فمثلاً: طلبت إحدى القنوات إدخال العمل بالكامل- بحلقاته الثلاثين- إلى لجنتها الرقابية قبل عرضه، ولعدم توفر المدة المطلوبة تعذر التعاقد معها، وإدراج العمل ضمن خطتها الرمضانية.
– قنوات فلسطينية تخوّفت من عرض العمل على شاشاتها، كونها لا تملك حرية القرار نتيجة الحصار السياسي والاقتصادي الذي يمارس عليها، والنزاعات الداخلية، فعرض عمل بهذه الجرأة والضخامة على شاشاتها الوطنية قد يسبب ارتجاجات غير محسوبة.
– قنوات داعمة للقضية الفلسطينية تمنّعت عن عرض العمل لأنه لا يخدم توجهاتها، وحساباتها الضيقة، ومصالحها الخاصة.
– قنوات تقدمت بعروض مالية مجحفة و”مهينة” وغير لائقة بأي عمل درامي جيد.
– قنوات (قليلة) آمنت بفكرة العمل واعتبرته موقفاً سياسياً فعرضته على شاشاتها.
– جهات عدة تستعد لعرض العمل خارج الموسم الرمضاني الحالي، وعملياً تلقينا مراسلات عدة وعروضاً إيجابية، وبانتظار إتمام المباحثات والتعاقد فور انقضاء الحجر الصحي، وعودة الحياة الطبيعية.
ملهم الصالح