هل يستطيع نتنياهو ضم الضفة الغربية؟!
محمد كنايسي
هل يستطيع نتنياهو الإقدام على اتخاذ قرار ضم الضفة الغربية؟ .الجواب الأولي هو نعم، فالرجل يعرف أن ذلك لن يزعج حلفاءه الخليجيين، وأن الرد الرسمي العربي لن يتجاوز بيانات الاستنكار والشجب التي اعتاد عليها. وهو بالتأكيد لن يفعل ذلك دون موافقة الإدارة الأمريكية المتصهينة التي كان البعض يشكك في إقدامها على الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وعلى الاعتراف بسيادته على الجولان العربي المحتل. لكن ترامب أقدم على ذلك بكل سهولة، فلماذا لا توافق الإدارة الأمريكية على ضم الضفة إذاً؟.
ثمة من يرى أن الوضع الراهن مختلف، وأن ترامب يواجه استحقاقاً انتخابياً صعباً بات على الأبواب، ما يجعله مضطراً لتوجيه كل تركيزه إلى الداخل. وهذا رأي فيه بعض الوجاهة، إلا أنه لن يمنع ترامب أبداً من الموافقة على قرار نتنياهو إذا كان ذلك سيزيد من دعم اللوبي الصهيوني له في الانتخابات الرئاسية المنتظرة، ويحميه من مفاعيل أي معارضة داخلية أو خارجية ترفض قرار الضم…
يبدو الطريق إذاً ممهداً أمام نتنياهو، فما يهمه هو الموقف الأمريكي أولاً، والموقف الرسمي العربي ثانياً، وكلاهما معه. وأما الموقف الدولي فلا مكان له في حساب رئيس الوزراء الصهيوني لأنه موقف يتراوح بين العجز والنفاق…
بقي مانع وحيد يصعب ألا يحسب له نتنياهو حساباً وهو رد الفعل الفلسطيني. وهنا يمكن القول إنه يراهن على مفاعيل أوسلو من ناحية، وعلى الانقسام الفلسطيني العميق من ناحية أخرى، لتجاوز هذا المانع، بالرغم من أنه رهان لا يحسب –على وجاهته- رد الفعل الشعبي والمقاومة الفلسطينية، ففي مواجهة قرار كهذا (إذا اتُّخذ) لا يمكن للشعب الفلسطيني أن يرضخ للأمر الواقع، ولا يمكن لمقاومته أن تصمت على ما يعني عملياً تصفية قضيتها الوطنية.
والسؤال الآن: هل يستطيع نتنياهو مواجهة انفجار الضفة في وجهه إذا ضمها؟ لأن انفجاراً كهذا سيقلب كل المعطيات، ولن يكون بمقدوره تحمل تبعاته …
نعم إن قراراً كهذا يمكن أن يكون شرارة الحريق الهائل الذي سيندلع في كيانه العنصري…