الأسهم العالمية تتراجع في أسبوع آخر من المخاوف المتراكمة
هل فقد المستثمرون كل محفزات التفاؤل؟ هذا ما يوحي به الأداء!. لقد ظهرت مسحة جديدة من التشاؤم ومبرراتها واضحة، حيث كان آخر تلك المبررات، وهي الشعرة التي قصمت ظهر البعير، تجدّد الحرب التجارية الصينية الأمريكية حيث يلوح في الأفق تهديد جديد للرئيس ترامب بتضييق الخناق على شركة هواوي لمنعها من تطوير تقنيات الجيل الخامس، وجاءت هذه الخطوة رغم الحديث قبل أسبوع عن اتصالات بين المسؤولين التجاريين في البلدين بشأن تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاقية المبرمة بين بكين وواشنطن.
جاءت هذه الأخبار في وقت تتلمّس فيه أسواق الأسهم بقايا أمل أنعش الأسهم خلال الأسابيع الماضية بإعادة فتح الاقتصاد، الأمر الذي لم تثبت فاعليته على أرض الواقع بسبب الصورة التي لا تزال قاتمة على الجبهة الصحية في مختلف دول العالم، وهو ما أضعف حماسة الناس للتجاوب مع إعادة الفتح المنتظرة.
وفي ظل استمرار التقارير الاقتصادية المحبطة سواء في الولايات المتحدة، التي كان آخرها تقرير مبيعات التجزئة لشهر نيسان وكشف عن تراجع بنسبة 16.4%، أو الصين أو حتى ألمانيا ومنطقة اليورو، ومع نهاية موسم نتائج الشركات التي كشفت عن خسائر بنسب غير مسبوقة تجاوز متوسطها 14% مع توقعات بالمزيد خلال الفصل الثاني، في الوقت الذي تسود برامج دعم الاقتصادات التي تصدّت لها حكومات العالم، حالة من عدم الرضا عن قنوات وطرق التوزيع، وعدم اليقين حول جدواها المباشرة، فقدت الأسهم العالمية جاذبيتها وتراجع حجم التداولات وسط جو مشحون بالقلق والحيرة.
وانتهى الأسبوع على خسائر شملت الجميع تصدّرها مؤشر داكس الألماني بتراجع بنسبة 4.03% لينهي الأسبوع عند 10465.17 نقطة، وفقد كلّ من مؤشر داو جونز ومؤشر «إس أند بي» 2.65% و2.29% على التوالي، بينما بلغت خسائر مؤشر فاينانشل تايمز في لندن 2.29% وكان مؤشر نيكاي في طوكيو الأقل خسارة فاقداً 0.70% ومنهياً الأسبوع على20037.47 نقطة. وعاد الحديث عن التصحيح الحتمي الذي ينتظر الأسهم العالمية التي يرى معظم المحلّلين أن أسعارها الحالية تضخمت بفعل نفخ البنوك المركزية الرئيسية فيها من خلال برامج التحفيز والفائدة الصفرية، وهو ما يجعل الأسعار الحالية غير قابلة للصمود بمجرد وقف تلك البرامج أو في حال ارتفاع أسعار التمويل، والأهم من ذلك في المرحلة الراهنة، أن تظهر مؤشرات على عجز البنوك المركزية عن توفير الوسائل اللازمة للتحفيز (أو عدم جدوى تلك الوسائل والأدوات) في ظل الجائحة التي تسبب بها الفيروس للاقتصادات العالمية نتيجة الإجراءات الاحترازية مثل العزل والتباعد الاجتماعي وإغلاق الاقتصادات.