فعالية في موسكو بمناسبة يوم القدس: شرعية النضال الفلسطيني ضد الاحتلال
أقيمت في العاصمة الروسية موسكو، أمس الاثنين، فعالية بمناسبة يوم القدس العالمي، نظمتها وكالة ريا نوفوستي عبر تقنية فيديو كونفرنس، واستضافت فيها عدداً من السفراء العرب لدى موسكو، ورجال دين روس.
واستعرض المتحدثون أهمية القدس لكل العالم، وليس فقط بالنسبة للفلسطينيين أو العالم العربي، مؤكدين على “شرعية النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي”.
وأكدت الكلمات رفض الإجراءات التهويدية التوسعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة وقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنحازة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، فيما أوضح السفير الفلسطيني في موسكو عبد الحفيظ نوفل أن إعلان يوم القدس العالمي يشكل “دعماً مهماً” للقضية الفلسطينية ولحركة المقاومة الفلسطينية في التصدي لوحشية الكيان الصهيوني ومخططاته التوسعية في الأرض الفلسطينية وفضح المخططات الأمريكية تجاه القدس ولا سيما مؤامرة “صفقة القرن”.
وأشار نوفل إلى أن كل إجراءات العدو الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة تهدف إلى تهويد المدينة وتجريدها من طابعها الإسلامي والعربي.
سفير سورية لدى روسيا الاتحادية الدكتور رياض حداد جدد خلال الفعالية دعم سورية وتضامنها مع الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المغتصبة وفي مقدمتها القدس، وقال: إن القدس بمعانيها ودلالاتها تتجاوز الأبعاد المحلية والإقليمية، وهي أسمى وأقدس من أن تختزل بقرار منحاز من الرئيس الأمريكي.
وفي سياق آخر جدد حداد التأكيد على حق سورية في الدفاع عن سيادتها وتحرير أراضيها من الإرهاب ومن جميع القوات العسكرية الغريبة المحتلة لأراضيها.
بدوره أكد السفير الإيراني في روسيا الاتحادية كاظم جلالي فشل كل محاولات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تصفية القضية الفلسطينية، وأضاف: إن الكيان الصهيوني قائم على أسس العدوانية والقتل والإجرام، وهذا ما تشير إليه سلوكياته في استغلال انشغال العالم بالوضع الوبائي لجائحة كورونا بتوسيع مستوطناته وتصعيد قمعه واضطهاده الفلسطينيين وتدمير قراهم.
ويتم إحياء يوم القدس العالمي في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان في جميع أنحاء العالم تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفضاً لمحاولات تهويد المدينة المقدسة، التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى هامش الفعالية، دعا رئيس المركز الروسي للقدس سيرغي بابورين إلى رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية وإيران ولا سيما مع تفشي جائحة فيروس كورونا، وقال: “كان يتوجب إرغام الولايات المتحدة والدول السائرة في ركابها على تأييد مبادرة روسيا لإزالة أو تخفيف العقوبات المفروضة على سورية وإيران لأنه لا يجوز السماح بتحويل كل ما يتعلق بالشؤون الصحية والطبية إلى أداة لتحقيق المطامع بالهيمنة العالمية وفرض ديكتاتورية بلدان معينة في المسائل الدولية وذلك من أجل تجنب وقوع مأساة عالمية مع انتشار فيروس كورونا”، وأوضح أن الإدارة الأمريكية تتحمل مسؤولية عواقب هذه الإجراءات على الشعبين السوري والإيراني معتبراً أن تسييس مسألة المساعدات الطبية لمكافحة جائحة كورونا ومنعها مرده الأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة وهي جزء من الصراع السياسي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخصومه ولا سيما ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأعرب بابورين عن ثقته بقدرة السوريين على إعادة إعمار بلادهم وإحياء اقتصادهم بمساعدة أصدقائهم وحلفائهم بالرغم من كل ما تتعرض له بلادهم مؤكداً ضرورة إلغاء العقوبات المفروضة على سورية وإيران “لأنه لا يمكن نزع حقوق الشعوب في النضال من أجل تحقيق مصالحها المشروعة”.
من جهته أدان الشيخ نفيع الله عشيروف الرئيس المشارك لمجلس الإفتاء في روسيا استخدام جائحة كورونا لتحقيق غايات أنانية مغرضة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة توحيد وتضافر جهود الأسرة العالمية بمجملها لمكافحة هذا الوباء الذي يهدد مستقبل الجميع بلا استثناء.
من جانبه أكد سفير سورية في روسيا الاتحادية أن الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها أمريكا ودول غربية على سورية “مخالفة للقانون الدولي وتصنف على أنها جريمة ضد الإنسانية” ولا سيما في ظل انتشار جائحة كورونا، وقال: إن هذه العقوبات تمثل إرهاباً من نوع جديد ترعاه وتمارسه أمريكا ضد سورية، موضحاً أن هذه الإجراءات أثرت في القطاع الصحي السوري وإعادة إعماره وداعياً الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية للعمل على رفع هذه الإجراءات الأحادية غير القانونية.