الشكوك تطال صحة ترامب العقلية بعد تناوله عقار الملاريا!!
إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ أنه يتناول عقار هيدروكسي كلوروكين، المضاد للملاريا، للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، رغم التحذيرات الطبية المتكررة من خطورة استخدام هذا العقار وإثبات التجارب السريرية أضراره الكبيرة على المصابين بالفيروس، أثار موجة جديدة من الانتقادات والتساؤلات حول سلامة تصرفاته وقواه العقلية.
ردود فعل قوية في الأوساط العلمية والسياسية صدرت رفضاً لهذا الإعلان، جاء أولها من رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، التي قالت: “هذه ليست فكرة جيدة.. إنه رئيس البلاد، ومن الأفضل ألا يتناول شيئاً لم يوافق عليه العلماء، وخصوصاً في مثل فئته العمرية، وفئة وزنه المسماة بالسمنة المرضية”.
زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر وصف تصريحات ترامب بأنها “خطيرة”، موضحاً أن “ذلك يعطي الناس آمالا خاطئة وقد يضعهم بخطر أيضاً”.
وسبق لترامب أن اقترح عقارات عدة للوقاية أو لعلاج فيروس كورونا بما فيها عقار هيدروكسي كلوروكين وتناول المعقمات أو التعرّض للأشعة فوق البنفسجية، وقد سجلت مراكز الصحة الأمريكية ارتفاعاً ملحوظاً في حالات التسمم بمواد التنظيف إثر اقتراحاته هذه، التي أثارت صدمة كبيرة في الأوساط العلمية والسياسية، ودفعت شركات المنظفات وخبراء الصحة إلى التحذير من عدم صحتها.
ولعل الرد الذي فاجأ الصحفيين أكثر من إعلان ترامب عن استخدامه عقار هيدروكسي كلوروكين كان تبريره الذي لا يستند إلى أي أسس علمية لهذه الخطوة، حيث قال: “أعتقد أنه جيد.. لقد سمعت أموراً جيدة جداً عنه.. أنتم تعرفون عبارة.. ما الذي ستخسره”! مشيراً إلى أن خياره تناول العقار يأتي بمبادرة شخصية لكنه تلقى الضوء الأخضر من طبيب البيت الأبيض.
ترامب، الذي تجاهل مخاطر فيروس كورونا، رغم تحذيرات الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية منه، أصر طوال الأشهر الماضية، ورغم تفشي الوباء بين الأمريكيين، على مجادلة العلماء وخبراء الصحة الذين تم تعيينهم لإدارة أزمة كورونا في الولايات المتحدة، كما أنه حاول مراراً التقليل من أهمية تحذيراتهم حول الفيروس وتجاهلها بشكل فاضح في معظم الأحيان، بما فيها أبسط التوصيات الصحية كارتداء كمامة طبية.
بالتوازي، قال نائب الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن: إن ترامب يؤجج مشاعر الكراهية والعنصرية ضد الأمريكيين من أصول آسيوية، وأوضح، أثناء مشاركته في فعالية افتراضية للأمريكيين المتحدرين من آسيا والمحيط الهادئ: “جائحة كورونا أطلقت العنان لقوى معروفة بنشرها للكراهية والخوف ومعاداة الأجانب”، مضيفاً: إن ترامب “جلب معه سلسلة جديدة من الرسائل العنصرية والاعتداءات اللفظية والجسدية ضد الأمريكيين من أصل آسيوي”.
وأنهى ترامب الأسبوع الماضي مؤتمره الصحفي حول فيروس كورونا بشكل مفاجئ بعد اندلاع جدل بينه وبين ويجيا جيانغ مراسلة شبكة “سي. بي. أس”، وهي أمريكية من أصول آسيوية. وسألت جيانغ ترامب عن سبب إصراره بشكل مستمر على القول: إن الولايات المتحدة تقوم بعمل أفضل أكثر من أي بلد آخر عندما يتعلق الأمر بإجراء فحوص فيروس كورونا. وأجابها ترامب “ربما يجب أن توجهي هذا السؤال إلى الصين.. لا تسأليني أنا، بل اسألي الصين هذا السؤال، وعندها ستحصلين على إجابة”!