قوى المقاومة في يوم القدس: القضية الفلسطينية أهم الأولويات
في ذكرى يوم القدس، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن القضية الفلسطينية تشكل المحور الأساسي وأهم الأولويات لقوى المقاومة في المنطقة، والتي لا يمكن التخلي عنها، وأوضح أن هذه المناسبة تعبير ثابت وراسخ للقضية الفلسطينية بالنسبة لمحور المقاومة في المنطقة، والذي يعتبر العمل من أجل فلسطين “من أوجب الواجبات التي لا يمكن التخلي عنها مهما بلغت الضغوط والتحديات وتعاظمت التضحيات”.
وأشار السيد نصرالله إلى فشل محاولات تصفية القضية الفلسطينية ومخططات تقسيم وتفتيت المنطقة من قبل قوى الهيمنة، وأضاف: “نحن اليوم أقرب ما نكون إلى القدس وإلى تحريرها رغم كل التحولات الدولية والإقليمية بفعل الصمود والتواصل بين دول وقوى محور المقاومة”، لافتاً بهذا الصدد إلى تعاظم قدرات المقاومة وجاهزيتها الكاملة.
ومن فلسطين المحتلة، أكد الأمين لحركة الجهاد، زياد نخالة، أن “يوم القدس هو يوم لتجديد العهد مع القدس أننا قادمون”، وأضاف: إن “الحكومات التي تمنع شعوبها من إحياء يوم القدس إنما تريد التنازل عن القدس وتبحث عن مبررات لذلك”، مشيراً إلى أنه “إذا لم ننجح في إنهاء الخلافات بيننا فإن صفنا سيبقى مخلخلاً أمام العدو”، وشدّد على أنه “لا بد من التصدي لصفقة القرن، وهي صفقة ساقطة ولا قيمة لها، وشعبنا قادر على تمزيقها”، داعياً إلى “أوسع تحالف وتنسيق مع قوى المقاومة لتشكيل قوة كبرى في مواجهة مشاريع إسرائيل وأميركا في المنطقة”.
من جانبه، أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس المطران عطاالله حنا أن “التطاول على القدس هو تطاول على تراثنا ووجودنا وعراقة انتمائنا إلى هذه الأرض المقدّسة”، وأضاف: إن في يوم القدس العالمي نذكّر جميع أبناء الأمة بواجباتهم الروحية والانسانية والوطنية “لا تتركوا القدس لوحدها”، مشدداً على أنه “لا كرامة لهذه الأمة من دون القدس ومن دون عودتها لأصحابها”.
وتوجّه المطران حنا بالتحية إلى الأحرار من الأمة العربية “الذين يؤكدون أن فلسطين هي قضيتهم المركزية”، كما حيّا اللاجئين الفلسطينيين في كل أنحاء العالم، وقال لهم: “تمسكوا بمفاتيح منازلكم”.
وفي اليمن، اعتبر قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن “يوم القدس العالمي مناسبة مهمة تذكر الأمة بمسؤوليتها الأولى وهي القضية الفلسطينية”، وأكد على موقف الشعب اليمني “بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني، وهو التزام ديني وأخلاقي وإنساني”، مشدداً على أن “جرائم العدو الإسرائيلي أصبحت ممارسات يومية، إضافة إلى حصار الفلسطينيين في قطاع غزة”، وأضاف: “شعبنا اليمني يعلن بكل وضوح حضوره إلى جانب محور المقاومة للمواقف العملية نصرة للمسجد الأقصى والمقدسات”، معرباً عن استنكاره “كل أشكال التطبيع مع العدو، ونعتبرها محرمة شرعاً”، ودعا إلى “مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأميركية والتصدي للتطبيع واستنهاض الأمة”، مجدداً دعوة النظام السعودي لإطلاق المعتقلين الفلسطينيين لديه.
وفي العراق، قال الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، إن “الكيان المعتدي لم يقتصر ضرره على فلسطين بل طال كل الدول العربية”، وأضاف: إن “داعش”، الذي هو صنيعة “إسرائيل” والولايات المتحدة الأميركية، استطاع العراق الانتصار عليه بفضل كل مكوّناته، مشدداً على أن “مسألة إنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق والمنطقة هي مسألة حتمية”، واعتبر أن من قام باغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس هو واشنطن، “ولكن قرار الاغتيال أتى من إسرائيل”، لافتاً إلى أنه لم يكن من مصلحة أميركا أن تقوم بهذه العملية وأن تعرض مصالحها وقواتها في العراق والمنطقة للخطر، كما حصل فعلاً بعد حادثة الغدر هذه، وإنما المصالح الإسرائيلية هي التي تستعدي الحاج سليماني لأنه كان مصدر التهديد الأول لها.
وذكر أن واشنطن كانت تعتقد أن بفعلتها “ستطفئ شعلة المقاومة، ولم تعلم أن دماء الشهداء ما هي إلا وقود لهذه النار المباركة، ودماء الشهيدين سليماني والمهندس ستحوّل هذه النار إلى جهنم تقضي على مصالحهم”، منوهاً أن “إسرائيل” قامت بقصف مقرات الحشد الشعبي تحت غطاء الولايات المتحدة، “التي يفترض أن مهمتها توفير الحماية للأجواء العراقية”.
بدوره، أكد العلامة عبد اللطيف الهميم، أن “يوم القدس يوم تاريخي خالد لا يشبه أياً من الأيام والقدس مفتاح التحرير”، وأضاف: لا يظن أحد أن بمقدوره التصرف بالقدس بيعاً أو شراء، ولا يظن أحد أن الطريق إلى تحريرها مغلق، مشيراً إلى أنه “نواجه المحتل بتصميم وعناد لأن القدس لن تعود إلا بالقتال، ونؤكد أنها لن تكون من ذكريات الماضي”، واعتبر أنه “من المحزن أن بعض الأنظمة العربية أصبحت تحاكم وتدين من يقاوم الاحتلال”، مشدداً على حرمة التطبيع مع “إسرائيل”، لأن “مهادنة العدو خيانة لثوابت الأمة بكل المعايير”.
أما المرجع البحريني، الشيخ عيسى قاسم، فقال: إن إحياء هذا اليوم بات “أكثر من ضرورة حالياً للحفاظ على الأمة ووحدتها”، معتبراً أن السعي لإنشاء تحالف مع “إسرائيل” يصب في خدمة أعداء الأمة العربية، ولفت إلى أن النشاط الإعلامي المتزايد في الدعوة للتطبيع، “يهدد بأكبر التمزقات لكيان الأمة”، مشيراً إلى أن شعب البحرين في تاريخه وتاريخ ثورته موقفه ثابت وداعم للمقاومة ووحدة الأمة وسلامة أراضيها.
وفي طهران، جدد المشاركون في مؤتمر القدس الشريف الدولي دعمهم لمقاومة الشعب الفلسطيني، مشددين على أنها تتوافق مع جميع القوانين والمعاهدات الدولية كما أدانوا الإرهاب الدولي الأمريكي والصهيوني وعمليات الاغتيال بحق المقاومين.
ولفت المشاركون بالمؤتمر، في بيانهم الختامي، إلى أن ما تسمى “صفقة القرن” مؤامرة أمريكية تهدف إلى توسيع الاحتلال والقضاء على هوية الشعب الفلسطيني، مشددين على ضرورة الوقوف وبكل حزم بوجه هذا المخطط الخطير، وقيام منظمة الأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية بدورها وتحمل مسؤولياتها بهذا الصدد.
إلى ذلك، أكد مجلس خبراء القيادة في إيران أن توحّد الأمة الإسلامية ودولها حول خيار المقاومة والنضال سيحقق تحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي والمنطقة من النفوذ الأميركي، وأوضح في بيان أنه يجب على الدول الإسلامية أن تتحد لمواجهة سياسة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الغاصب ودعم الشعب الفلسطيني، موضحاً أنه ينبغي على المسلمين وخاصة الشعب الفلسطيني أن يقتنعوا بأن طريق تحرير فلسطين يكون بزيادة زخم الانتفاضة والمقاومة.
بدوره قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في اجتماع الحكومة: “نحتفل بيوم القدس، فالقدس لن تنسى، ولن تظل محتلة من قبل الظالمين”، مضيفاً: إن “مقاومة الظالمين ودعم المظلومين هي إحدى الركائز الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية”، مؤكداً أن “النصر النهائي للشعب الفلسطيني بالمقاومة وإرادته الفولاذية، ستحقق ذلك عاجلاً أم آجلاً”.