لا إصابات محلية منذ 20 يوماً.. موسكو: العقوبات تعيق جهود مكافحة كورونا
أعلنت وزارة الصحة أنه لم تسجل أي اصابة محلية بفيروس كورونا منذ عشرين يوماً، مشيرة إلى أنها أجرت للقادمين من خارج سورية نحو 1500 مسحة أنفية تظهر نتائجها تباعاً، وحسب توافر الكيتات الخاصة بالتشخيص المخبري للفيروس، مؤكدة أنها تواجه صعوبة في تأمينها نتيجة الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، وشح الإمدادات التي تصل من منظمة الصحة العالمية، فيما جدّد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الدعوة إلى رفع تلك الإجراءات فوراً، مؤكدا أنها تسببت بمعاناة السوريين في حياتهم اليومية، كما أنها تعرقل مكافحة وباء كورونا، في وقت أكد مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف أن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي ضد سورية تعرقل جهودها في مكافحة كوفيد 19 وتعيق إيصال المساعدات إلى المحتاجين.
وأكدت وزارة الصحة أن الإصابات المسجلة اقتصرت خلال العشرين يوماً الأخيرة بين السوريين القادمين من الخارج، وأوضحت، في بيان لها تلاه اليوم معاون مدير الأمراض السارية والمزمنة الدكتور عاطف الطويل، أن عدد الذين خرجوا من مراكز الحجر الصحي بلغ 1156 من أصل 2270 شخصاً وصلوا خلال الفترة الماضية إلى البلاد عبر الخطوط الجوية السورية، ولفتت إلى أن الفرق الطبية في مراكز الحجر الصحي أجرت للقادمين من خارج سورية نحو 1500 مسحة أنفية تظهر نتائجها تباعاً وحسب توافر الكيتات الخاصة بالتشخيص المخبري للفيروس، مشيرة الى انها تواجه صعوبة في تأمينها نتيجة الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية وشح الإمدادات التي تصل من منظمة الصحة العالمية.
وأشارت الوزارة الى انها تعمل على تأمين خدمات طبية للمقيمين في مراكز الحجر من خلال فرق طبية متواجدة على مدار الساعة تتضمن فحص حرارة ثلاث مرات يومياً ومراقبة الحالات المرضية والمرضى المزمنين وتأمين الأدوية لهم أو إحالتهم للمشفى في حال تطلب الأمر إضافة لمسحات أنفية لزوم التشخيص المخبري، لافتة إلى أن باقي الجهات الحكومية تقوم بتقديم خدمات الإقامة والطعام ومواد العناية الشخصية للمقيمين في هذه المراكز إضافة لأعمال التنظيف ورش المبيدات الحشرية.
ومع الافتتاح التدريجي للفعاليات الاقتصادية والخدمية ناشدت الوزارة المواطنين بضرورة عدم التهاون بتعليمات التباعد المكاني وقواعد النظافة والسعال والعطاس وعدم خروج المسنين والمرضى المزمنين من المنزل وعدم تواجدهم في الأماكن المزدحمة إلا للضرورة.
ومع اقتراب حلول عيد الفطر السعيد دعت الوزارة المواطنين الى تجنب التجمعات والحفاظ على مسافة آمنة مع الآخرين وخاصة الأشخاص الذين يشعرون بأعراض تنفسية وتجنب العناق والاكتفاء بالتلويح والإيماء للتحية والتواصل مع العائلة والأصدقاء عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي والابتعاد عن تناول الأطعمة المكشوفة والمشكوك في سلامتها.
يشار إلى أن عدد الحالات المسجلة بكورونا في سورية بلغ حتى الآن 58 إصابة شفيت منها 36 حالة وتوفيت 3 حالات لتكون الحالات النشطة أي قيد العلاج 19 حالة منها 14 إصابة من القادمين من الخارج.
يأتي ذلك فيما انتقد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عبر الفيديو حول الوضع في سورية، عدم تطرق تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول عمليات المساعدة الإنسانية العابرة للحدود إلى المشكلات الناجمة عن الإجراءات القسرية المفروضة على سورية والاكتفاء فقط بالاشارة إلى “مشكلات اقتصادية” دون الحديث عن آثار هذه الإجراءات، وأكد أن أي عمليات إنسانية في سورية يجب أن تتم بالتعاون والتنسيق مع حكومتها، معيداً إلى الأذهان أن روسيا طالبت على مدى سنوات بتحديد قائمة من الشركاء في عملية المساعدة الإنسانية بعلم الحكومة السورية لكن ذلك لم يحدث، مشيراً إلى أن إرهابيي جبهة النصرة يعرقلون وصول أي مساعدات إنسانية إلى شمال غرب البلاد لأنهم يريدون الاستيلاء عليها وسرقتها.
ودعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى “التوقف عن الخيارات السياسية الفردية التي لا تمت للمبادئ الإنسانية بصلة”، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة إعادة جميع المناطق إلى سلطة الدولة السورية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.
إلى ذلك، دعا مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف، خلال منتدى فالداي الدولي للحوار عبر تقنية الفيديو تحت عنوان “التصدي لفيروس كوفيد 19 في ظروف النزاع المسلح.. التجربة السورية”، الدبلوماسيين الغربيين إلى الامتناع عن تسييس هذا الملف، وتقديم الدعم لسورية في هذه الجهود، وعدم حصر هذه المساعدات بالمناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، ونوّه بالجهود التي تبذلها سورية واستجابتها السريعة والمواقف الجدية التي اتخذتها للحؤول دون انتشار الوباء، ومنها فتح المختبرات والمشافي وأماكن للحجر الصحي في كل المحافظات السورية، لافتاً إلى أن منظمة الصحة العالمية أشادت بفعالية هذه الجهود في وقت تتصدى فيه لجرائم الإرهابيين على مدى السنوات الماضية التي عمدت الى تدمير المنشآت الصحية بشكل ممنهج.
وجدد غاتيلوف التأكيد على دعم روسيا للجهود التي يبذلها غير بيدرسون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، منتقداً تصرفات بعض الدول الغربية الساعية إلى تقويض جهود التوصل لحل سلمي للأزمة فيها.
من جانبه أكد المدير الإقليمي لنشاط منظمة الصليب الأحمر الدولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فابريشيو كاربوني تأييد المنظمة الأممية للخطوات الهادفة إلى تعزيز موقف سورية في مكافحة وباء الفيروس التاجي وتحقيق الاستقرار الصحي فيها.
ولفت رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولية في سورية فيليب ألكسندر سبوري من جانبه إلى أن العقوبات الاقتصادية ضد سورية تؤثر سلباً في الوضع الصحي للشعب السوري، داعياً إلى رفعها من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والمضي قدماً نحو الأمام في سورية، وحذر من أن العديد من المنظمات والمؤسسات الإنتاجية لا تستطيع العمل بسبب العقوبات المفروضة على سورية.
وفي القاهرة، أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن الإجراءات القسرية الغربية أحادية الجانب المفروضة على سورية غير مقبولة وخاصة في الوقت الذي يواجه فيه العالم وباء كورونا داعياً إلى رفعها، وقال: لا يمكن أخلاقياً قبول مثل تلك العقوبات والإجراءات القسرية في هذا التوقيت حيث تكافح الدول وباء كورونا فيما تسعى الدول الغربية إلى تحقيق أغراض سياسية عبر فرضها موضحاً أن الولايات المتحدة تستغل هذه العقوبات لتحقيق أغراضها السياسية ضد سورية وإيران وفنزويلا ودول أخرى، وثّمن صمود سورية جيشاً وشعباً وحكومة في مواجهة ما تعرضت له من إرهاب وتآمر، لافتاً إلى أن الكثير من دول وشعوب العالم يؤيدون الدولة السورية في حربها ضد الإرهاب وتصديها للمؤامرات والسياسات الأمريكية المعادية.
إلى ذلك، جددت اللجنة الشعبية للدفاع عن سورية في فلسطين المحتلة دعمها ووقوفها الدائم إلى جانب سورية جيشاً وشعباً وقيادة في معركتها الكبرى بمواجهة المخططات التآمرية التي تستهدف الأمة العربية مشددة على أن سورية كانت وستبقى قلعة للمقاومة الوطنية والقومية الشاملة.
وقالت اللجنة في بيان وقعت عليه مجموعة من القيادات والشخصيات والأسرى المحررين والإعلاميين الفلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 1948 ومن مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة إن الوقوف إلى جانب سورية في مواجهة العدوان الذي تعرضت له على مدى السنوات الماضية وأدواته من الإرهابيين المدعومين من أنظمة عربية واقليمية بإدارة أميركية وتوظيف ذلك كله لخدمة الكيان الصهيوني.. يمثل واجباً وطنياً وقومياً للدفاع عن الأمة العربية بأسرها.
وأشارت اللجنة إلى أنه ورغم الهزائم التي تعرضت لها أدوات هذا العدوان من تنظيمات إرهابية إلا أن هذه الحرب على سورية ما زالت مستمرة بهدف النيل من صمودها ومواقفها والتلاعب بنفسية وعزيمة شعبنا العربي مؤكدة أن سورية ستنتصر على هذه الحرب بتضحيات جيشها وشعبها ودعم حلفائها المخلصين وقوى المقاومة في المنطقة.