ندوة بدار البعث.. المقاومة الخيار الأوحد لتحرير فلسطين
دمشق ـ سنان حسن:
ضمن فعاليات إحياء يوم القدس العالمي، والذكرى الثانية والسبعين لنكبة فلسطين، أقيمت، أمس الخميس، ندوة على مدرج دار البعث، تحدثت عن معاني يوم القدس العالمي وإحيائه سنوياً، والذي يشكّل حالة تضامن نضالية كبرى مع القضية الفلسطينية وجوهرها مدينة القدس، حيث أكد المشاركون على ضرورة التماسك بين أطراف محور المقاومة في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها أمريكا والكيان الصهيوني، ومن أبرزها التسويق لتطبيق ما يسمّى “صفقة القرن”، وما تشهده المنطقة حالياً من محاولات ضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية، مؤكدين أن نهج المقاومة هو الطريق الأوحد لتحرير فلسطين.
وأكد طلال ناجي، نائب الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، أن الاحتفال بيوم القدس في الجمعة الأخيرة من رمضان هو انتصار لأخوتنا وأهلنا في القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وتصدياً للهجمة الإمبريالية والصهيونية والاستكبار العالمي، ممثلة بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، مضيفاً: لقد استشرق الإمام الخميني آفاق المستقبل عندما قرّر تكريس هذا اليوم للدفاع عن القدس قبل 41 عاماً ومستشعراً الخطر الذي يُحدق بالقدس ومقدساتها، وكأنه يرى ماذا يحصل اليوم من هرولة هؤلاء المطبعين والمهرولين للانبطاح أمام الكيان الصهيوني، مبيناً أننا ونحن نحيي هذه المناسبة نفتقد لشهيد القدس القائد قاسم سليماني، والذي كان الداعم لكل حركات المقاومة والمستضعفين في العالم، وكرّس حياته للانتصار للقضية الفلسطينية والقدس، مؤكداً أننا في محور المقاومة مستمرين على نهجه حتى تحرير القدس فروحه ستبقى المنارة التي ستضيئ درب المقاومين حتى تحقيق الانتصار.
وأوضح ناجي أن الادعاءات اليهودية الصهيونية أن في القدس لهم تاريخ هو كذب وتزوير وبهتان، وهناك باحثون كبار من علماء التاريخ يؤكدون أن القدس لم تكن موجودة قبل القرن الثامن، هم يدعون أن سيدنا سليمان بنى الهيكل، والأبحاث التاريخية تؤكد أنها لم تكون موجودة، ولكن للأسف الغرب يصدق ادعاءاتهم ويمشون فيها، والعالم الغربي والأمريكي قائم على رواية التوراة المزورة لا علاقة لها بالحقيقة والعلم، وأكثر ما يحزننا في هذا اليوم وجود أنظمة عربية تروج لـ “الحق التاريخي للصهاينة” في أرض فلسطيني، متجاهلة كل الروابط التاريخية والقومية، وبالتالي فإن يوم القدس مناسبة لأن نقف جميعاً مع بعضنا لنصحح وندحض التزوير ونعمل لحاضرنا ومستقبلنا ونبقى جبهة مقاومة متماسكة حتى تحقيق النصر واستعادة فلسطين والقدس.
بدوره، قال جواد ترك آبادي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق إن الانتصار للقضية الفلسطينية هو محور رئيس في الصراع القادم للانتصار على قوى الهيمنة العالمية، مضيفاً إن يوم القدس العالمي مناسبة لاستنهاض كل الشعوب المستضعفة ومناداتها لكي تكون متوحّدة، حيث إن انتصار فلسطين يشكل انتصاراً لكل الشعوب المؤمنة بالحق والحقيقة والاستقلال والحرية، معتبراً أن كل المؤامرات التي وجهت ضد محور المقاومة انكسرت وانهزمت، وخاصة المؤامرة الكبيرة على سورية، وأشار إلى أن إنشاء كيان مصطنع لن يدوم لأنه ضد إرادة الشعوب ويجب أن يزول، وأردف: إننا في هذه الأيام نستذكر القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، الذي مضى وهو مؤمن بأن هذه القضية منتصرة، وعمل كل ما استطاع من أجل هذه القضية، وهو الذي طلب في وصيته أن يكتب على قبره أنه جندي في تحرير القدس، واغتياله من قبل أمريكا إنما إعلان خسارة المحور المعادي في كل المشاريع الشريرة التي حاولوا أن يكرسوها في المنطقة ليشرذموا أهلها ويقسموها.
وأكد الدكتور ماهر الطاهر، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن إحياء يوم القدس العالمي يجب أن يبقى يوماً تاريخياً حتى تحرير القدس، موضحاً أننا اليوم أمام مرحلة جديدة نحقق فيها الانتصارات الاستراتيجية، مشيراً إلى أن محور المقاومة يتقدّم استراتيجياً والمحور المعادي يفشل في تحقيق مخططاته، وهذا ما أكدته تجربة الصمود في فلسطين وسورية وإيران واليمن ولبنان والعراق وعموم المنطقة.
وتحدّث أبو حازم الصغير أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة عن أهمية القضية الفلسطينية عن فكر ونهج الإمام الراحل الخميني، قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، واعتبر أن احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين هو احتلال قلب العالم الإسلامي.
أدار الندوة الدكتور صابر فلحوط، الذي أكد أن كل يوم في حياة سورية مكرّس للقدس، وكل ذرة من تراب سورية وكل قطرة من دماء شبابها مكرسة لقضية فلسطين القومية التي لا يمكن تصفيتها مهما بلغت المؤامرات واشتدت المحن، موجّها التحية لكل الشهداء الذين بذلوا أرواحهم فى سبيل تحرير الأرض من الاحتلال.
حضر الندوة الدكتور محمد مصطفى ميرو رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني والدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية فرع سورية وأمينا فرعي الحزب بدمشق حسام السمان وريف دمشق رضوان مصطفى وسفير جمهورية كوبا في دمشق ميغيل بورتو بارغا وعدد من قادة وممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية بدمشق والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية وهيئات وفعاليات ثقافية وسياسية واجتماعية.