بتمويل من مشيخة قطر.. أردوغان يكثّف نقل المرتزقة إلى ليبيا
لا يزال النظام التركي يمارس سياسة المناورة في الملف الليبي، حيث يدعي سعيه لإحلال السلام ووقف إطلاق النار، في حين يقوم بتحريض حلفائه وميليشيات “الوفاق” على التصعيد، ويواصل نقل آلاف المرتزقة الإرهابيين من شمال سورية إلى ليبيا، برفقة جنود أتراك، وبدعم وتمويل من مشيخة قطر، لدعم ميليشيات حكومة فايز السراج، والذي أثار انتقادات دولية، لكنها بقيت في حدود الإدانة، دون تدخل واضح وحاسم لكبح جماح الدعم التركي.
وفي هذا السياق، كشف المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، أمس الخميس، أن النظام التركي يخطط لغزو ليبيا، ويواصل نقل المزيد من جنوده إلى ليبيا، مبدياً استغرابه من عدم إدانة الأمم المتحدة للتدخلات التركية في بلاده، وأضاف، في مؤتمر صحفي، إن أردوغان يخطط لغزو ليبيا منذ أوائل العام الماضي، ويرسل الآليات والأسلحة عبر ميناء أزمير لهذا الغرض، مشيراً إلى أن عدد الأتراك الموجودين في ليبيا بلغ نحو 1500 عنصر، ويتم التجهيز لنقل 2500 عنصر آخرين للأراضي الليبية.
وأشار المسماري كذلك إلى أن نظام أردوغان مستمر في نقل المرتزقة إلى ليبيا، ومنها إلى أوروبا، مهدداً بذلك أمن الدول الأوروبية والملاحة في البحر المتوسط، وأضاف: “أردوغان يمارس البلطجة على أوروبا ويبتزها بالهجرة غير الشرعية”.
ورغم القرارات الأممية بحظر الأسلحة على ليبيا، واصلت النظام التركي تسليح الجماعات المتطرفة وتزويدها بالمرتزقة، دون خوف من انطلاق عمليات المراقبة من قبل المهمة البحرية “إيريني”، التي جاءت متأخرة.
وفيما يتعلق بالمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق، أكد المسماري أن المجلس الرئاسي لم يحظ بالشرعية من مجلس النواب.. وكل اتفاقيات السراج مع الأطراف الخارجية غير شرعية، ونفى المزاعم التي تتحدث عن استهداف الجيش الليبي لمرافق صحية بطرابلس، مؤكداً أن هذه الأخبار عارية تماماً من الصحة، وأردف: إن المعركة مستمرة ضد الإرهاب والأتراك ومن يتعاون معهم، وأن الجيش الليبي يقاتل من أجل الأمن وحماية البلاد من التدخل التركي.
وكان النظام التركي نقل أكثر من 17 ألف إرهابي إلى ليبيا في سياق مخططه العدواني ضد الشعب الليبي، حيث يسعى أردوغان إلى تحقيق نصر وهمي في ليبيا متكئاً على مرتزقته الإرهابيين للتعمية على خيباته المتلاحقة في الخارج والداخل، وخصوصاً مع تدهور شعبيته إلى مستوى قياسي على خلفية حملات القمع التي يشنها لتصفية معارضيه.
وأكد المسماري أن قوات السراج تضم مرتزقة من جنسيات متعددة، وتصرف لهم رواتب من أموال الشعب الليبي، مبيناً أن التدخل التركي في ليبيا ليس جديداً فهو بدأ في عام 2014 أو قبل ذلك، أما المتغير في عامي 2019 و2020 فهو أنه صار يجري علناً وأمام أنظار المجتمع الدولي والإعلام، حتى أردوغان يصرح بذلك من أجل تثبيت ما يعتبره إنجازاً باستيلاء تنظيم الإخوان الإرهابي على مقدرات الشعب الليبي وعلى السلطة في ليبيا، وهو ما يرفضه الشعب الليبي، وأشار إلى أنه كان جديراً بحكومة السراج أن تفك الارتباط بالميليشيات الإرهابية لكنها فعلت عكس ذلك ومنحت الشرعية للمجرمين وأعطتهم رتباً عسكرية رغم أنهم مدرجون على قوائم مجلس الأمن للكيانات الإرهابية، مبيناً أن حكومة السراج تريد تثبيت حكم الإخوان الارهابي وإبقاء الإرهابيين والمجرمين، فيما يقاتل الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لتخليص الليبيين من التنظيمات الإرهابية وإعادة الأمن والاستقرار إلى جميع المناطق الليبية.
بالتوازي، عرضت قناة سكاي نيوز فيلماً وثائقياً جديداً بعنوان “أردوغان كابوس ليبيا” سلّط الضوء على دور النظام التركي في تأجيج الوضع في ليبيا ونقل آلاف المرتزقة الإرهابيين من شمال سورية إليها للقتال إلى جانب السراج، وأمدهم بالسلاح والإرهابيين، في محاولة منه لوقف تقدّم الجيش الليبي، الذي يخوض حرباً ضارية ضد التنظيمات الإرهابية وميليشيات السراج وشبكات الإجرام.
وتضمن الفيلم الوثائقي شهادات لمرتزقة نقلهم النظام التركي إلى ليبيا، حيث أكدوا أنهم جاؤوا من سورية عن طريق غازي عينتاب ثم انتقلوا إلى إسطنبول قبل الوصول إلى مطار مصراتة الليبي، كما تضمن الفيلم فصولاً مروّعة لانتهاكات الميليشيات بحق المدنيين في ليبيا.
ووفقاً لشهادات مجموعة من المرتزقة فإن مدينة غازي عينتاب كانت المحطة الرئيسية لنقل آلاف المرتزقة الإرهابيين من الأراضي السورية إلى ليبيا عبر مطار مصراتة،حيث قال أحد المرتزقة: “قدمت من سورية عن طريق غازي عينتاب ثم إلى مطار اسطنبول قبل أن يتم نقلنا بطائرات تركية إلى مطار مصراتة ومن ثم نقلونا إلى طرابلس حيث اعتقلني الجيش الليبي في حي بوسليم جنوب المدينة”.
من جهته أقر مرتزق آخر بأن الإرهابيين قتلوا دفعة واحدة 35 شخصاً في قطاع صلاح الدين جنوب طرابلس إضافة إلى استيلائهم على ممتلكات الأهالي، وأضاف: “هنا في القطاع الذي ننتشر فيه يوجد منازل كثيرة وأي منزل يعجبك يمكن أن تدخل إليه وتقيم فيه فيما قال مرتزق ثالث.. أقاتل أي أحد بس أعطيني مصاري هذا ما يحدث مع الجميع وليس معي فقط”.
من جانبه قال اللواء في الجيش الليبي سالم مفتاح الرفادي: إن ليبيا تعاني الإرهاب وتنتشر على أراضيها تنظيمات إرهابية عدة أبرزها “داعش” الذي جاء من العراق وسورية عبر تركيا، فيما تكفلت مشيخة قطر بتقديم دعم مالي ولوجستي بالأسلحة والذخائر لهذه التنظيمات، بهدف تأجيج الوضع في ليبيا، الأمر الذي يتطلب من مجلس الأمن الدولي إصدار قرار بمنع هذه الدول من التدخل في ليبيا.